■ لا يستطيع الإنسان أن ينفصل عن الأحداث الجارية مهما طنش واستهبل وكبر الدى.. ولا يملك أن يقفل حنفية تفكيره واستغرابه أحيانا مما يرى من خناقات وصراعات قد لا تعنيه بالمرة أو ربما لا تقترب من دائرة اهتمامه أو نشاطه أو.. أو.. ■ فلقد تابعت تلك الأحداث الخاصة بحزب الوفد وشكواه المتعلقة بشكه فى أن التليفزيون المصرى قد منعه من الإعلان عن توجهاته وإذاعة حملته التمهيدية للانتخابات.. وأن تعليمات خفية قد وجهت الى القنوات الخاصة بنفس المعنى. ■ ورأيت الأستاذ محمد مصطفى شردى مع الأستاذة منى الشاذلى وهو يتحاور تليفونياً مع المهندس أسامة الشيخ وتبادل الاتهامات والتبريرات الى آخر هذا الجدل.. ثم رأيت الموضوع يثار ويتكرر فى عدة برامج حوارية أو إخبارية.. وشعرت أن رئيس وأعضاء حزب الوفد يقومون بمجهود خارق لعرض هذه المشكلة وهم فى حالة استياء شديد. ■ قعدت أتابع بلا اهتمام حقيقى.. مانا ماليش فى الأحزاب والصراعات الانتخابية والكلام ده.. أنا أنفعل بصفتى مواطناً مستقلاً طبيعياً لا أنتمى لأى حزب ولا مستعدة أدخل فى صراعات من هذا النوع.. وبصراحة قلبت المحطة من زهقى.. ليس بسبب رتابة الحوار ولكن فقط لمجرد عدم اهتمامى.. يعنى العيب كان فيا أنا. ■ قعدت أقلب كده فى محطات أنا متعودة أذهب إليها.. ولكن إيدى سرحت على أرقام قنوات ما اعرفهاش ولا عمرى شفتها قبل كده.. حتى عثرت على واحدة كنت قد قرأت عنها فى الفيس بوك كثيرا ورأيت عدة لقطات وتسجيلات منها مصحوبة بنقد لاذع جداً للمواد العجيبة التى تقدمها.. التى تشى بأن العالم القائمين عليها درسوا الإعلام فى مستوقد عين الصيرة اللى بيدمسوا فيه الفول. ■ قفزت فى دماغى الفكرة.. طب ليه يا جماعة الخير يا قائمين على حزب الوفد.. ما بتعملوش قناة تقولوا فيها إللى إنتوا عايزينه؟.. بدلا من هذه الحملة الشعواء على التليفزيون المصرى أو القنوات الأخرى زى دريم وغيرها.. وبدلا من اللف على القنوات والبرامج لطرح هذه المشكلة وكأنكم تتسولون حقاً طبيعياً فى الإعلان عن برنامجكم وتوجهاتكم؟؟.. هو إنتوا مش حزب معلن ومعترف بيه؟؟.. صحيح إن رئيس حزب الوفد الدكتور السيد البدوى يملك مجموعة من القنوات التليفزيونية هى شبكة قنوات الحياة.. ولكنه حسب علمى لا يخلط الأوراق والكروت ببعضها.. طب إزاى ما جاتلوش هو والأعضاء هذه الفكرة؟؟ ■ كانوا حايصرفوا عليها ربع الميزانية المخطط صرفها على الحملة الانتخابية المدفوعة لدى وكالات الإعلان والقنوات والحوائط والذى منه. ■ ما هو فيه قنوات تانية أهه مفتوحة على الباهلى لعمل الدعاية الانتخابية لصاحبها ومالكها الذى يجهز للنزول فى انتخابات مجلس الشعب.. فهو ينفرد بالكاميرا لساعات يعلن فيها عن نفسه وعن توجهاته ويعد الجماهير بالخدمات التى سيقدمها لهم أول ما ينجح. ■ الموضوع سهل جدا حسب ما شفت.. اعملوا قناة شبه اللى موجودة دى.. خلفية أبلاكاش وفرشتين بوية وشوية رسوم ولخابيط