محمود بسيونى و فاطمة عبد الوهاب ومصطفى حمدى و محمد سعيد و مؤمن عطالله و هانى شمس و محمد فتحى و محمد جمعة و علاء الحلوانى و معتز عبد المجيد وأحمد حمدى و زكريا عبد الجواد و أحمد السعيد و عبد التواب فايد و محمد رياض و سالى الجناينى و نانيس أيمن و محمود هلال. يوم الإثنين الماضى ودعت «أخبار اليوم» ابنًا من أبنائها البارين، الصحفى الشاب وليد عبيد، الذى عُرف بدماثة خلقه، وموهبته المهنية التى مكّنته من الإشراف على عددٍ من المهام بالجريدة فى عمر مهنى مبكر؛ تقديرًا من رؤساء التحرير المتعاقبين لكفاءته النادرة. رحم الله الفقيد وتغمده بواسع رحمته يا طائر البيت الحرام خُذنى على كفّ الجناح خذنى إلى أرض السماء ودع السحاب يضمنى والمزن يسقينى المطر أنا طائرٌ ماعاد لى فى هذه الأرض انتماء ابتسامة لا تنسى احتفظ الزميل والصديق بابتسامته البريئة النقية إلى لحظاته الأخيرة، كان ذا وجه بشوش ضحكوك، خاصة إذا فاز فريقنا الزمالك بمباراة أو بطولة، كان يملك حسًا كرويًا رفعيًا مثلما امتلك ناصية الكتابة الصحفية، وكان مميزًا فى كتابة الملفات الصحفية والتحقيقات المعمقة. أشهد أنه كان مميزًا مهاريًا ملتزمًا، كان يعمل وهو متعب، وكثيرًا ما كنت أطلب منه الراحة فى حضور فريق تحرير جريدتنا العريقة، كان يحب «أخبار اليوم» والزمالك حبًا لا مثيل له، وأعطى الجريدة عمره كله، ولذلك سنتذكره دائمًا، ولن ننسى تلك الضحكة الصافية وقلمه الذهبى. إلا من أتى الله بقلب سليم حبيبى .. إلى أى درب دون وداع تسافر ..فاجعة رحيلك فتكت بقلبى فتكاً وأحرقت روحى حرقاً لا برداً ولا سلاماً بعده .. رحلت وبالقلب ألف كلمة وكلمة لم أقلها لكَ فهل يا ترى تسمعنى.. قُلت عند رأسك النائم فى سلام بعض منها، فهل وصلك ما اشتعل بقلبى .. أما أنت، فقد لخصت كل شىء فى وعد قطعته منذ اللحظة الأولى، كنت قليل الكلام والتعبير لكنك عاهدتنى عليه وحرصت أن تذكرنى به فى كل مناسبة وكلما كانت تلهينا قسوة الحياة كنت به تصبرنى. منذ أيام قلت لى فى رسالة ثلاث كلمات « إلى آخر نفس»، كان هذا هو الوعد والعقد وكل بنوده، وأنا قلت لك» إنت لسه فاكر»، أشهد الله أنك وفيت بوعدك، بس «آخر نفس» مكانش جنبى يا حبيبى.. أحرقت قلبى. لا أستطيع أن استوعب أن هذه الصفحات التى نشرت خبر زفافنا وفرحتنا يمكن أن تحتمل كلمات تصف فراقنا الأليم. حبيبي، كنت أمينًا تخاف الله فى نفسك وفيمن حولك، ما وقعت على المحظور عيناك ولا يداك يومًا، والله إنى بذلك لأشهد ولا أزكى على الله أحدًا ..لم تحمل ضغينة ولا تمنيت الأذى لأحد يوماً، حتى من ظلموك كنت تستعيذ بالله لهم من الأذى، أقسم بالله رأيت بعينى ..كنت تنسى السوء و ذاكرة قلبك تطهر نفسها أولاً بأول يا «أبو قلب سليم». يا رب، وليد آتاك بقلب سليم، يا رب اللهم عامله بما وعدت من يحمله به. زوجى الحبيب، سلام عليك يوم سبقت إلى جوار رب العالمين فى روح وريحان وجنة نعيم. أمانتك فى عنقى حتى ألقاك. زوجتك إلى أخى وليد التقينا لأول مرة منذ 25 عامًا فى أكاديمية أخبار اليوم أعرف أنك تتذكر جيدًا تلك الأيام التى جمعتنا فى قاعة محاضرات واحدة، أما أنا فما زلت أستعيدها حتى الأسبوع الماضى حين كنا نتحدث عنها معًا. أتذكر مناقشاتنا عن الكرة، والزمالك الذى كنا نقف فى مدرجاته نهتف له سويًا. وأتذكر حكاياتنا فى مقاهى شبرا التى أحببتها ولم تطق مغادرتها