مصرُ التي تشكلّتِّ في رحمها..
قومياً وعلمياً وثقافياً وفكرياً..
والتي تزلزلُ جهازنا العصبيْ..
وتخضُّنا قومياً وروحياً وتاريخياً..
وعربياً وإنسانياً..
قد ألغت لغتنا منا..
وألغت شفاهنا منا..
فلم نعد قادرين علي أن نشكرها
أو نقبل يديها.
مصر (...)
كيف أتفاهَمُ مع هذه المدينَةْ؟
التي رأَتني دائماً
أتعثرُ جانبك كالحجلةْ..
وأتعلق كالتفاحة بذراعك اليُسْري...
وترفُض الآن أن تعترف بي وَحدي؟؟..
كنتٌ أحبُّ الشتاءَ..، لأنه كان يُشْبهُك...
لأنه كان يُشبهُني...
بحَماقاتنا الصغيرة...
وانفجاراتنا (...)
منْ يُغطِّيني من أمطار أوروبا.
بعدَ رحيلكْ؟..
مَنْ يكونُ لي السَقفَ.. والمظلةْ؟
من يُخبئني في جيَْب معْطفه؟.
أو تحت جلدة ساعتهْ..
أو في راحة يدهْ..
عندما تضربني الرياحْ..
وتمضغني العاصفَة؟..
ماذا أفعلُ في هذه المقاهي
المكتظة بالعَفَاريت.. (...)
جئت إلي أوربا.
حتي أغسل ذاكرتي منكْ..
فإذا بك مخبوءٌَ في داخل حقائبي.
جئتُ لكي أستريح من دُوَارِ الحُبَ..
ومن دوَار البحرْ..
فإذا بأمواجك ترفعني إلي الأعلي
وترميني علي صَدركَ.. مرةَ أخري..
حاولتٌ الهروبَ من صوتك النحاسيً..
ورائحتك (...)
أصعَدُ إلي أعلي نقطةٍ في العِشق..
حتي أضيِّعَ توازني..
وأرمي بنفسي، بلا مظلّةْ
فوقَ أدغالِ صدرك..
فإذا وصلتُ إليكْ..
عشرينَ ألفَ قِطعةْ..
فأرجو أن تُلصِقَ أجزائي..
أصطدمُ بغيومِ عينيكَ الماطرتين..
فأتحوّلُ إلي مطر..
وأدخلُ في رطوبةِ شفتيكَ (...)
يا أيها الرجل الصامت..
علق ثياب صمتك عند مدخل الباب..
حتي لا تفتح أبواب جروحي..
ودع كلماتك تتعري أمامي..
دعها تقتل مسافات الصمت بيني وبينك
أطلقها حرة كعصفور بنفسجي لا يعترف
بجاذبية الأرض
دع كلماتك تدور في فضاء عيني كوكبا لا
حدود له..
أيها (...)
عندما اتذكرك أغتسل بماء التاريخ وأتوشح بالرجولة والكرامة..
ان التاريخ الذي صنعته بيديك يدخلني.
في لحظات من الكبرياء التي لا توصف.
فكبريائي كامرأة لا يقدر بالياقوت والمرجان والماس والذهب.
وانما هو الشعور بالانتماء الي رجل عظيم هو أنت.
ان اختيارك (...)
عبدالله المبارك. زوجي
ومعلمي.. وحبيبي.. وصديق
الزمن الجميل
يحتلُّني حُبك من الجهات الأربعْ
ويرفع راياته علي أقاليم أُنوثتي
جزيرة.. جزيرة
وضَفيرة.. ضفيرةْ
أيها الحاكمُ بلا مراسيم، ولابرلمان.. ولا
استفتاء شعبي
أيها الاستعماري الكبير...
يا (...)
أو ليس عندك من مواهب...
غير موهبة الكلام؟؟
أتلفت أعصابي،
بأخبار الغرام.. ولا غرام
ضاعت حياتي
بين تغليب الشعور...
وبين تصنيع الوعود
وبين تسويق الكلام...
أو ليس عندك من هوايات سوي
نحت الحجارة.. والرخام؟
أو ليس عندك رأسمال آخر
غير (...)
إلي روح زوجي وصديقي، وحبيبي
عبد الله مبارك الصباح،
في ذكري
ميلاده3
ياسيد هذا العالم..
خفف ساعات حصاري
أنا منذ عرفتك.. لا أتذكر لون البحر..
ولون الغيم.. ولون الأشجار
يارجلا يرسم شكل الوقت..
ويرسم شكل الليل، ويرسم ساعات نهاري
لاتسأل ماذا (...)
إلي روح زوجي وصديقي، وحبيبي
عبد الله مبارك الصباح،
في ذكري
ميلاده
1
لا تسأل ماهي أخباري
لاشيء مهم.. إلا أنت..
فإنك أحلي أخباري
لاشيء مهم.. إلا أنت..
وكل العالم بعدك ذرات غبار..
