الأنبا تكلا يترأس قداس عيد الرسل بكاتدرائية دشنا (صور)    تنسيق الدبلومات الفنية 2025 التجارة والزراعة والتمريض والصنايع والسياحة فور ظهوره (رابط)    وزير الري: مصر تخصص 100 مليون دولار لتنفيذ مشروعات في «حوض النيل الجنوبي»    مصدر أمني: لا خسائر بشرية في حريق محول الكهرباء بالشرقية    البوري ب130 جنيها.. أسعار الأسماك بأسواق كفر الشيخ اليوم    المانجو ب60 جنيهًا.. أسعار الخضروات والفاكهة بشمال سيناء اليوم السبت 12 يوليو 2025    وزارة العمل: 1.1 مليار جنيه رعاية صحية وتعويضات للعمالة غير المنتظمة خلال عام    وزيرة البيئة تبحث مع سفيرة المكسيك في مصر توسيع التعاون بمجال التصحر وتداعياته الأمن الغذائي    خلال زيارة مفاجئة.. وزير الإنتاج الحربي يتفقد خطوط الإنتاج بشركة هليوبوليس للصناعات الكيماوية (مصنع 81 الحربى)    وزيرة خارجية كوريا الشمالية: نحن ندعم حق روسيا في حماية سلامة أراضيها وسيادتها    أردوغان: تشكيل لجنة برلمانية لمناقشة المتطلبات القانونية لنزع سلاح حزب العمال الكردستاني    الأونروا: عواقب صحية وخيمة بسبب عدم توفر المياه النظيفة في غزة    ماركينيوس: لقب كأس العالم للأندية فرصة ذهبية للاعبي باريس    عضو مجلس الزمالك: لولا الأهلي كان زيزو جدد معانا    «فدائي متعدد المراكز».. كيف يستفيد الزمالك من ضم الفلسطيني حامد حمدان؟    حقيقة دعوة برشلونة لميسي لحضور افتتاح ملعب كامب نو    يورجن كلوب: لا أستطيع تجاوز صدمة وفاة جوتا    اشتعال حريق في متحف ركن فاروق بحلوان، السياحة تكشف الحقيقة    تالجو وتحيا مصر.. جدول مواعيد قطارات «الإسكندرية - القاهرة» السبت 12 يوليو 2025    ضبط شخصين بمطار القاهرة حاولا تهريب «عملات محلية وأجنبية»    «حرارة شديدة ورطوبة».. حالة الطقس اليوم في شمال سيناء    برقم الجلوس.. نتيجة الدبلومات الفنية 2025 بالمنيا والمحافظات فور اعتمادها رسميًا    القبض على لص الدراجات النارية بحي غرب سوهاج    ضبط قضايا اتجار بالنقد الأجنبي بقيمة 4 ملايين جنيه خلال 24 ساعة    حازم أبو السعود مديرًا لأكاديمية ماسبيرو    غدا.. «من القلب إلى القلب: الأم حارسة تراث أغاني الأطفال» مائدة مستديرة بالمجلس الأعلى للثقافة    «التأمين الشامل»: إتاحة تقسيط الاشتراكات المتأخرة للمستفيدين من المنظومة ب6 محافظات    بالمشاركة المجتمعية.. إنشاء وحدة غسيل كلوي بوحدة طب الأسرة بكودية الإسلام في أسيوط    بعد الاتفاق بين الأهلي والحزم.. أحمد عبدالقادر يسافر إلى السعودية لإجراء الكشف الطبي    تعرف على اختصاصات محكمة الطفل وفقا للقانون    الوطنية للانتخابات تبدأ استقبال الطعون على مرشحي مجلس الشيوخ    استشهاد 27 فلسطينيا وإصابة 180 آخرين برصاص الاحتلال الإسرائيلي قرب مركز مساعدات رفح    محمد فؤاد يشعل افتتاح المسرح الرومانى بباقة من أجمل أغانيه    غادة عبدالرازق تتعرض لإصابة بقدمها وتطمئن جمهورها    دار الإفتاء توضح مسؤولية الوالدين شرعًا تجاه أولادهم فيما يتعلق بالعبادات    رئيس جامعة الأزهر: دعاء "ربنا آتنا في الدنيا حسنة" من كنوز الدعاء النبوي.. وبلاغته تحمل أسرارًا عظيمة    التجارة العالمية عند مفترق طرق.. تصاعد النزعات الحمائية وتغير خارطة التحالفات الدولية    ريال مدريد يهنئ فينيسيوس جونيور بعيد ميلاده ال25    طريقة عمل رز السمك زي الجاهز وبأقل التكاليف    