أبدًا لقد جعلنا القدر إخوة وزملاء وأصدقاء عُمر. جمعتنا صالة تحرير واحدة فى أخبار اليوم، وما زلت أذكر يا وليد أحلام البدايات ونحن نسعى وراء الأخبار والخبطات الصحفية. أعلم يا وليد أنك كنت أكثرنا حبًا ل «أخبار اليوم»، وأكثرنا شغفًا بالصحافة التى أنهكت قلبك الرقيق. وأشهد أمام الله أن هذا الشغف لم ينل يومًا من نزاهتك وطيبتك وشهامتك ومحبتك لأصدقائك، ولم يجعلك تخطو فوق مبادئك التى دفعت أثمانًا باهظة لإيمانك بها يا ابن الحاج عربى. أخى وليد، يوم الجمعة الماضية غادرت مكتبنا على أمل اللقاء، لكنك أخلفت وعدك لأول مرة. لم نتفق على ذلك يا صاحبى، لم نتفق أنها ستكون المرة الأخيرة. الموهوب كان وليد عبيد الذى غاب عن الحضور بيننا جسديًا الباقى فى ذاكرتنا ووجداننا بسيرته العطرة وأخلاقه الدمثة مثالًا للأدب والتواضع.. لم تكن بسمته الصافية تغادر وجهه مهما كانت الضغوط، كان مهذبًا عند الاختلاف فى الرؤى، مستمعًا ومنصتًا باهتمام لأى زميل يتحدث معه فى عمل أو مسألة شخصية، هذا جزء من سماته الشخصية.. أما عن موهبته وإتقانه وضميره فى المهنة فحدث ولا حرج، فكان منذ عرفته موهوبًا بالفطرة، متمكنًا من أدواته يسعى دائمًا للتطور ويبحث عن كل جديد، كانت روحه المرحة تخفف وطأة ضغوط العمل.. إلى أن نلتقى يا صديقى العزيز لروحك السلام، ولنا الصبر. دموع صامتة يا صديقى شريط من الذكريات الجميلة تمر أمام عينى يوميًا تبرهن على أنك يا وليد من أنقى الشخصيات التى قابلتها فى حياتى على مدار أكثر من 20 عامًا منذ التخرج فى الجامعة، وعلى الرغم من أن الموت حقٌ علينا جميعًا، إلا أنه الأصعب على النفس، ولا يبقى لنا سوى الذكريات التى كانت تجمعنا معك والدعاء لك والتضرع إلى الله بأن يتغمدك برحمته. صاحب الابتسامة النبيلة فى ملحق «النهاردة أجازة» رسمت مقالات وليد عبيد عن شخصيته الافتراضية «أبو العربى»، بعدها بأعوام اجتمعنا مرة أخرى نقضى وقتاً طويلاً فى الضحك أنا كمشرف وهو كدسك للملحق، وفى كل الحالات كان وليد عبيد مركزاً للجدل والابتسامة النبيلة.. صحفى موهوب وإنسان شهم، الجمعة قبل الماضية كان آخر لقاء لنا، شعر بألم فى صدره، حرصت على أن اطمئن عليه فى المساء ودعنى بقوله: «أشوفك على خير يابو خديجة»، أشوفك على خير يا صديقى العزيز. الذئب النبيل لم يُطلق عليك لقب الذئب من فراغ، فقد أطلقه عليك أستاذنا الفاضل حسين عبد القادر، مدير تحرير «أخبار اليوم». وكان ذلك لفراستك واصطيادك لموضوعاتك الصحفية بعناية، بل ولمهارتك أيضًا فى استخلاص الإجابات التى تريدها من مصدرك مهما حاول الأخير مراوغتك. لن أنسى فضلك أبدًا ما حييت. مازلت أتذكر نصائحك لى، حينما شبهت الحوار الصحفى وكأنه حلبة ملاكمة، يتلاكم فيها الصحفى ومصدره. فإلى اللقاء قريبًا، مهما طالت الأيام. وداع الصادقين كان خفيف الظل، حاضر الدعابة، يعرف كيف يزرع الفرح ويبعث البهجة فى قلوب من حوله، فلا أنسى تعصبه الجميل لنادى الزمالك، ومناوشاته المرحة مع زملائه «الأهلاوية»، تلك اللحظات التى كانت تصنع البهجة والمرح عقب كل مباراة بين الناديين. برحيله، فقدنا إنسانًا نبيلًا وأخًا كبيرًا، لكن بما تركه من محبة صادقة فى القلوب سيظل حاضرًا بيننا ما حيينا. رحمه الله برحمته الواسعة، وأسكنه فسيح جناته. رحل الجميل النبيل منذ أيام فقدت «أخبار اليوم» ابنًا بارًا من أبنائها إذ رحل عن دنيانا الصحفى الشاب الخلوق الزميل والصديق العزيز وليد عبيد، رغم أن تعارفنا كان منذ سنوات قليلة إلا أنه بصفاته الإنسانية الرائعة دخل قلبى من أول جلسة. عهدته بشوشًا ترحابًا ودودًا مادًا يد العون للجميع ولا يثنيه عن قولة الحق لومة لائم. رحل جسدًا وسيبقى ذكرى غالية فى قلوب كل زملائه ومحبيه. «أكتر من نص عمرى» قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المَرءُ عَلى دِينِ خَلِيلِه فَليَنظُر أحَدُكُم مَن يُخَالِل» وأنا اخترتك يا وليد «صاحبي» زى ما كنت بحب أناديك.. 26 سنة يا صاحبى يعنى أكتر من نص عمرى عشنا مع بعض فيهم عالحلوة والمرة كنت نعم الصاحب والأخ والخليل عمرى ما زعلت منك او زعلت منى يوم واحد.. سبتنى ومشيت يا صاحبى ومش عارف ازاى هكمل المشوار من غيرك. مشوارنا يا وليد اللى بدأناه من أول يوم دراسة فى أكاديمية أخبار اليوم وبعد التخرج والعمل.. كل خطوة يا صاحبى كنا بنعملها مع بعض وعلاقتنا تخطت حدود الصداقة والزمالة.. علاقة لا يفهمها ولا يستوعبها غير اللى يعرف يعنى ايه صاحب؟ وكنت دايما بقول انك اخويا اللى كنت بتمناه فى الدنيا وكنت أول حد بروحله عشان اشكى له همى ومشاكلى جوا وبرا الشغل وكنت انت الوحيد اللى بيطبطب على قلبى وقت الشدة.. مش عارف أوصفك بإيه يا صاحبى بس اللى متأكد منه انك فى مكان أحسن من الدنيا دى بكتير وإن ربنا سبحانه وتعالى هيرضيك ويجزيك خير على قلبك الطيب وعملك الصالح وحبك لكل الناس. وإلى لقاء يا صاحبى لا يعلم موعده إلا الله سبحانه وتعالى. دموع على ابتسامتين فى أواخر 2006، كانت بداياتى فى أخبار اليوم يومها دلّنى د. حسام إلهامى على مجموعة من الزملاء الجدعان، يتقدمهم وليد عبيد. ذهبت إليه فاستقبلنى بابتسامة صافية دخلت قلبى من اللحظة الأولى. ومنذ ذلك اليوم صار وليد أكثر من زميل؛ صار أخًا وصديقًا، نتشارك الضحكات والجلسات والمناقشات، وكأن بيننا عشرة عمر. قلبه نقى ولسانه عفيف، لا يعرف إلا الطيبة والمروءة. وفى الجمعة الأخيرة، التقيته عند الأسانسير، فسألته: "رايح فين يا وليد؟" فأجاب مبتسمًا رغم تعبه: "مروح يا أبو حمدي.. تعبان شوية." لم أكن أعلم أنها ستكون ابتسامته الأخيرة. بين تلك الابتسامة الأولى عام 2006، والابتسامة الأخيرة قبل رحيله، تختزل مسيرة صداقة لن أنساها. أشهد الله أنك كنت صاحب قلب أبيض وروح صافية. رحمك الله يا وليد، وجعل ابتسامتك نورًا لا يغيب. ليتنى أمتلكُ حزنًا أنيقًا! يا وليد.. كان لدى كثير لأقوله لك، وحزمة من أحلام أقتسمها معك، ولكن القدرَ على عهده، لا ينتظرُ أحدًا، ولم نتعلم فى كل مرة أن الذهاب فى مثل رحلتك لا يكون بترتيب مسبقٍ أبدًا. أتذكر يا وليد حين قلت لك إن حزنى لم يكن يومًا أنيقًا أبدًا؟ يومها أكدتُ لك أن حزنى وحش كاسر، ينهش بأنيابه من جدار القلب والروح، والآن.. تعاظم الحزن ولم يستحِ من نقش الورق بتنهيدات الوجع وأنا أكتب لك، وبخبر وفاتك لن تخمد نار الفقد، وأوقدت مشاعل حنين لا تطفئها الدموع. أتعلم ما أصعب شىء أشعر به حاليًا؟ أن أكتب.. ولا تناقشنى فيما كتبتُ! أتذكر حين قلت لك إنى أكره الوداع، وأسافرُ دون سلامٍ على من أحبهم؟ ها أنت فعلتها، وسقانى رحيلُك كأس اللوعة من جديد. وداعا رفيق العمر.. و«العُمرة» لم أجد فى بحر الذكريات والمواقف والأسرار التى عشناها معا أهم وأعظم من تلك الصورة التى التقطها لك من أمام الكعبة المشرفة خلال رحلة العمرة التى جمعتنا سوياً منذ عدة سنوات . تلك الرحلة الايمانية التى تشتاق إليها النفس وتهفو بالحنين ،والتى تظن انك ذاهب إليها بإرادتك، ولكنه سبحانه وتعالى هو الذى اصطفاك للقائه.. وبالفعل يا وليد اختارك رب العالمين لأنك صافى القلب طيب السريرة صادق المودة. راجى عفو ربه وليد سيد عبدالفضيل عبيد أعلم انك لم تر هذه الصورة إلا مرة واحدة طوال حياتك ولكنى لم أكن أتخيل أن تنشر هذه الصورة رثاءً لك فى معشوقتك أخبار اليوم ، ولعلها تكون مبعثا لطمأنة أحبابك بأنك الآن فى مكان أفضل بين يدى أرحم الراحمين وأنت مغفور الذنوب، والذى أسأله سبحانه وتعالى كما جمعنى بك فى بيته الحرام فى الدنيا أن يجمعنا فى الفردوس الأعلى فى الجنة وأن يظلنا بظله يوم لا ظل إلا ظله كما بشرنا الحبيب محمد . القلوب تبكى عيون تبكى وقلوب تدمى وألسنة تدعو وإنا لفراقك لمحزونون يا وليد.. فقدنا إنسانا غاليا نقى القلب عفيف اللسان.. اتفقت معه كثيرا واختلفت معه نادراً ولكن يشهد الله أن الخلاف معه كان فى قمة الرقي.. حقا فقدت صديقا راقيا محترما، عرفته منذ سنوات طويلة، عملنا معا، كانت له أفكار متميزة، كان شديد الحماس لعمله الصحفى وكان يتابع ما يقوم به حتى النهاية، فهو مخلص جدا لعمله. كان -رحمة الله عليه- لا يتأخر عن أى عمل يُطلب منه، فلقد كان دءوبا مثابرا مجتهدا.. هذه الدنيا لا تستحق أن يعيش فيها من هم فى رقيك واخلاقك وأدبك.. رحمك الله يا صديقى. رحيلك مؤلم جدًا رحلت عنا لكنك تركت فراغًا كبيرًا فى قلوبنا وعقولنا.. كنت ونعم الأخ والصديق .. سنفتقد طيبتك، ، وحسن خلقك .. حتى هذه اللحظة لم نستوعب فاجعة رحيلك .. رحلت فى هدوء مثلما كانت روحك هادئة وطيبة .. عزاؤنا أنك تركت لنا إرثاً من المواقف الإنسانية النبيلة. الناصح الأمين لم أكن أتخيل أن أكتب رثاء لك أنت يا وليد، كنت أتمنى أن تكون الكلمات معبرة عما نشعر به جميعا من هول صدمتنا ورغم حقيقة الفراق ولكنك باق ولن تغيب عنا أبدا بسيرتك الطيبة وابتسامتك الهادئة التى لا تفارق وجهك ومهنيتك وعدالتك، استقبلتنى بعد انتقالى من «أخبار النجوم» إلى «أخبار اليوم» لتكون الأخ الأكبر والأستاذ الذى يقدم النصيحة بصدق. سنتذكرك.. الأخ والصديق ونعم الناصح الأمين.. رحمك الله وغفر لك. الضاحك الباكي فقدت أخبار اليوم الزميل والصديق العزيز، وليد عبيد نائب رئيس تحرير أخبار اليوم، كان مثالًا فى الأخلاق والاحترام والضحكة البشوشة التى لا تفارقه فى أصعب الظروف، شخصًا مبدعًا ومتفانيًا فى عمله، رحل عنا دون سابق إنذار ووداع، تاركًا وراءه فراغًا كبيرًا لا يمكن ملؤه، كانت ضحكته معدية، وابتسامته تملأ المكان، كان دائمًا ما يبحث عن الفرحة والسعادة لزملائه، ويحاول أن يخفف عنهم همومهم وأحزانهم. سنفتقدك كثيرًا يا وليد، ستظل ذكراك حية فى قلوبنا، وسنظل ندعو لك بالرحمة والمغفرة. وداعًا «وليد» كان اللقاء الأخير داخل صالة التحرير وهو يودع جميع الزملاء بابتسامته المعهودة داخل مكاتبهم وكأنه يعلم إنه الوداع الأخير تاركًا معهم رصيدًا من المودة والمحبة التى ترجمها الزملاء إلى حزن عميق وصدمة مدوية بعد رحيله المفاجئ يوم الاثنين الماضى لتبقى ذكراه ساكنة فى قلوبنا إلى يوم الدين .. رحمة الله عليك يا وليد وأسكنك فسيح جناته وألهم أسرتك واصدقاءك الصبر والسلوان .