فخامة الرئيس المبجل عرفناك منذ زمن بعيد نحن المهندسين وتشابهت أقدارنا أيام المخلوع رغم اختلاف انتماءاتنا الفكرية، فعرفنا رجلا دمث الخلق حر الرأى صلب العقيدة، ولم نعهد فيه يوما البطء فى اتخاذ القرار، بل عهدنا فيه سرعة البديهة والفراسة فى اتخاذ القرارات المناسبة هذا ما سلف ... فما نصبو إليه نحن أهل المحروسة من فخامتكم ليس فقط تحقيق الموعود والسير قدما نحو تنفيذ برنامج النهضة، ولكن أيضا مزيد من غرس الوعى السياسى لدى البسطاء، حيث إن الكثيرين من أهل المحروسة فى حالة مقارنة دائمة بين ما قبل انتفاضة 25يناير وما بعدها، فللأسف يظن الكثيرون من أهلنا الطيبين إننا فى مرحلة أسوأ مما كان. حيث إن البسطاء لا يشتغلون بالسياسة بل يهمهم فى المقام الأول لقمة العيش وتربية الأولاد وما يلمسونه فعليا من خدمات عامة لمرافق الدولة المختلفة حتى وإن امتلأت بالعفن الإدارى وانغمست فى الفساد الذى بلغ إلى الركب –سابقا- فالمهم هو وصول المياه والكهرباء والمواصلات ورغيف العيش إلى أسرته وبعدها تفرج... حتى الآن لم يشعر أبناء المحروسة بأى فروق حقيقية على أرض الواقع سوى تغييرات فى المناصب ولا شك أنها للأصلح على الصعيد الأخلاقى.. أما المهنى فلا بوادر حتى الآن يشعر بها البسطاء من أهل المحروسة... لقد التحمت أكتافنا فخامة الرئيس ونحن واقفون بين يدى الله فى الصلاة نعم لقد كنت فى الصف الأول بجوار فخامتكم وشعرت أن أكتافنا متلامسة والأهم من هذا، أن قلوبنا توجهت للرحمن لها نفس الطلب "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا "هكذا كان الدعاء الذى استفتحت به فخامتكم الدعاء واسترسلت فخامتكم بالحديث عن أهمية العمل والمتلازمة بين الشعائر والتطبيق والأخذ بالأسباب.. فالجراح يستعمل أشد الأشياء إيلاما ألا وهو المشرط لإزالة الألم ...لن نقول كما قال السابقون افرم يا ريس كلنا وراءك، ولكن بحق سنكون فى يدك دروعا مادامت طاعتك واجبة.. سنكون تروسا منتجة فى ميادين الإنتاج نعم سنكون أدوات فاعلة فى ميادين الإنتاج مادامت هناك خطوات فاعلة يشعر بها أهلنا الطيبون.. أما إن لم يكن !.. فسيزداد الدراويش واحدًا بل ألوفاً وستظل المحروسة تبحث عن ثورة حقيقية تفرز زعيما يأخذ بها إلى بر الأمان. سيدى الرئيس فقدت مصر عددا من الرجال جنودا كانوا أم ضباطا والعبرة هنا ليست بالعدد زاد أم نقص فمصر تفقد من أبنائها يوميا ما يقارب هذا العدد وربما يزيد نتيجة أخطاء لابد من محاسبة المسئولين عنها من حوادث طرق وقضايا ثأر وفتنة طائفية وقطع طريق إلى آخره من أمراض عدم الانضباط المجتمعى ومع هذا لا يتحرك ساكن لإزالة مسببات فقدان القوى البشرية المصرية، ولكن القضية هنا مسألة سيادة فبسط السيادة المصرية على كل شبر من أرضنا الطيبة مسألة حياة أو موت ولنعلم جميعًا من هم أصحاب المصلحة فى زعزعة الأمن والاستقرار وبث نار الفرقة بين جموع شعبنا الأصيل، بعيدا عن المزايدات، فالعدو الصهيونى يقينا هو المستفيد حتى وإن لم يكن الفاعل المباشر فلابد من إعداد العدة والأخذ بالأسباب للقاء حتما قادم، وسيكون النصر فيه لمن حافظ على أسباب ثلاثة، الاستعداد التام بالأخذ بالأسباب قدر الاستطاعة – نبذ نار الفرقة والرجوع إلى المحبة والإخاء بين أبناء الوطن الواحد – تصحيح العقيدة فى قلوب العباد لما عليه أهل السنة والجماعة. فالنصر آت لا محالة فاسلمى يا بلادى ولك منى السلامة. مهندس استشارى ومحكم دولى