أول تعليق من منى الشاذلي على أزمة اللوحات المسروقة ومها الصغير    129 قتيلًا و166 مفقودًا بفيضانات تكساس    اليوم.. أولى جلسات محاكمة المتهمين بقتل طالب المعهد التكنولوجي بالعاشر من رمضان    حسام موافي يكشف تأثير تناول القهوة على القلب    5 أطعمة تعزز صحة القلب    ما هو أقل ما تدرك به المرأة الصلاة حال انقطاع الحيض عنها؟.. الإفتاء تجيب    الرئيس السيسي يتوجه إلى غينيا الاستوائية للمشاركة في القمة التنسيقية للاتحاد الأفريقي    حظك اليوم السبت 12 يوليو وتوقعات الأبراج    45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. السبت 12 يوليو 2025    60 دقيقة تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. السبت 12 يوليو 2025    بائع مصري يدفع غرامة 50 دولارًا يوميا بسبب تشغيل القرآن في تايمز سكوير نيويورك.. ومشاري راشد يعلق (فيديو)    مواعيد مباريات اليوم السبت 12-7-2025 والقنوات الناقلة    نجيب جبرائيل: الزواج العرفي لا يُعد زواجًا بل «زنا صريح» في المسيحية (فيديو)    باحث بمرصد الأزهر: التنظيمات المتطرفة تستخدم الخوف كوسيلة للسيطرة    تامر حسني يُشعل الرياض في أضخم حفل على هامش كأس العالم للألعاب الإلكترونية.. وأغنية "السح الدح امبوه" مفاجأة تثير الجدل!    أحمد سليمان يتحدث عن.. الدعم الجماهيري.. وشرط استمرار فيريرا    عاجزة عن مواكبة العصر.. البياضي: لوائح الأحوال الشخصية للمسيحيين تعود ل 1904    محمد عبلة: لوحاتي تعرضت للسرقة والتزوير.. وشككت في عمل ليس من رسمي    عاجل.. ارتفاع جديد لأسعار الذهب في مصر بدعم من صعود المعدن عالميًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إبحار في أروع الكلمات الشافعية
نشر في محيط يوم 27 - 02 - 2008


إبحار في أروع الكلمات الشافعية
محيط - شيماء عيسى
" إن لله عباداً فطنا تركوا الدنيا وخافوا الفتنا
نظروا فيها فلما علموا أنها ليست لحي وطنا
جعلوها لجة واتخذوا صالح الأعمال فيها سفنا "
لم يفتح الله عليه بالعلم الشرعي والفقهي وسعة الحفظ والفهم والفراسة فحسب بل عرفت كلمات الإمام الشافعي بالعذوبة والفصاحة والعفوية معاً ، وكان بيانه يسحر كل من يقرأه ، عبارات موجزة قاطعة صادقة تماما معبرة عن حال ذلك العبد الورع المتقرب لله والعالم الذي يقدر للعلم قيمته ويجل أصحابه الذين لم يكن يضم نفسه إليهم تواضعا منه ، كما خرجت من ذلك الإنسان الذي عصفت به محن الحياة وطبائع البشر والأصدقاء العجيبة وأراد نصح الآخرين بحكمته التي أمدته الحياة بها ، فخرجت أبياته صالحة لكل زمان ومكان وتدعو للتأمل وتجذب كل لب وقلب إليها ، ونبحر بين كلماته الحياتية الإنسانية والإيمانية الراقية .
هو الإمام العلم محمد بن إدريس الشافعي ، ولد في 150 ه 766م وتوفى في 204 ه 820 م ، أحد أكبر أئمة أهل السنة وصاحب المذهب الشافعي في الفقه الإسلامي ، ومؤسس علم أصول الفقه ، وأول من جمع بين الحديث والرأي في استنباط الأحكام الفقهية .
ولد الشافعي بمدينة غزة الفلسطينية ، خرج إليها والده إدريس من مكة في حاجة له ، فمات بها وأمه حامل به فولدت فيها ثم عادت به بعد سنتين إلى مكة ، حفظ الشافعى القرآن فى سن السابعة و حفظ موطأ مالك فى سن العشرين فقد كان شديد الذكاء شديد الحفظ حتى إنه كان يضع يده على المقابلة للتى يحفظها لئلا يختلطا حيث أنه كان يحفظ من أول نظرة للصفحة .
