خلال ساعات.. رابط نتيجة تنسيق كليات جامعة الأزهر 2025    موعد إجازة 6 أكتوبر 2025 للموظفين حسب أجندة العطلات الرسمية للرئاسة    انخفاض كبير في سعر الذهب اليوم الخميس 18-9-2025 عالميًا    بكام طن الشعير؟ أسعار الأرز اليوم الخميس 18-9-2025 ب أسواق الشرقية    بعد إيقاف برنامج جيمي كيميل على ABC، ترامب يدعو NBC إلى إيقاف برنامج سيث مايرز    في بيان رسمي، غزل المحلة يصب غضبه على الحكم محمود بسيوني بعد مباراة المصري    برشلونة ضيف ثقيل أمام نيوكاسل يونايتد في دوري أبطال أوروبا    وداع عاصف ل"الصيف"، ثورة للأمواج ب8 شواطئ، اضطراب الملاحة البحرية، أمطار بالقاهرة، ورياح تلطف الأجواء    «من أولى ثانوي لحد تالتة».. تفاصيل القرار الوزاري الجديد بشأن مواد ورسوب ونجاح طلاب المرحلة الثانوية 2025- 2026    لميس الحديدي في برومو برنامجها الجديد: أنا لا أخاف، والإصرار سر بقائي (فيديو)    إطلاق فعاليات مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة في مؤتمر صحفي بالقاهرة    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. الخميس 18 سبتمبر 2025    وزير المالية الإسرائيلي: مكتب ترامب يدرس كيف يُصبح مشروع قطاع غزة غنيمة عقارية    بعد تصدرها التريند.. تعرف على أبرز المحطات في حياة أيناس الدغيدي    إعلام عبرى: "حكومة الدماء" تسعى لتحويل إسرائيل إلى أوتوقراطية دينية متطرفة    الرئيس السوري يبحث مع رئيس المخابرات التركية المستجدات الإقليمية واتفاق قسد    أبراج السعودية تتوشح بعلمي المملكة وباكستان احتفاء باتفاقية الدفاع الاستراتيجي المشترك    مسؤول أمريكي: مقاتلات إسرائيلية أطلقت صواريخ باليستية من البحر الأحمر في هجومها على قطر    كامبرباتش يتلو قصيدة محمود درويش أمام آلاف البريطانيين.. و69 فنانًا يهتفون لفلسطين    السيطرة على حريق شب داخل محل ألعاب أطفال بمدينة نصر    سيميوني: تمت إهانتي طيلة 90 دقيقة.. لكن عليّ أن أتحلى بالهدوء    التاريخ يكرر نفسه.. تورام يعيد ما فعله كريسبو منذ 23 عاما ويقود إنتر للتفوق على أياكس    محمود وفا حكما لمباراة الأهلي وسيراميكا.. وطارق مجدي للفيديو    تصريح بدفن جثة ربة منزل بعد ذبحها على يد زوجها بالعبور    حظك اليوم وتوقعات الأبراج الخميس 18/9/2025 على الصعيد المهني والعاطفي والصحي    هنيئًا لقلوب سجدت لربها فجرًا    بعد تعرضه لوعكة صحية.. محافظ الإسماعيلية يزور رئيس مركز ومدينة القصاصين الجديدة    جمال شعبان ل إمام عاشور: الأعراض صعبة والاستجابة سريعة.. و«بطل أكل الشارع»    مسلسل حلم أشرف الموسم الثاني.. موعد عرض الحلقة الثانية والقنوات الناقلة    فائدة 100% للمرة الأولى.. أفضل شهادة إدخار بأعلى عائد تراكمي في البنوك اليوم بعد قرار المركزي    مكافحة الإدمان: علاج 100 ألف مدمن خلال 8 أشهر    لأول مرة.. ترشيح طالب من جامعة المنيا لتمثيل شباب العالم بمنتدى اليونسكو 2025    أخبار × 24 ساعة.. الخارجية: لا بديل عن حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية    90.2 % صافي تعاملات المصريين بالبورصة خلال تداولات جلسة الأربعاء    قبل أيام من انطلاق المدارس.. تحويلات الطلاب مهمة مستحيلة!    