نحن في ايلول.. شهر زواجنا.. دائماً كنت أفرح ببدايات المطر.. وبدايات الكتابة وبدايات مواعيد العصافير الشتوية. سعيدة انا بأول أيلول.. أنا أحمل في حقيبتي رائحتك.. وأتوجه إلي ذراعيك.. انتصار عظيم أن يكون الإنسان محبوباً.. وانتصار أعظم أن يكون لك حبيب ينتظرك.. لا أحد يعرف معني الحب، عندما يكون وراءه رجل يخرج علي جميع الأوصاف والمقاييس... للمرة الأولي أسافر وأنا أملك المجدين: مجد التخرج.. ومجد حبيبي... أسافر وأنا أحمل علي رأسي تاجين: تاج الأبوة.. وتاج الصداقة.. للمرة الأولي أواجه أمطار لندن بمظلتك.. وأهرب إلي عينيك من هبوب العاصفة.. وأقطع البحر مشياً علي الأقدام.. أنت السند.. والبلد، والولد.. كنت تجلس معي تراقب كل كلمة تمر بين أسنان الآلة الكاتبة، وتطارد معي النقطة والفاصلة. ولأنك كنت شمعة ليلي فقد سهرت لأنهي كتابة رسالة الدكتوراه في أقصر وقت. أشكرك لأنك كنت معي في لندن تراقب خطواتي الدراسية. أشكرك لأنك وضعت يديك في ذراعي. ومشيت. معي بين حواجز التقاليد.. واخترقت معي خطوط التماس.. يعتقد من في البيت أنك نمت في فراشك. ولم تبت معي في المكتب تراقب خطواتي الأولي علي طريق المعرفة.. انك حقاً أبي... ياحفيدي الغالي أهلاً بك معنا. يا أحلي قادم، ويا أغلي الأسماء لك تتجدد الحياة، ويستمر النهر الكبير بالتدفق وتزداد شجرة مبارك الكبير غصنا جديداً، وزهرة طيبة العبير. لقد أطلقنا عليك اسم جدك العظيم عبدالله المبارك الذي ملأ تاريخ الكويت نبلاً وشجاعة ، وفروسية، ورفع اسمها عالياً في كل مكان. أنت الآن في المهد.. ولاتعرف من أنت؟.. وإلي أية شجرة كريمة تنتمي؟. ومن هو جدك عبدالله المبارك؟.. لكنك حين يشتد عودك، وتتسع ثقافتك، وتقرأ تاريخ الكويت، ستكون فخوراً بأن تحمل اسم الرجل الذي ترك بصماته علي تراب الكويت، وأعطاها مجدها ، وعزتها، واستقرارها الوطني. ولأنك تحمل هذا الأسم الكبير، فأنت مطالب في المستقبل بأن تحافظ علي هذا الميراث الغني، وتضيف إلي بريقه، بريق علمك، وثقافتك، وطموحك الشخصي. وبعد.. فقد كنا ننتظر إطلالتك منذ زمن طويل. وها أنت قد وصلت لتحمل الراية، وتضيء القناديل في البيت المباركي.. فأهلا وسهلاً بك، في عيوننا وفوق أهدابنا. وألف مبروك لابويك الحبيبين اللذين قدما لنا أجمل هدية كنا نحلم بها. أدعو الله ان يفرش دربك بالفرح، والأزهار والرياحين وأن يجعلك من السعداء والناجحين، وطويلي الأعمار.