اختلط الشافعى بقبائل هذيل الذين كانوا من افصح العرب فاستفاد منهم و حفظ أشعارهم و ضرب به المثل فى الفصاحة ، و قد تلقى الشافعى فقه مالك على يد الإمام مالك و تفقه فى مكة على يد شيخ الحرم و مفتيه مسلم بن خالد الزنجى و سفيان بن عيينه الهلالى و غيرهما من العلماء ثم رحل إلى اليمن ليتولى منصبا جاءه به مصعب بن عبد الله القرشى قاضى اليمن ثم رحل إلى العراق سنة 184 ه و أطلع على ما عند علماء العراق و أفادهم بما عليه علماء الحجاز و عرف محمد بن الحسن الشيبانى صاحب أبى حنيفة و تلقى منه فقه أبى حنيفة ، و ناظره فى مسائل كثيرة و رفعت هذه المناظرات إلى الخليفة هارون الرشيد فسر منه .
رحل الشافعى بعدها إلى مصر و إلتقى بعلمائها و أعطاهم و أخذ منهم ثم عاد مرة أخرى إلى بغداد سنة 195 ه فى خلافة الأمين و أصبح الشافعى فى هذه الفترة إماما له مذهبه المستقل و منهجه الخاص به و إستمر بالعراق لمدة سنتين عاد بعدها إلى الحجاز بعد أن ألف كتابه " الحجة" ثم عاد مرة ثالثة إلى العراق سنة 198 ه و أقام بها أشهرا ثم رحل إلى مصر سنة 199 ه و نزل ضيفا على عبد الله بن الحكم بمدينة الفسطاط و بعد أن خالط المصريين و عرف ما عندهم من تقاليد و أعراف و عادات تخالف ما عند أهل العراق و الحجاز أعاد النظر فى مذهبه القديم المدون بكتابه " الحجة " و جاء منه ببعض المسائل فى مذهبه الجديد فى كتاب " الأم " الذى أملاه على تلاميذه فى مصر و قد دون الشافعى مذهبه بنفسه ، و قد إستمر الشافعى فى مصر يفتى و يعلم حتى توفى - رحمه الله.
ووفق موسوعة المورد فقد كان مذهبه خطةً وسطًا بين منهج أهل الحديث، ومنهج أهل الرأي ، وتفرقت أشعار الشافعي الشاعر في كتب التراث حتى جمعها "زهدي يكن"، ونشرها في بيروت، ثم جمعها "محمد عفيف الزغبي" منذ أكثر من ربع قرن؛ فاستدرك بها ما فات زهدي يكن .
كلمات إنسانية
** كتب الشافعي في كتمان الأسرار
إذا المرء أفشى سره بلسانه ولام عليه غيره فهو أحمق
إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه فصدر الذي يستودع السر أضيق
** وفي تزيين النفس قال :
صن النفس واحملها على ما يزينها تعش سالما والقول فيك جميل
ولا ترين الناس إلا تجملا نبا بك دهر أو جفاك خليل
وإن ضاق رزق اليوم فاصبر إلى غد عسى نكبات الدهر عنك تزول
ولا خير في ود امريء متلون إذا الريح مالت ، مال حيث تميل
وما اكثر الإخوان حين تعدهم ولكنهم في النائبات قليل
** وتعجب من طبائع البشر فقال :
ألم يبق في الناس إلا المكر والملق شوك ، إذا لمسوا ، زهر إذا رمقوا
فإن دعتك ضرورات لعشرتهم فكن جحيما لعل الشوك يحترق
** وأراد أن تقابل العدو بالحكمة فقال :
وداريت كل الناس لكن حاسدي مدارته عزت وعز مناله
وكيف يداري المرء حاد نعمة إذا كان لا يرضيه إلا زوالها
** وكره الإمام الشافعي البخل فقال :
وأنطقت الدراهم بعد صمت ناسا بعد ما كانوا سكوتا
فما عطفوا على احد بفضل ولا عرفوا لمكرمة ثبوتا
** كما أحب الشافعي الكرم وقال :
أجود بموجود ولو بت طاويا على الجوع كشحا والحشا يتألم
وأظهر أسباب الغنى بين رفقتي لم خافهم حالي وإني لمعدم
وبيني وبين الله أشكو فاقة حقيقا فإن الله بالحال أعلم
** واراد أن تود الناس وتحاذر منهم في الوقت نفسه فقال :
إني صحبت الناس مالهم عدد وكنت أحسب إني قد ملأت يدي
لما بلوت أخلائي وجدتهم كالدهر في الغدر لم يبقوا على أحد