نقيب المحامين يكرم400 طالب متفوق من أبناء محامي الإسكندرية    صراع شرس لحسم المرشحين والتحالفات| الأحزاب على خط النار استعدادًا ل«سباق البرلمان»    الشاعر الغنائي فلبينو عن تجربته مع أحمد سعد: "حبيت التجربة وهو بيحكيلي عليها"    أحمد سعد مداعبا المؤلف الغنائي محمد الشافعي: "بكلم مامته عشان يألف لي"    إصابة سيدة فى انهيار شرفة عقار بمنطقة مينا البصل في الإسكندرية    "سندي وأمان أولادي".. أول تعليق من زوجة إمام عاشور بعد إصابته بفيروس A    "أوبن إيه.آي" تتجه لإنتاج شريحة ذكاء اصطناعي خاصة بها.. ما القصة؟    أسامة فراج بعد محمد محسوب .. ساحل سليم تتصدر قائمة التصفية خارج إطار القانون من داخلية السيسي    ب 3 طرق مش هتسود منك.. اكتشفي سر تخزين البامية ل عام كامل    هتتفاقم السنوات القادمة، الصحة تكشف أسباب أزمة نقص الأطباء    أسباب الإمساك عند الطفل الرضيع وطرق علاجه والوقاية منه    استشهاد 99 فلسطينيًا في غارات الاحتلال على غزة خلال يوم    حكم مباراة الأهلي وسيراميكا كليوباترا في الدوري المصري    نتيجة وملخص أهداف مباراة ليفربول ضد أتلتيكو مدريد في دوري أبطال أوروبا    بهاء مجدي يحدد مفتاح الزمالك للفوز على الإسماعيلي    بريطانيا: زيارة الدولة الأمريكية جلبت 150 مليار باوند استثمارات أجنبية    مواقف وطرائف ل"جلال علام" على نايل لايف في رمضان المقبل    إنتاج 9 ملايين هاتف محمول محليًا.. وزير الاتصالات: سنبدأ التصدير بكميات كبيرة    "أصحاحات متخصصة" (1).. "المحبة" سلسلة جديدة في اجتماع الأربعاء    البابا تواضروس الثاني يستقبل أسقفي شبين القناطر وأبنوب    هل الحب يين شاب وفتاة حلال؟.. أمين الفتوى يجيب    خالد الجندى: الإنسان غير الملتزم بعبادات الله ليس له ولاء    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 17سبتمبر2025 في المنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قش الأرز ثروة قومية‏.‏ فلا تحرقوه‏!‏

العلم يصنع المعجزات هذه حقيقة يجب ان نسلم بها فقبل الثورة الصناعية التي بدأت في القرن الثامن عشر لم يكن أحد يصدق ان العلم سوف يصل بالانسان لهذه الاختراعات التي غيرت مجري الحياة علي سطح الكرة الأرضية
