تعيش المحروسة ولاشك أيام صعبة للغاية ليس فقط نتيجة كثرة الاختلافات الأيدلوجية بين أبناء المحروسة ، ولكنها بسبب في غاية الخطورة وهو أن يرى كل فريق أن من يخالفه في الرأي مغيب أو مأجور، والاتهامات تنهال من هنا وهناك ونسينا أن الاختلاف من طبائع البشر وبهذا الاختلاف يمكن أن تنضج العقول وتتفتق الأذهان ، ولكن لماذا يكون الجميع مغيب إلى هذا الحد ولا يغلب مصالح المحروسة على مصالحه ؟. أما أن يتبوأ أولوا المصالح العفنة مقاليد السلطة في المحروسة فهذا ما يجعلنا في خطر عظيم !. مرت السنون والأيام التي تحمل في طياتها محاولات فصيل لكشف الفساد، ولم يتخيل هذا الفصيل أن الفساد له جذور استقرت في وجدان أهل المحروسة حتى أصبح عفن الفساد هو الرائحة التي ألفها أهل المحروسة وما عاداها أصبح غريبا عليهم. يقاس تقدم الأمم بمكانة أهل العقد والحل أو النخبة من أصحاب القرار. فلك أن تراجع نفسك يا من تقف على صنبور الحقيقة لتعرف إن جل علماء المحروسة الآن موقوفين بتهم لا تليق بهم سواء لعلمهم أو خلقهم أو على الأقل لتفانيهم في خدمة أهل المحروسة الطيبين عقود طويلة حتى وان اختلفنا مع هؤلاء سياسيا ونقر أنهم فعلا فشلوا سياسيا؛ لان السياسة عمل نجس لا يمكن أن يتطهر إلا بالتربية لعقود طويلة وليس بكشف الفساد ومحاولة اقتلاعه. يحاولون اقتلاع الأمل من نفوسنا ولكننا على أمل أن نلقى الله بفهمنا لفقه الحياة كما تعلمنا أن نحيا بعزة وكرامة لتعمير الأرض وغرس النبت الطيب في نفوس العباد ؛ ومن هذا المنطق نتعايش دون إذلال مع متغيرات الأمور التي فرضت علينا . ونبدأ النصح لمن يسعون إلى مقاليد الحكم ونذكرهم أن أنظمة الحكم البوليسية والعنت لن تولد سوى الإرهاب الحقيقي وليس الوهم الذي يحاربونه بل سيولد من جديد موجات التطرف الفكري والأخلاقي التي تنتج درب طياب جديد مجاورا لتورا بورا . فاحذروا التمادي في القهر والاستبداد . إن التمايز الايجابي بين أهل المحروسة هو ما سيعيد إلينا القوة الناعمة التي بنيت بسواعد ودماء بل وبعقول أهل المحروسة على مر العصور تلك القوى الناعمة التي كانت تجعل للمحروسة مكان الريادة بين الأمم ؛ وبسبب المتنحى والأسير توارت تلك القوى الناعمة بل ادعى أنها قد تآكلت فلا تأثير للمحروسة لافتقادها مقومات التأثير . فأصبحنا مفلسين لتلك القوى الناعمة أو غيرها من القوى. لم يتبق لنا سوى القوى البشرية التي تحتاج إلى جهد جهيد لإعادة بلورة وصياغة أفكارهم تجاه إدارة عجلة الإنتاج ؛ وليبدءوا المقارنات الحقيقية دون النعرة الفرعونية ليعرفوا مكانتهم الحقيقية بين الأمم . لن تقوم المحروسة كما كانت إلا بوقفة مع النفس لنعرف. أين نحن؟. وكيف نبدأ البداية الحقيقية ؟. ان البداية الحقيقية هي في إقامة العدل لنظام حكم يجمع ويؤلف بين الجميع من منطلق دولة سيادة القانون. دعوكم من تنصيب فرعون جديد فقد انتهى عصر الفراعين. المحروسة قادرة على استيعاب الجميع باختلاف أفكارهم ولا نجاة لهذه الأرض الطيبة إلا بالعدل والإنتاج ولفظ الرويبضة و محترفوا الإباحية والضلال. فالباطل مهما طال إلى زوال ولا يمكن للحق أن ينتصر إلا بانكشاف زيف الباطل حتى لا يشتاق الناس إلى زيف الباطل إن هذه المعركة ما هي إلا مقدمة للتمكين فهي معركة التمحيص. إن النصر بتمكين شرع الله في أرضه لآت واقرب مما نظن .. لن اردد اسلمي ..اسلمي ..يا بلادي بل أقول إسلامية أنت يا بلادي منذ النشأة وحتى الممات . وهذا دمى لك فداء الله اكبر ..الله اكبر .. الله اكبر