** كما اكد أن المشكلة فينا وليست في الزمان فقال :
نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب ولو نطق الزمان لنا هجانا
وليس الذئب يأكل لحم ذئب ويأكل بعضنا بعضا عيانا
** ما اجمل الصداقة ، ولكن للصديق شروط قال فيها الشافعي :
إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا فدعه ولا تكثر عليه تأسفا
ففي الناس إبدال وفي الترك راحة وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فما كل من تهواه يهواك قلبه ولا كل من صافيته لك قد صفا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة فلا خير في خل يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله ويلقاه من بعد المودة بالجفا
وينكر عيشا قد تقادم عهده ويظهر سرا كان بالأمس في خفا
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها صديق صدوق صادق الوعد منصفا
** لابد أن تكون معتمدا على نفسك في هذه الحياة ، ويقول الشافعي :
ما حك جلدك مثل ظفرك فتول أنت جميع أمرك
وإذا قصدت لحاجة فاقصد لمتعرف بقدرك
لا ترهب السفر
** كثير من الناس يرهب السفر ، ولكن الشافعي ينصحه بالترحال لفوائده العظيمة على النفس ، فقال :
ارحل بنفسك من أرض تضام بها ولا تكن من فراق الأهل في حرق
فالعنبر الخام روث في مواطنه وفي التغرب محمول على العنق
والكحل نوع من الأحجار تنظره في أرضه وهو مرمي على الطرق
لما تغرب حاز الفضل اجمعه فصار يحمل بين الجفن والحدق
وقال أيضا
ما في المقام لذي عقل وذي أدب من راحة فدع الاوطان واغترب
سافر تجد عوضا عمن تفارقه وانصب فإن لذيذ العيش في النصب
إني رأيت وقوف الماء يفسده إن ساح طاب وإن لم يجر لم يطب
والأسد لولا فراق الأرض ما افترست والسهم لولا فراق القوس لم يصب
والشمس لو وقفت في الفلك دائمة لملها الناس من عجم ومن عرب
والتبر كالترب ملقى في أماكنه والعود في أرضه نوع من الحطب
فإن تغرب هذا عز مطلبه وإن تغرب ذلك عز كالذهب
** قال الشافعي في الدهر :
الدهر يومان ذا أمن وذا خطر والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر
أما ترى البحر تعلو فوقه جيفه وتستقر بإقصى قاعه الدرر
وفي السماء نجوم لا عداد لها وليس يكسف إلا الشمس والقمر
** وفي حظوظ البشر :
تموت الأسود في الغابات جوعا ولحم الضأن تأكله الكلاب
وعبد قد ينام على حرير وذو الأنساب مفارشه التراب
** ولكنه أراد بنا العزة فقال :
وعين الرضا عن كل عيب كليلة ولكن عين السخط تبدي المساوئا
ولست بهياب لمن لا يهابني ولست أرى للمرء ما لا يرى ليا
فإن تدن مني تدن منك مودتي وإن تنا عني تلقني عنك نائيا
كلانا غني عن أخيه حياته ونحن إذا متنا أشد تغانيا
** من أجمل الأشياء الاعتذار عند الخطأ وقال الشافعي :
اقبل معاذير من يأتيك معتذرا إن بر عندك فيما قال أو فجرا
لقد أطاعك من يرضيك ظاهره وقد أجلك من يعصيك مستترا
** وكثير منا ما يخطيء بنصحه أخاه في العلن ، فيحذره الشافعي بقوله :
تعمدني بنصحك في انفراد و جنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع من التوبيخ لا ارضى استماعه
وإن خالفتني وعصيت قولي فلا تجزع إذا لم تعط طاعة
** قال في فضل صاحب العلم :
رأيت العلم صاحبه كريم ولو ولدته آباء لئام
وليس يزال يرفعه إلى أن يعظم أمره القوم الكرام
ويتبعونه في كل حال كراعي الضأن تتبعه السوام