ومع نهايات القرن الماضي جاءت الثورة التكنولوجية لتعلن دخول كوكب الأرض في مرحلة جديدة من العلم وعلي هذا الدرب سار علماء مصر الذين استطاعوا بعقولهم الجبارة ان يحولوا قش الأرز الذي كان يمثل صداعا في رأس المصريين في هذا التوقيت من كل عام لتسببه في حدوث السحابة السوداء التي حرقت صدور المصريين الي ثروة قومية‏..‏ إذ استطاعوا بفضل ابحاثهم ان يصنعوا منه قوة اقتصادية جبارة سوف تدر مليارات علي خزينة الدولة عن طريق اعادة استخدامه في مشروعات عديدة تخدم البشرية‏..‏ الأهرام المسائي في هذا التحقيق تلقي الضوء علي ما أنجزه العلماء المصريون في هذا الصدد لتفتح طاقة نور امام الأجيال
القادمة التي حتما ستستفيد من هذه
المشروعات لتعرف فضل العلماء وتسير علي نهجهم‏.‏ للقش‏..‏ وجوه كثيرة
يقول الدكتور عبدالعظيم طنطاوي نائب رئيس اللجنة الدولية للأرز ورئيس مركز البحوث الزراعية الأسبق انه يمكن زراعة عيش الغراب علي بالات قش الأرز المرصوصة بجانب بعضها البعض حيث نبذر التقاوي التي يوفرها معهد تكنولوجيا الأغذية علي البالات المتجاورة ويتم رشها بالمياه ليخرج لنا بعد‏21‏ يوما عيش الغراب في أتم مراحل نضجه‏.‏
ويكمل طنطاوي أن قش الأرز أجريت عليه دراسات عديدة لتدويره وجعله صديقا للبيئة فحاليا يتم استغلاله في صناعة فحم الكوك‏,‏ ومادة السيليكا التي تستخدمها مطابع الحديد لتثبيت الأسياخ بعد تصنيعها فيما يعرف ب القطران‏,‏ أيضا الوقود الحيوي حيث يتم استغلال المخلفات الزراعية بصفة عامة ومنها قش الأرز ويوضع عليها بعض الأنزيمات لتتحول الي كحول الإيثانول ويستعمل كوقود للسيارات وغيرها وهذا ما يحدث في اليابان علي وجه التحديد‏.‏
الزراعة الصائنة للموارد
ويضيف طنطاوي أنه بشكل عام هناك اتجاهات عديدة لاستغلال قش الأرز وجعله صديقا للبيئة‏,‏ يتمثل الاتجاه الأول فيما يعرف ب الزراعة الصائنة للموارد وتعني الزراعة والحفاظ علي الموارد الزراعية من أرض ومياه وأسمدة وتربة في آن واحد‏,‏ فإذا تحدثنا عن قش الأرز تحديدا في تلك النقطة فإليكم هذه التجربة‏,‏ فالقش ثروة يجب استغلالها‏,‏ وعند ضم محصول الأرز يتم ضم القش بطريقة معينة وبارتفاعات واتجاهات معينة ثم تتم زراعة البرسيم مثلا دون حرث الأرض فتجد قش الأرز بعد ريه مرتين قد تحول الي سماد عضوي يغذي التربة وفي الوقت نفسه يوفر مياه الري لأن حرث الأرض يجعلها تستهلك كما أكبر من المياه فضلا عن أن كثافة الحشائش المصاحبة لنمو المحصول ستقل وبالتالي قلة استخدام المبيدات أيضا وكل ذلك دون انخفاض في كمية المحصول الناتج‏.‏
ويؤكد أننا نعاني من فجوة في السماد العضوي والذي يمكن تصنيعه من قش الأرز بسهولة عند رص طبقة من القش وعليه طبقة صغيرة من سماد عضوي‏(200‏ جرام يوريا‏)‏ ثم طبقة قش ثم طبقة يوريا وهكذا حتي تكتمل الكومة من‏4‏ أطنان قش ويتم رشها بالمياه وتركها لمدة ثلاثة شهور مع مراعاة رشها وتقليبها باللودر كل أسبوع طوال المدة المذكورة لينتج لنا في النهاية كما هائلا من السماد العضوي وهذا النوع أكثر استخداما في الجنان والحدائق وينتشر استخدامه في محافظتي الغربية والشرقية ويمكن إمداد الفلاحين به بدلا من حرق قش الأرز‏.‏