وفردة ستارة وفرعين ورق شجر.. فسحاية قدام الخلفية.. تحط مكتب وكرسى وحلتين نور فى وش المتحدث بقى منبر للخطابة.. ووزعوا النبطشيات عليكم.. كل ساعتين كده واحد فيكم يستلم الكاميرا وينزل رغى.. لوك لوك أى حاجة تيجى على باله.. ما هو مرض وانتشر.. قنوات بالهبل تفتحها تلاقى ناس صايدة المتفرج الضحية ومغرياه بأنبوبة أو هو فى شاشة التليفزيون ونازلة فيه وعظ ورغى واستعراض عضلات لغة عربية أو عامية بلدى تشى بالبيئة المنيلة اللى جاى منها الأفندى الواعظ.. ونوعوا بقى فى المواد المطروحة للحديث.. شوية تتكلموا فى الفقر والاحتياج وتناصروا الشعب المطحون.. شوية حالات مرضية عايزة مساعدة من رجال الأعمال لحسن الحكومة مش قادرة.. شوية إعانات مادية أو سبت كوسة وطماطم وخرطوشة سجاير وكوزين بنزين.. وشوية انتخابات ووعود وردية م اللى حاتتلحس بعد خمس دقايق من فرز الصناديق.. كده يعنى وبحبحوا ايديكوا. ■ وحتى يتم التلييس على الهدف الأساسى من إنشائها يجب أن تتحلى بشوية مواد وبرامج مثيرة.. ترزع كرسيين وكنبة وترابيزة عليها ماجين مرسوم عليهم شعار القناة بقى برنامج حوارى.. تحط ترابيزة عالية مدورة وكرسى بار عالى بقى برنامج شبابى.. وتأجرلك كاميرا وجوز مصورين وشابة غتيتة بقت تغطية ميدانية.. تشتريلك موبايلين بكاميرا من شارع عبعزيز بقى عندك آلة تنصت على خلق الله تصورهم وهما مش دريانين ويبقى عندك سبق وانفراد وحصرى ومحصور وبينهما الجمهور. ■ عندك بقى تشكيلة لطيفة من البرامج الحوارية تقدر تلعب بيها لملء الساعات المتبقية من اليوم الدعائى الانتخابى.. هاتلك شاب رخم وبنت مش فاهمة ولا كلمة فى الدنيا بس مسوغات التعيين كاملة عندها من حيث التضاريس والضب المصبوغ والنفافيخ المنتشرة فى الجتة.. ثم برنامج عن الثقافة الجنسية وإديها.. برنامج تفسير أحلام وعفاريت وجن.. مواجهة بين راجل ومراته الخاينة اللى قلبت فلوسه.. أو اتنين واقعين فى بعض ومقورة كوسة ونخور فى الأعصاب حايقوموا ياكلوا بعض وتكسب برنامج مثير وسخن موهوج.. وهكذا. ■ أما البرامج الشبابية بقى فعليك بواد فرحان بنفسه وبيروح الجيم.. فاتح القميص وضارب أنبوبة جيل فى دماغه وجينز واقع من على وسطه والبوكسر باين منه.. كأنه كان فى الحمام وسمع صوت حرامى فخرج جرى قبل ما يرفع البنطلون لآخره.. وبنت برضه منفوخة على 28 وبتنطق إنجليزى زى وشها.. واعملهم تيتر شبه كليبات الأغانى وهما بياخدوا بوزات إغراء زى بيونسيه وجاد شويرى.. وسميه ساعة مع الرخامة وقلة الأدب.. حايجيبلك إعلانات كده. ■ طب والله بتكلم جد.. أكيد لن تكون قناة هزلية زى ما وصفت.. لكن من المؤكد أنها ستكون أوقع من بحثكم عن دقائق مدفوعة هنا أو هناك.. طب أقولكم؟؟.. أجروا قناة كاملة من بابها الفترة القادمة وحتى يحين موعد الانتخابات.. هذا من حقكم مادام مسموحاً لغيركم.. أما الجديد فى الموضوع فهو أنها ستكون قطعا قناة محترمة. [email protected]