فولا العلم ما سعدت رجال ولا عرف الحلال ولا الحرام
** وفي أدب المناظرة :
إذا ما كنت ذا فضل وعلم بما اختلف الأوائل والأواخر
فناظر من تناظر في سكون حليما لا تلج ولا تكابر
يفيدك ما استفاد بلا امتنان من النكت اللطيفة والنوادر
وإياك اللجوح ومن يرائي يباني قد غلبت ومن يفاخر
فإن الشر في جنبات هذا يمني بالتقاطع والتدابر
** الغني الحقيقي هو غنى النفس وقال الشافعي :
سبحان الله
بلوت بني الدنيا فلم أر فيهم سوى من غدا والبخل ملء إهابه
فجردت من غمد القناعة صارما قطعت رجائي منهم بذبابه
فلا ذا يراني واقفا في طريقه ولا ذا يراني قاعدا عند بابه
غني بلا مال عن الناس كلهم وليس الغنى إلا عن الشيء لا به
إذا ما الظلم استحين الظلم ولج عتوا في قبيح اكتسابه
فكلها إلى صرف الليالي فإنها ستدعى له ما لم يكن في حسابه
فكم رأينا ظالما متمردا يرى النجم تحت ظل ركابه
فعما قليل وهو في غفلاته أناخت صروف الحادثات ببابه
فأصبح لا مال ولا جاه يرتجى ولا حسنات تلتقي في كتابه
وجوزي بالأمر الذي كان فاعلا وصب عليه الله سوط عذابه
كتب الشافعي عن مشاعر الغريب في بلاد غير وطنه فقال :
إن الغريب له مخافة سارق وخضوع مديون وذلة موثق
فإذا تذكر أهله وبلاده ففؤاده كجناح طير خافق
كلمات في السياسة
** كان للشافعي حكمة في الغني والرئيس الحقيقي فقال :
إن الفقيه هو الفقيه بفعله ليس الفقيه بنطقه ومقاله
وكذا الرئيس هو الرئيس بخلقه ليس الرئيس بقومه ورجاله
وكذا الغني هو الغني بحاله ليس الغني بملكه وبماله
الملوك والناس
** وعن الملوك وطباعهم قال :
إن الملوك بلاء حيثما حلوا فلا يك لك في أبوابهم ظل
ماذا تؤمل من قوم إذا غضبوا جاروا عليك وإن أرضيتهم ملوا
فاستعن بالله عن أبوابهم كرما إن الوقوف على أبوابهم ذل
إيمانيات
** أراد الإمام الشافعي التأكيد على تكذيب المنجمين الذين يخادعون الناس فقال :
خبرا عني المنجم أني كافر بالذي قضته الكواكب
عالما إن ما يكون وما كان قضاه من المهيمن واجب
** ودعا الشافعي لترك الهموم والتوكل على الله فقال :
سهرت أعين ونامت عيون في أمور تكون أو لا تكون
فادرأ الهم ما استطعت عن النفس فحملانك الهموم جنون
إن ربك كفاك بالأمس ما كان سيكفيك في غد ما يكون
كما كتب يقول :
توكلت في رزقي على الله خالقي وأيقنت أن الله لا شك رازقي
وما يك من رزق فليس يفوتني ولو كان في قاع البحار العوامق
سيأتي به الله العظيم بفضله ولو لم يكن مني اللسان بناطق
ففي أي شيء تذهب حسرة وقد قسم الرحمن رزق الخلائق
** في باب الورع كتب :
المرء إن كان عاقلا ورعا أشغله عن عيوب غيره ورعه
كما العليل السقيم أشغله عن وجه الناس كلهم وجعه
** وفي خشية الله قال :
ولولا الشعر بالعلماء يزري لكنت اليوم أشعر من لبيد
وأشجع في الوغى من كل ليث والمهلب وبني يزيد
ولولا خشية الرحمن ربي حسبت الناس كلهم عبيدي
**وفي القناعة قال :
إذا أصبحت عندي قوت يوم فخل الهم عني يا سعيد
ولا تخطر هموم غد ببال فإن غدا له رزق جديد
اسلم إن أراد الله أمرا فاترك ما أريد لما يريد
** محبة القدر قال فيها :
ذل الحياة وهول الممات كلا وجدناه طعما وبيلا
فإن كان لابد إحداهما فمشيا إلى الموت مشيا جميلا
** صدق حب الإله قال فيه :
تعصي الإله وأنت تظهر حبه هذا محال في القياس بديع
لو كان حبك صادقا لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع
في كل يوم يبتديك بنعمة منه وأنت لشكر ذاك مضيع
** الحفظ مربوط بالصلاح :
شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي
واخبرني بأن العلم نور ونور الله لا يهدى لعاص

شافعيات
** كان عالما متواضعا وقال :
كلما أدبي الدهر أر أني نقص عقلي
وإذا ما ازددت علما زادني علما بجهلي
** مما كتبه في حب الإمام أبوحنيفة :
لقد زان البلاد ومن عليها إمام المسلمين أبو حنيفة
بآثار وفقه مع حديث كآيات الزبور على صحيفة
فما بالمشرقي له نظير ولا بالمغربين ولا بكوفة
فرحمة ربنا أبدا عليه مدى الأيام ما قرأت صحيفة
** وفي تعامله مع السفهاء قال :
يخاطبني السفيه بكل قبح فأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة فأزيد حلما كعود زاده الإحراق طيبا
** كان شديد التواضع وقال :
أحب الصالحين ولست منهم لعلي أن أنال بهم شفاعة
وأكره من تجارته المعاصي ولو كنا سواء في البضاعة
وردا عليه قال الإمام أحمد بن حنبل في أبيات حكيمة وطريفة :
تحب الصالحين وأنت منهم
ومنكم سوف يلقون الشفاعة
وتكره من تجارتهم معاصي
وقاك الله من شر البضاعة
** كان لا يحب الثرثرة ويفضل الصمت وقال :
وجدت سكوتي متجرا فلزمته إذا لم أجد ربحا فلست بخاسر
وما الصمت إلا في الرجال متاجر وتاجر يعلو على كل تاجر
** يتضح من كلمات الشافعي كم طعن من صديق وقد قال ذات يوم :
كن ساكنا في ذا الزمان بسيئره وعن الورى كن راهبا في ديره
واغسل يديك من الزمان وأهله واحذر مودتهم تنل من خيره
إني اطلعت فلم أجد لي صاحبا أصحبه في الدهر ولا في غيره
فتركت أسفلهم لكثرة شره وتركت أعلاهم لقلة خيره
** ومن أروع ما كتب دعاء لله يتذلل فيه للخالق ويبكي ذنوبه ويسأله رضاه ونستمتع بأبيات شافعية عطرة :
عبادة
إليك إله الخلق أرفع رغبتي وإن كنت يا ذا المن والجود مجرما
ولما قسا قلبي وضاق مذاهبي جعلت الرجا مني لعفوك سلما
تعاظمني ذنبي فلما قرنته بعفوك ربي كان عفوك أعظما
فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل تجود وتعفو منة وتكرما
فلولاك لم يصمد لإبليس عابد فكيف وقد أغوى صفيك أدما
فياليت شعري هل أصير لجنة أهنا وأما للسعير فأندما
فلله در العارف الندب إنه تفيض لفرط الوجد أجفانه دما
يقيم إذا ما الليل مد ظلامه على نفسه من شدة الخوف مأتما
فصيحا إذا ما كان في ذكر ربه وفيما سواه في الورى كان أعجما
ويذكر أياما مضت من شبابه وما كان فيها بالجهالة أجرما
فصار قرين الهم طول نهاره أخا السهد والنجوى إذا الليل أظلما
يقول حبيبي أنت سؤلي وبغيتي كفى بك للراجين سؤلا ومغنما
ألست الذي غذيتني وهديتني ولا زلت منانا على ومنعما
عسى من له الإحسان يغفر زلتي ويستر أوزاري وما قد تقدما
تعاظمني ذنبي فأقبلت خاشعا ولولا الرضا ما كنت يارب منعما
فإن تعف عني تعف عن متمرد ظلوم غشوم لا يزايل مأتما
فإنت تنتقم مني فلست بأيس ولو أدخلوا نفسي بجرم جهنما
فجرمي عظيم من قديم وحادث وعفوك يأتي العبد أعلى وأجسما
حوالي فضل الله من كل جانب ونور من الرحمن يفترش السما
وفي القلب إشراق المحب بوصله إذا قارب البشرى وجاز إلى الحمى
حوالي إيناس من الله وحده يطالعني في ظلمة القمر أنجما
أصون ودادي أن يدنسه الهوى وأحفظ عهد الحب أن يتلثما
ففي يقظتي شوق وفي غفوتي منى تلاحق خطوي نشوة وترنما


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.