علف للماشية
أما الاتجاه الثاني فيتمثل في التصنيع أو التخلص الآمن من قش الأرز‏,‏ ويقول طنطاوي أنه تم إجراء تجربة لتحويل قش الأرز الي علف للحيوانات حيث يتم عمل طبقة أفقية من بالات قش الأرز المكبوسة ثم يتم حقنها بالأمونيا وتتم تغطيتها ليخرج لنا بعد‏21‏ يوما بالتمام علفا للإنتاج الحيواني ويؤكد أنه يصنعه ويستخدمه في مزرعته الخاصة كعلف للماشية‏,‏ ويكمل أن‏4‏ كيلو من قش الأرز‏=‏ كيلو عليقة مركزة تباع في المحلات بمبلغ‏170‏ قرشا‏,‏ وكان السؤال الشاغل وقتها أن وزارة الزراعة لن تستطيع توفير الأمونيا للفلاحين نظرا لقلتها وارتفاع سعرها وهنا نطرح البديل فنقول إذا أذبنا‏5‏ كيلو يوريا في‏100‏ لتر مياه ويتم رش‏4‏ أطنان من القش بهذا المحلول عن طريق موتور المياه الذي يحمل‏600‏ لتر ثم تتم تغطية القش المرشوش بالبلاستيك لمدة‏21‏ يوما سيخرج لنا نفس العلف الذي أنتجته الأمونيا‏,‏ وطبعا تلك التجربة تسد فجوة العلف التي يعاني منها مربو الحيوانات والطيور‏.‏
ويتساءل طنطاوي هل من المنطقي زراعة‏3‏ ملايين فدان برسيم لإطعام‏8‏ ملايين رأس من الماشية في مصر بينما في المقابل نزرع‏2.5‏ مليون فدان قمح فقط ليكفي‏80‏ مليون بني آدم؟؟‏!‏ ويقترح ألا نزرع برسيما بل نستغل الثلاثة ملايين في زراعة القمح بجانب ال‏2.5‏ ونصنع العلف للماشية من القش الناتج بعد جمع المحاصيل كما أوضحنا‏.‏
وعندما طرح الأهرام المسائي فكرة سماد قش الأرز الجديد علي بعض الفلاحين والمزارعين بقري محافظة الغربية والبحيرة لاقت استحسانا كبيرا منهم جميعا معربين عن مدي تأزمهم من أكوام قش الأرز كل عام والغرامات التي تفرضها الدولة علي حارقي القش‏,‏ مرددين ما باليد حيلة لكن طالما يمكن عمل سماد عضوي يوفر علينا مشقة النقل وثمن السماد ويحمي البيئة من دخان الحرق فكلنا مع السماد الجديد‏.‏
منازل قش الأرز
استخدام آخر لقش الأرز ومشروع يفتح آفاقا جديدة أمام الشباب حدثتنا عنه الدكتورة جيهان جرس الأستاذ المساعد بقسم الهندسة المدنية تخصص إدارة المشروعات الهندسية بالمركز القومي للبحوث والتي حصلت مؤخرا علي الجائزة السنوية لأفضل بحث تطبيقي لشباب الباحثين من المركز القومي للبحوث تقديرا لجهودها في رئاسة مشروع قومي يستفيد منه المجتمع وذلك عن طريق بناء منزل اقتصادي صديق للبيئة تصنع حوائطه واثاثه من بالات قش الأرز المكبوسة التي تتميز بقدرتها العالية في العزل الحراري مما يجعلها أكثر ملاءمة للبناء في المناطق الصحراوية والظهير الصحراوي‏.‏ وأكدت أن الفكرة أساسا تم استخدامها وتطبيقها عالميا في البلاد التي تقوم بزراعة الأرز أما نشأتها في مصر فجاءت مع بداية مشكلة السحابة السوداء التي تعاني منها مصر منذ سنة‏1999‏ وفي أكتوبر من كل عام حيث يتم حرق كميات هائلة من قش الأرز في هذا التوقيت وقس علي ذلك حجم المشكلات البيئية والصحية الناجمة عنها‏.‏
