أو ليس عندك من مواهب... غير موهبة الكلام؟؟ أتلفت أعصابي، بأخبار الغرام.. ولا غرام ضاعت حياتي بين تغليب الشعور... وبين تصنيع الوعود وبين تسويق الكلام... أو ليس عندك من هوايات سوي نحت الحجارة.. والرخام؟ أو ليس عندك رأسمال آخر غير الكلام... أوقف قليلاً آلة التسجيل وأمنحني السلام... كأننا متساويان أنا والمساء حائران أنا وأنا
غداً أسير علي الكلام الذي نسيته في الطريق غدا" أنسي يدك علي أناملي وبعض همسك يصير أقراطاً ولفتة بابك تصير زمهريرا" وقد يري أهل المدينة بعض بعضك علي مقعد الميناء يحكي الرمل عن رجلٍ وامرأة ؛ يمران في الضوء ينكسران قبل طلوع القهر يصير كلٌ منهما ...مدينةً غابرة
غداً أحنّ إلي وساوس الذاكرة أنسج حكايات مدجنةٍ وقد أصيد عن التخوم قطا الأسئلة وأجمع بعض النهايات في قفصِ التحوّل و قد أمرَ علي باعة اليقين أشتري سواراً وعطرا" للانتباه وفد أشتري سكّرا" لحزني أو علبةً تطوي الأزمنة
غدا" أمرّ بباب أمي فلا أعرف امرأةً (تشيل ) علي رأسها رفوف الحكايات لا أعرف صوت أصابعها ولا شرفةً تنسكب من رموشها ولا حقولاً ترفّ علي صدرها قد أخطئ كيف أسمّي شمسها كيف أرمي الحنطة لعرجونها القديم وربما " توبّخني " عتباتها وأنا أمرّ بلا انحناء ودون تلفّتٍ نحو للهباء وقد أرتمي في حضن النبيذ النازل من شعرها وأنسي السلام من المنحدرات علي روحها وقد أشرب في حضرتها المنافي و أرخبيلات المتاهةِ لا أدعوها إلي ولائمِ زهوي ولا أقبلَ شموس حرّاسها وأقطع خيوط الزمان بين جهاتي وقلبها كي لا تستعيدني من الصدي وتندب علي فرساني الميتين لا أريدها أن تصرف أيامها في سوق انتظاري أو تنسج لي من حرير لهفتها طرحةً للحنين
غداً أتعلّم كيف ألتقط البحار مثل الهموم غداّ أعرف كيف أبيع الكلام للبئرِ كيف أسير في اللانهايةِ أحمل الجهات و الخبز و النبيذ غداً أعرف أين تختبئ السماء وأين ينام ريشها الأزرق وكيف تبثّ العشق للمستحيل غداً أعرف كيف أسير في زخم المرايا لأعبر احتمالاتي كلها دون التلفت للوراء ودون أن أكسر عتبة الخروج من باب أمي إلي باب السنين
وقد أمرّ بباب يديك كما الغريبةِ مرور الغيوم في حقل الرياح حاملةً شموس الصباح في يدي صفصافةٌ أسوقُ بها النهار وعلي كتفي صوتك مثل قلعةٍ مغلقة ثقيلةٌ ذكرياتنا لنرمِ قليلاً من حِجارتها في باب النعاس لنلقِ قليلاً من يقيننا في بئرِ الظلام ماذا نفعلُ بكل هذه الأحطابِ النائمةِ حولنا بكل هذه الأيام الميتة في جيوبنا بآبائنا الخائرين من الشوق بسماواتنا المتكاثرة ماذا نفعل باللغة الجائعة . . بالبوّابات تتوه في الجهات بالكراسي المغفّلة ببقايانا في قميص الحسرة
لنترك قليلاً من وهجنا في المراعي لنترك بعض أحلامنا في المحطات لنترك قليلاً من جنوننا علي نوافذ الزمان دع المساء ينقر أخبارنا ربما ينبت حبق الأمهات مرةً أخري ربما نعود مرة إلي أشلائنا