حلمت أن أكون مفوضًا من قبل أهل المحروسة وتصاعدت أحلامي حتى التحمت بجسدي وفكري فأصبحت أنا أهل المحروسة، وقررت بعد تلك القرون الممتدة من تاريخي ونضالي مع معترك الحياة بما فيها من منغصات وكثير منها كانت نهايته أن تقلب تلك المحن إلى منح وبنينا سويًا مجدًا لن يقهر بمرور الزمن حتى أصبحت أرضي وبيتي مقبرة للغزاة وترابي هو مهد الحضارة وبيتي مأوى للإنسانية تضمد فيه جراحها فبنيت كنيسة وقفت في وجه الرومان وحمت لحمي وجسدي، وتمسكت بكنيستي حتى بعد مجيء الإسلام، فانصهرت مع سماحته ووجدت فيه خروجًا نحو بناء أمجاد جديدة في ظل تعاليم محددة باحتواء أبناء الجسد والنسيج الواحد ومررت بقرون مضت على هذا الحال عظمة الإنسان المصري مع اختلاف عقيدته، واستغل عبقريته في صنع الحضارة مقدمًا أهل الحكمة في كل مرة يمر بمحنه وظننت أنا أهل المحروسة أن ما كان بعد انتفاضة يناير سيتم تداركه حتى تيقنت أن متقدمي الصفوف في الوقت الحالي يستغلوننا أسوأ استغلال فوقفت متسائلًا أيمكن أن أتقدم باستقالتي أنا شعب المحروسة من هذا الوجود الذي أصبح عفنًا بوجود مثل هؤلاء غير المنتمين إلى الأصالة المتمثلة في المصري الذي طالما غلب المصالح العامة على مصالحه الشخصية، ولكننا الآن أمام نخبه قد ضاعت منها النخوة ونسوا كل شيء إلا فروجهم ومصالحهم النتنة العفنة الزائلة التي لن تبني مجدًا بل ستزيل البناء، وحتى لا أتهم مستقبلًا بأنني مشارك فيما صارت إليه المحروسة فقد قررت الاستقالة نعم أنا الشعب مستقيل من هذا العفن بمسمياته الأيديولوجية التي لم نعهدها فيا أيها الإخوان لا تغرنكم الحياة الدنيا فأنتم كما كان غيركم إلى زوال عودوا إلى دعوتكم بتفعيل الدعوة والجهاد والتربية وحددوا أين أنتم الآن من أحلامكم بخلافة راشدة وتطبيق شرع الله فعلى أرض الواقع في تاريخنا القريب طبقت الشريعة بوجود نسيج أهل المحروسة بما فيهم النصارى واليهود الموجودين على أرض المحروسة وشارك الجميع في الحفاظ على الجسد الواحد، ويا إخواني وشيوخي من المجموعات السلفية قفوا على قلب رجل واحد دعوكم من النصح على العلن فإنه فضيحة واستروا عورات غيركم، وادعموا البناء قبل أن ينهار، وساعتها لن نستطيع جميعًا الإجابة عما فعلنا عندما حانت لحظة التمكين لإقامة شرع الله، ويا أهلي يا أبناء المحروسة من الليبراليين والعلمانيين باختلاف مشاربكم وانتمائكم ومصالحكم غلبوا مصلحة الوطن ولا تنهشوا في الجسد المسجى أمامكم في لحظات ضعف لم تمر بها المحروسة في الماضي من شق الصف بين أبنائها فإن أصررتم جميعًا فسنتقدم باستقالاتنا من وجودكم العفن، ونصنع لأنفسنا قادة جدد نعم إن لم تأتلفوا سنقوم جميعًا حزب الكنبة ليقف مفرزًا أناس غيركم سيولونهم الأمر حفاظًا على بكارة الجسد الشريف قبل أن ينتهك من أمثالكم أيها النخبة الضائعة لن يضيع أملي بوجودكم فهي مهلة تسبق الثورة وإلى أن تجيء ساعة الصفر نحو ثورة حقيقية اسلمي يا بلادي و لك مني السلامة. م / عصام العباسي استشاري هندسي ومحكم دولي. أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]