بعد أن قدم الشعب استقالته من عفن الساسة نتيجة تغليب المصالح سواء الأيديولوجية أو الشخصية على مصالح المحروسة وأهلها المخطوفين أقصد الطيبين، وأبى أهل المحروسة إلا أن يكون هذا الزمن ليس زمن الفرص الضائعة كما كانت حقبات سابقة من الزمن أيام أن أضعنا فلسطين، وأثقلنا كاهل من بعدنا في حلم استردادها.. وكما أضعنا وحداتنا المزعومة.. وكما نضيع اليوم من أيدينا دول قام المستعمر بتقسيمها واليوم نحولها بتناحر فصائلنا إلى دويلات كما رغب الغرب وأعرب عن ذلك ساستهم بل ممثليهم في بلادنا. إن المشهد العبثي المسمى بالمشهد السياسي تجده بين أمور ثلاثة أولهم فصيل استأثر في غيبة من الجميع على مقاليد السلطة التنفيذية، وذلك بان وضع الجميع بفعل فاعل أمام اختيار هو في الواقع مقارنة أمام نار الفساد أو جور الإقصاء فاخترنا جور الإقصاء، لأنهم من بنو جلدتنا، وأصحاب مشروع واحد، وهذا حسن ظننا بهم وكذلك استأثر هذا الفصيل مقاليد السلطة التشريعية المؤقتة، والتي كانت أهدافها فقط تسيير الأمور الضرورية في البلاد حتى انتخاب مجلس للنواب، وما صاحب ذلك من لغط واضح في تعطيل إصدار قانون الانتخابات من قبل السلطة التنفيذية، وتعنت السلطة التشريعية ناهيك عن الغموض الواضح في السلطة القضائية من عدم تحمل مسئوليتها الكاملة تجاه هذا الشعب الواقع تحت براثن العفن من قبل صفوة لا تستطيع تحمل مسئولياتها المفروضة عليهم حسب وضعهم المزعوم كنخبة وإلا فهم الرويبضة لا أكثر، وبالرغم من ضعف رؤية هذا الفصيل نحو الاحتواء إلا أنه أحيا في النفوس بعض من المشروعات القومية التي لا بديل عنها إن أردنا أن نتبوأ مكانتنا مرة ثانية فلا يبنى مجد الأمم إلا بتلك المشروعات القومية، فالأهرام الماثلة أمامنا ما هي إلا مشروع قومي لملوك جاءوا في حقبة زادت فيها البطالة بين أهل المحروسة فأراد هؤلاء الملوك عمل تلك المشروعات القومية لتخليد ذكراهم من جهة ومن جهة أخرى إيجاد فرص عمل لجموع الشعب الغفيرة المتعطلة نتيجة أزمة البطالة.. فمشروع تنمية محور قناة السويس ذلك الحلم الذي زرعه القائد والزعيم المؤمن أنور السادات أعادوا طرحه اليوم فهو حلم يجب المسارعة في دراسته من كافة جوانبه من أجل المضي قدما نحو التنفيذ وليس انتقاده لعرقلته فعلى الجميع أن يدلو بدلائهم للإصلاح والنصح والإرشاد بالخطوات الفاعلة لإزالة أوجه القصور إن وجدت من أجل البدء الفعلي في التنفيذ دون تمجيد أو انتقاص من هذا أو ذاك. ثاني هذه الأمور هي تلك المعارضة الهشة التي فقدت دورها الحقيقي على مدار ثلاثين عامًا وما كان لها من دور حقيقي سوى المهادنة أو أحيانًا الصياح بناءً على تعليمات الأسياد. ولم ينجُ من هؤلاء إلا القليل من المعارضة الكرتونية وهم الآن يعلمون يقينًا أنه لا حظوظ لهم مطلقًا أمام الصندوق الحر فهم الأكثر واقعيه وبالتالي اتخذوا سبلًا ما أنزل الله بها من سلطان في سبيل إيجاد دور حقيقي لهم يمكن أن يعيد إليهم الحياة مرة ثانية بإثارة تلك الفوضى دون النظر إلى مصلحة البلاد والعباد، حتى إنهم بدئوا بتسفيه كل الأمور حتى الأحلام سرقوها وأفسدوها، فلا نهضة ولا نجاة إلا بالانغماس في العمل وشد عربة المحروسة للأمام بنبذ الفرقة والاختلافات الأيديولوجية وتغليب الصالح العام حتى نثمن مقدراتنا ووقتها فقط يمكن أن نلتفت لننال حظوظنا من النهضة أو التورتة في أفراح المحروسة. والأمر الثالث هو هل بتطبيق القانون الذي لا يحمل الحق بين جنباته يمكن أن يصل بنا إلى العدل هل بتطبيق قانون الإجراءات في قضية من أخطر قضايانا والحكم فيها ببراءة متهمين بانتهاك أعراضنا وسفك دمائنا على الملأ وبالصوت والصورة نتيجة قصور إجرائي ما.. يؤدي إلى ضياع حقنا على الأقل في معرفة الحقيقة، لا يسعى أحد من أهل المحروسة إلى إعدام أو سجن هذا أو ذاك بل هي الرغبة في معرفة الحقيقة حتى وإن لم نصل في الدنيا إلى العدل ولكن لتكن الحقيقة هي الغاية والوصول إلى العدل يقينا بالإصلاح والتوافق.. لقد رأى أهل المحروسة الأحكام ببراءة كل من قامت الثورة من أجل إفسادهم أو فسادهم حتى تصور الكثيرين من أهل المحروسة إن إعادة إنتاج النظام البائد هو آت لا محالة فهل تراه قادمًا ..لا..لا..لا.! سأدعو لك مرارًا وتكرارًا اسلمي يا بلادي ولك منى السلامة