كما أوضحت أن هذا المشروع يساهم في التخلص من حوالي أربعة ملايين طن من قش الأرز وقد قمنا بتنفيذ منزل تجريبي في أرض تابعة للمركز القومي للبحوث في محافظة‏6‏ أكتوبر ومساحته‏100‏ متر مربع وهو عبارة عن دور واحد فقط‏,‏ واللافت أن الفكرة لاقت استحسانا من الدكتور هاني هلال وزير التعليم العالي والبحث العلمي‏.‏
وتشير الي أن المشروع جار تقييمه وسيتم افتتاحه في الفترة المقبلة ولقد نتج عنه العديد من الأبحاث التي تم نشرها في المجلات العالمية مما يؤكد نجاح تجربتنا التي بدأناها منذ ثلاث سنوات من‏2007‏ وحتي‏.2010‏
وأضافت جرس أن المشروع تم تنفيذه بواسطة فريق بحثي مكون من عشرة باحثين من قسمي الهندسة المعمارية والإنشائية‏..‏ مؤكدة أن التكلفة النهائية لمنزل قش الأرز كامل التشطيب الجاهز للمعيشة بكل أثاثه ومرافقه يتراوح ما بين‏50‏ 60‏ ألف جنيه فقط‏..‏ وتري أنه يمكننا النهوض بالبحث العلمي عن طريق ربطه باحتياجات سوق العمل حتي لا تبقي الأبحاث العلمية حبيسة الأدراج‏.‏
العمارة الخضراء
ويقول الدكتور مصطفي علام المسئول عن الناحية الإنشائية للمشروع ان الهدف الأساسي من المشروع هو التخلص من كميات كبيرة من قش الأرز بدلا من حرقها‏,‏ وذلك من خلال بناء منزل اقتصادي صديق للبيئة يدعم مبدأ العمارة الخضراء فضلا عن كونه منزلا سهلا وبسيطا وغير مكلف وبذلك فهو يناسب شباب الخريجين ويمكن لمستخدم الوحدة أن يقوم ببنائها بنفسه بعد تدريب الشباب علي كيفية البناء والاستخدام‏.‏
وأضاف أن هذه الوحدة البنائية لا يستخدم فيها أي خرسانة مسلحة وبالتالي لا يتأثر سعر المنشأ بتفاوت أسعار مواد البناء‏,‏ إلي جانب تميزها بتوفير الطاقة صيفا وشتاء لما لقش الارز من خواص العزل الحراري‏.‏
ويوضح علام أن المنزل بالكامل مصنوع من بالات قش الأرز ونسبة قليلة جدا من تحديد التسليح التي تربط البالات ببعضها البعض‏,‏ كما تم استخدام طوبة قش الأرز الأسمنتية لتدعيم القباب وكذا بعض الطوب العادي‏,‏ أيضا تجد أن أثاث البيت كله مصنع من بالات قش الأرز واستخدمت فيه المحارة والبياض العادي‏,‏ كما أن الأساسات كانت خرسانة عادية وليست مسلحة مؤكدا أنه عند انشاء هذا النموذج روعي توجيهه معماريا ليتسني لمستخدميه الحصول علي أعلي إضاءة وتهوية طبيعية معظم ساعات اليوم‏.‏
توسع أفقي
وعن الجانب المعماري للمشروع يقول الدكتور أيمن الألفي المسئول عن التصميم المعماري للمشروع أن الوحدة تلبي احتياجات شباب الخريجين بأقل تكلفة‏,‏ فهي مكونة من غرفة نوم‏4*4‏ بها مكان مخصص للتليفزيون ودولاب والأثاث كله تم تصنيعه من قش الأرز‏,‏ أيضا حمام ومطبخ ومسطح للمعيشة وآخر للطعام‏(‏ ريسبشن‏).‏ كما تصلح هذه الوحدة البنائية في المنتجعات السياحية فهي عبارة عن دور واحد يصلح للتوسع الأفقي في المنتجعات السياحية والظهير الصحراوي‏.‏
