فُجعت بخبر وفاة صديق عزيز وزميل حبيب وأخ مخلص، رغم أن الإشارات كلها كانت تشير لقرب الرحيل الموجع، وجهه الذى ازداد إشراقا رغم المرض والوجع فى الأسابيع الأخيرة كان لافتا، حرصه على السلام فى كل مرة يدخل فيها صالة التحرير على جميع الحضور بحرارة وحب كان لافتا، حرصه الشديد على الصلاة فى وقتها كان لافتا، إيمانه الشديد بقضاء الله ورضاه عن كل الشدائد التى مر بها على مدار حياته وأهونها المرض كان لافتا.. أكثر من 20 عاما من العشرة الطيبة، لم أجد فى حياتى المهنية شخصا أشد حرصا على مجاملة زملائه أحياء وأمواتا مثل عبدالواحد رحمة الله عليه، إذا كان دأبه مع الأحياء أمرا من باب المجاملة المحمودة التى يفعلها الكثيرون غيره، إلا أن أمره مع الزملاء المتوفين كان استثنائيا وفريدا ولافتا للغاية، وكأنه أراد أن يقول لنا رسالة واضحة دون أن ينطق بكلمة «افعلوا مثلما وجدتمونى أفعل، لا تنسونى من فضلكم بعد الرحيل»!! رحلت يا عبدالواحد على عجل، حتى لم تمهلنا الزيارة بعد الجراحة العصيبة، كنت مطمئنا للقاء قريب بعد الشفاء.. سامحنى يا صديقى لم ألتقط الإشارات لم ألتقطها مطلقا.. حتى لقاؤنا الأخير فى صالة التحرير عندما أصررت على استبقائى بجانبك قبل أن أغادر قائلا «وحشتنى القعدة معاك وحكاياتك»، وجلسنا معا قرابة ساعة نحكى ونفضفض، لم ألتقط الإشارات يا صديقى، لكننى فهمت ووعيت الرسالة جيدا، بقيت وستبقى ذكراك الطيبة وخلقك الرفيع مع الجميع لنتذكرك دائما بالخير والوفاء.