أوربا بعدك ليس تطاق..
شتاء جنيف ليس يطاق
شوارع لندن ليس (...)
4
أية حماقة ارتكبتها؟
حين فتحت غطاء بركان
همد منذ أعوام..
وأية مغامرة دخلت فيها؟
حين أطلقت المارد من قمقمه
فحطم أثاث غرفتي..
وبعثر أساوري، وأوراقي، وكتبي،
وأدوات زينتي..
والتهمني، بلقمة واحدة، كالتفاحة...
5
هل يمكن لامرأة أن تنتحر برسائل (...)
1
خطر ببالي هذه الليلة
أن أفتح رسائلي القديمة، وأقرأها...
لم أكن أعرف أنني ألعب بالنار...
وأنني أفتح قبري بيدي...
2
بعد دقيقة من القراءة
إحترقت أصابعي.
بعد دقيقتين..
إحترق المصباح الذي كنت أقرأ علي ضوئه
بعد ثلاث دقائق..
إحترق غطاء (...)
إلي رفيق البسمة والدمعة...
إلي صديق سنوات العمر الجميل...
إلي أبي الروحي...
إلي روح زوجي عبدالله مبارك الصباح
في ذ كراه التاسعة
4
أنا امرأة صنعتني يداك...
فأصبح صوتي امتداداً لصوتك..
وأصبح رأيي أنعكاساً لرأيك..
وأصبح نبضي سريعاً (...)
1
لك الشكر... ياسيدي
فمنك تعلمت كيف أثقف ذوقي..
ومنك تعلمت كيف أثقف عقلي...
وكيف يكون كلامي علي مستواك
وشكلي علي مستواك...
وكيف، إذا ما ذهبنا معا للعشاء
أكون، حبيبي، علي مستواك.
وكيف أكون أمام الرجال أميرة...
وبين النساء أميرة!!..
2
أنا (...)
إلي عبدالله المبارك
زوجي وصديق العمرالجميل
في يوم ذكراه
كيف أستحضرك
ياصديق الأزمنة الوردية؟
ووجهي مغطي بالفحم
وشعوري مغطي بالفحم
ليست فلسطين وحدها هي التي تحترق
ولكن الشوفينية
والسادية
والغوغائية السياسية
وعشرات الأقنعة، والملابس (...)
إلي عبدالله المبارك
زوجي وصديق العمرالجميل
في يوم ذكراه
6
ماذا أفْعل في مقاهي العالم وحدي؟
أمضٌغُ جريدتي؟
أمضغ حيطان ذاكرتي؟
ماذا أفعلُ بالفناجين التي تأْتي.. وترُوح؟
وبالحزن الذي تأْتي.. ولا يرُوح؟
وبالضّجر الذي يطلعٌ كل ربع ساعة
حينا من (...)
إلي عبدالله المبارك
زوجي وصديق العمر الجميل
في يوم ذكراه
1
علي هذه الكرة الأرضية المهتزة
أنت نقطة ارتكازي
وتحت هذا المطر الكبريتي الأسود
وفي هذه المدن التي لاتقرأ.. ولاتكتب
أنت ثقافتي..
2
الوطن يتفتت تحت أقدامي
كزجاج مكسور
والتاريخ عربة (...)
إلي عبدالله المبارك..
زوجي، ومعلمي..
وصديق العمر الجميل
في يوم ذكراه
4
أعرف رجلا
يعرف ما في رحم الوردة. من أزرار
يعرف آلاف الأسرار
يعرف تاريخ الأنهار
ويعرف أسماء الأزهار
ألقاه بكل محطات »المترو«
وأراه بساحة كل قطار
أعرف رجلا.. حيث (...)
إلي عبدالله المبارك.. زوجي، ومعلمي وصديق العمر الجميل في يوم ذكراه
1
أعرف بين رجال العالم رجلاً
يشطر تاريخي نصفين..
أعرف رجلاً، يستعمرني
ويحررني..
ويلملمني
ويبعثرني..
ويخبئني بين يديه القادرتين..
2
أعرف بين رجال العالم، رجلاً
يشبه آلهة (...)
نحن في ايلول.. شهر زواجنا..
دائماً كنت أفرح ببدايات المطر.. وبدايات الكتابة
وبدايات مواعيد العصافير الشتوية.
سعيدة انا بأول أيلول..
أنا أحمل في حقيبتي رائحتك.. وأتوجه إلي ذراعيك..
انتصار عظيم أن يكون الإنسان محبوباً..
وانتصار أعظم أن يكون لك (...)
سألت نفسي اليوم، كما أسألها كل يوم: تري ما الذي يشغلني عنك؟
أردت أن تعرف أن أمواج البحر، إن هدأت هي أو ثارت وعلت بيضاء تلاحق بعضها بعضاً كما الغيوم الهاربة في السماء الصيفية.
هذه لا تشغلني عنك.
وأن هموم الوطن الصغير ومفازات الوطن الكبير بكل ما (...)