وأضاف الألفي أن هناك ثلاثة أنواع من التغطيات للمنزل وهي القباب والقبوات وكلتاهما مبنيتان من الطوب الأحمر والثالثة هي الأسقف الخشبية‏,‏ مؤكدا أن القباب والقبوات كانت أقل تكلفة من الأسقف الخشبية‏,‏ وأن فكرة القباب والقبوات عموما جاءتنا للتوافق مع حرارة الجو حيث تسمح للهواء الساخن بالارتفاع إلي أعلي القبة ثم يخرج من فتحة موجودة أعلي القباب وبالتالي التخلص من الهواء الساخن‏,‏ كما تم بياض البيت كله من الداخل والخارج كأي منزل عادي‏.‏
وأضاف الألفي أن المشروع سيكتب له النجاح إذا توافرت لدينا مكابس بلدية ومحلية لقش الأرز حيث تخرج البالات منها لتحل محل الطوب في البناء‏,‏ أما الأمر الآخر فيتمثل في إعداد ورش عمل وتدريب الشباب علي كيفية بناء الوحدات بأنفسهم حيث أنها سهلة البناء‏.‏
ومن جانبه يقول الدكتور أشرف شعلان رئيس المركز القومي للبحوث ان مشروع منازل قش الأرز تحت التقييم حاليا بالمركز القومي لبحوث الإسكان والبناء حتي يتم اعتماده‏,‏ موضحا إنه تم استكمال كافة البيانات والرسومات الهندسية وكافة أوراق المشروع وارسالها لبحوث الإسكان التي وعدت بالرد في غضون شهرين علي الأكثر كي يتم اعتماده وافتتاح المشروع‏.‏
ويبين المهندس سمير سامي رئيس شركة التعمير والاستشارات الهندسية أن بالات قش الأرز يمكن بالفعل أن تحل محل الطوب الأحمر في البناء‏,‏ ويذكر أن الريف المصري في الوجهين القبلي والبحري به بيوت كثيرة مبنية من بالات قش الأرز وأخري من الطين‏,‏ موضحا أن المشروع أكثر من رائع علي الرغم من أنه لا يعلم تفاصيله إلا أنه يشجع علي كل ما يجعل البيئة نظيفة ويدعم العمارة الخضراء‏.‏
وللشباب رأي
وبعرض فكرة المشروع علي الشباب قال محمد عبده بكالوريوس تربية ياريت واستطرد الشقة بمشاريع إسكان الشباب بدون أي تشطيبات تكلف الشاب مبلغ‏65‏ ألف جنيه بينما بيوت قش الأرز مجهزة كاملة بكل المرافق ويتراوح سعرها بين‏50‏ 60‏ ألف جنيه يا بلاش مؤكدا أنه سيكون أول من يقدم علي تنفيذ الفكرة ويطالب بأن يكون من أوائل شباب الخريجين الذين سيتولي المركز القومي للبحوث تدريبهم علي كيفية البناء والتشطيب آملا أن يتحقق هذا في القريب العاجل ليتحقق حلمه بالزواج وعندما سألنا عادل عبد الكريم طبيب بيطري هل يمكن أن تسكن في منزل مصنوع من قش الأرز؟ فأجاب أنه علي استعداد تام لذلك لو أن التجربة أثبتت بالفعل نجاح الفكرة‏,‏ موضحا أن هذا المشروع إذا تم اعتماده فإنه سيرحم الكثيرين من الشباب من رحلة العذاب والكآبة التي نعيشها كل يوم بسبب البطالة وغلو متطلبات الزواج‏,‏ ذاكرا أن العقبة الرئيسية دائما أمام الشاب المقبل علي الزواج هي الشقة وبوجودها يسهل تدبير الباقي‏,‏ وأضاف أن هذا المشروع اذا طبق فهذا أمر لا يصدق وهو يعد أكثر من حلم فالمنزل جاهز وكامل التشطيب بمبلغ‏50‏ ألف جنيه أما سالم محمود مهندس ميكانيكا فيتشكك في أمر انتشار وتعميم الفكرة فهو غير متفائل بقرارات الحكومة‏,‏ موضحا أن كل المشروعات الناجحة التي أنتجها العلماء المصريون في كافة المجالات قوبلت داخل مصر بالرفض بحجج واهية بينما يأخذها الغرب ويعملون بها وتري النتيجة في النهاية في بلدنا المصون صفر‏,‏ لكنه يأمل أن يجد المشروع صدي في مصر لأن به يمكن حل أزمة الزواج في مصر ويحمي الكثيرين من مصائب جمة جاءت مواكبة لعصر الفضائيات والانترنت‏.‏
وتقول سلوي عثمان طالبة بإعلام القاهرة أنها تحلم بأن تعيش في منزل متكامل صحي وآمن بهذا الشكل وطالما تتوافر فيه سبل الحياة وبه كافة المرافق اللازمة للمعيشة مؤكدة أن الفكرة رائعة وأنها لو انتشرت واستخدمت سوف تحمي الأجيال القادمة من أخطار الانفلات الخلقي وفي الوقت نفسه تحافظ علي البيئة نظيفة وبالتالي تقل الأمراض وهذا ما نحتاج إليه في الوقت الحالي خاصة مع المناخ السيئ الذي بدأ يسود مصر منذ عامين‏.‏
أما عالية محمد طالبة باقتصاد وعلوم سياسية جامعة القاهرة فتؤكد أن كل المشروعات التي تظهر في مصر هي وليدة قرار سياسي فإذا أرادت حكومتنا أن تنقذ الشباب خاصة المقبلين منهم علي الزواج وهم كثر فإنها ستفعل‏,‏ مشيرة إلي أن المستفيدين من عدم تنفيذ المشروع كثيرون أيضا من أصحاب المصالح والمصانع والشركات وكله يقع في النهاية فوق دماغ الشباب الغلبان
وتري سميرة توفيق ربه منزل أن في مصر عقولا عبقرية أهملتهم الدولة حتي أصبحوا مسخا لايضر ولاينفع‏,‏ وتتعجب كيف لمشروع كهذا ان صح ما تقولون أن تهمله الحكومة علي الرغم من أنه يوفر عليها وعلي الشباب الكثير من المال ويخلص البلد من مصدر خطير للتلوث وهو قش الأرز‏,‏ وتذكر أن لديها ولدين تخرجا في الجامعة منذ سنوات أحدهما خطب فتاة يحبها ولكن الحلم لن يكتمل له أو لأخيه أو لمعظم الشباب إلا بشقة جاهزة‏,‏ وتتمني أن ينجح المشروع وأن يترفق المسئولون بحال شبابنا ويسارعوا في إتمام وتعميم واعتماد الفكرة الجديدة‏,‏ آملة أن تري ابنيها في الكوشة قريبا فهذا أقصي ما تتمناه في الحياة‏.‏
الإيكو تورزم
ويقول خبير السياحة البيئية أمير فهيم أن هناك إتجاها عاما عالميا لتبني مفهومي‏(‏ الإيكو تور زم‏)‏ و‏(‏ الأكوا تور زم‏)‏ وتعنيان السياحة البيئية والعلاجية‏,‏ وهي فنادق مبنية من العوامل البيئية فنجد الأكواخ والأخشاب مثلا بدلا من الطوب والخرسانة وتجد الشموع بدلا من لمبات الإضاءة الكهربائية وتجد كل الخامات الطبيعية هي الأساس في أرقي الفنادق المفضلة‏.‏ عالميا بالنسبة للسياح ولكن في مصر وللأسف الشديد لا يوجد سوي فندقين فقط يحملان تلك السمات أحدهما في سيوة اقيم منذ عشر سنوات والأخر في الوادي الجديد نشأ منذ ثمانية أعوام‏,‏ وهناك اقبال كبير علي هذا اللون السياحي‏.‏
ورحب فهيم بمشروع منازل قش الأرز مؤكدا أن التجربة ناجحة ويمكن تعميمها حيث أن المنزل صحي وصديق للبيئة وله قبول عالمي في القري والمنتجعات السياحية لكونه غير مكلف وسهل البناء ويتيح للناس أماكن وفيرة لزيارة الأماكن السياحية المختلفة بالجمهورية فضلا عن السياحة العلاجية والاستشفائية‏,‏ متمنيا أن تتبناها الدولة والمستثمرون الناشطون في هذا المجال حيث أن مشكلتنا في مصر تتلخص في عدم التفعيل لأي مشروع ناجح فكلنا يسمع بصفة أسبوعية عن مشروع أو تجرية أو اختراع جديد وبعد الدراسة والتعب والتطبيق علي أرض الواقع وبعد الإعلام في وسائل الإعلام يموت الحلم ويقتل الأمل وتتراكم المشروعات الناجحة علي الأرفف وكأننا نقول للباحثين اقتلوا الأمل بداخلكم فالعلم لم يعد نورا‏.‏
مشروع استثماري
وتقول نعمة توفيق مدير عام السياحة الصحراوية والعلاجية ومكاتب السياحة بالوجه القبلي في قطاع السياحة الداخلية بهيئة تنشيط السياحة أنه من المفترض أن يقوم أحد كبار المستثمرين المهتمين بالسياحة البيئية بتبني المشروع خاصة في منطقة‏6‏ أكتوبر حيث مناطق اسكان الشباب إلي جانب المنتجعات والفنادق بأفرعها‏,‏ حيث البيئة النظيفة والحفاظ علي المناخ الطبيعي بعيدا عن استخدام المبردات أو التكييفات ومراكز العلاج والمطاعم الصحية‏,‏ وكلها مواصفات توفرها بيوت قش الأرز فضلا عن كونها تخلصنا من السحابة السوداء وتلك أكبر خدمة للبيئة‏.‏
وأضافت أن الاتجاه الآن يسير نحو السياحة البيئية والاستشفائية كنوع من العودة للحياة الفرعونية القديمة غير ملوثة المناخ والتي كانت تتميز ببيئة نظيفة نقية ومناخ صحي‏,‏ حتي أن مقابر الفراعنة صممت أسقفها علي ارتفاعات معينة بها فتحات في أماكن محددة ومدروسة جيدا تعمل علي تحرك التيارات الهوائية من وإلي المكان بحيث تسهل تهويته وتغيير الهواء باستمرار لتنقيته‏,‏ وكل ما نتمناه العودة إلي الطبيعة وكفانا تلوثا للبيئة‏..‏ مرجحة أن يوجه المشروع لمنطقة‏6‏ أكتوبر لأنها بطبيعتها منطقة استشفاء وسيكون لها عوامل الجذب السياحي‏.‏
وتوضح أن منظمة السياحة العالمية ستحتفل يوم‏27‏ سبتمبر المقبل بيوم السياحة العالمي رافعة شعار الحفاظ علي البيئةوسوف يتم تكريم الرواد والمتميزين من أصحاب المشاريع السياحية الصديقة للبيئة‏..‏ وتؤكد أن أي مشروع سياحي يثبت البحث العلمي أنه صديق للبيئة والسياحة الاستشفائية العلاجية فإن هيئة تنشيط السياحة تتبناه فورا وتباركه لأن البيئة النظيفة بلا شك عامل جذب للسياحة العلاجية في مصر وتؤدي لمزيد من التنمية السياحية الوافدة لمصر والنشاط السياحي بشكل عام‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.