وزير الإسكان يتفقد المركز التكنولوجي لخدمة المواطنين بالعبور الجديدة    مصر تشدد على ضرورة استجابة إسرائيل لوقف إطلاق النار فى غزة    الزمالك يحشد جماهيره لمساندة الفريق أمام مودرن سبورت    شريف فتحى: إعداد خطة جديدة للترويج السياحي لمعالم وأثار الإسكندرية    رابح صقر يعلن وفاة ابن شقيقته.. ويدعو له بالرحمة    ما الفرق بين التبديل والتزوير في القرآن الكريم؟.. خالد الجندي يوضح    الجنائية الدولية: نرفض بشدة عقوبات أمريكا ضد القضاة ونواب المدعى العام    تمرد إيزاك يشعل أزمة في نيوكاسل وليفربول يترقب    شعرت بالوحدة لغياب زوجها في حرب غزة، معلمة تهز الاحتلال بعلاقات إباحية مع الطلاب    موجة حارة جديدة.. تحذير من طقس الأيام المقبلة    وفاة سيدة بأوسيم بعد سقوطها من الطابق الثاني بسبب خلافات أسرية    روسيا تستضيف منتدى دولي للصحافة والإعلام بمدينة كالينينجراد    محافظ الغربية يجرى جولة ميدانية موسعة بالمحلة الكبرى    لميس الحديدي تنضم لقناة النهار لتقديم برنامج توك شو رئيسي    محافظ الإسماعيلية يستقبل الأمين العام المساعد للبحوث الإسلامية    ماذا أفعل مع الاكتئاب والفتور والكسل فى العبادة؟.. أمين الفتوى يجيب    اعمليها بطريقة الجدات، طريقة عمل البامية بمذاق لا يقاوم    عانى من كسرين في القدم.. تفاصيل جراحة مروان حمدي وموعد عودته للمباريات    بالأرقام.. الخارجية تكشف جهود مصر في دعم غزة    تعرف على آخر مستجدات الحالة الصحية للفنانة أنغام    صورة- عمرو دياب مع منة القيعي وزوجها على البحر    حدث في 8 ساعات| السيسي يؤكد رفض تهجير الفلسطينيين وتعديلات مرتقبة في قانون الخدمة المدنية    غدر الذكاء الاصطناعى    ما ثواب صلاة الجنازة على أكثر من متوفى مرة واحدة؟.. الإفتاء توضح    وسام أبو علي: مقتنع بخطوة اللعب في كولومبوس.. والأمر كان صعبًا بسبب الأهلي    في يومه العالمي- متى تسبب لدغات البعوض الوفاة؟    النائب محمد أبو النصر: رفض إسرائيل مبادرة وقف إطلاق النار يكشف نواياها الخبيثة    وزير الصحة يتفقد مستشفى الشروق ويوجه بدعم الكوادر الطبية وتطوير الخدمات    الأوقاف تعقد 681 ندوة بعنوان "حفظ الجوارح عن المعاصى والمخالفات"    وكيل تعليم الغربية: خطة لنشر الوعي بنظام البكالوريا المصرية ومقارنته بالثانوية العامة    صلاح: التتويج بالبطولات الأهم.. وسنقاتل لتكراره هذا الموسم    بيع مؤسسي يضغط سوق المال.. والصفقات تنقذ السيولة    مدحت العدل ينعى يحيى عزمي: "واحد من حراس الفن الحقيقي"    البرديسي: السياسة الإسرائيلية تتعمد المماطلة في الرد على مقترح هدنة غزة    النائب علاء عابد: المقترح «المصري–القطري» يتضمن بنود إنسانية    كنوز| 101 شمعة لفيلسوف الأدب الأشهر فى شارع صاحبة الجلالة    مدبولي لقادة الدول: حان الوقت لاتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة لردع العدوان الإسرائيلي والاعتراف بالدولة الفلسطينية    حملة موسعة على منشآت الرعاية الأولية في المنوفية    تحرير 7 محاضر لمحلات جزارة ودواجن بمدينة مرسى مطروح    إزالة 19 حالة تعد على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة في المنيا    تعرف على مواجهات الزمالك في دوري الكرة النسائية للموسم الجديد    رئيس جامعة القاهرة: تطوير وصيانة المدن الجامعية أولوية قصوى للطلاب    كيف يكون بر الوالدين بعد وفاتهما؟.. الإفتاء تجيب    حالة الطقس في الإمارات.. تقلبات جوية وسحب ركامية وأمطار رعدية    ضبط المتهمين بالتنقيب عن الآثار داخل عقار بالخليفة    بيع 11 محلًا تجاريًا ومخبز بلدي في مزاد علني بمدينة بدر    الليلة.. إيهاب توفيق يلتقي جمهوره في حفل غنائي بمهرجان القلعة    وزير الشئون النيابية يزور مستشفى الناس: شاهدت صرح طبى نفخر به فى مصر    تعرف على مواقيت الصلوات الخمس اليوم الأربعاء 20 اغسطس 2025 بمحافظة بورسعيد    توقيع مذكرة تفاهم للتعاون بين اقتصادية قناة السويس وحكومة طوكيو في مجال الهيدروجين الأخضر    وزير الدفاع يلتقي مقاتلي المنطقة الشمالية.. ويطالب بالاستعداد القتالي الدائم والتدريب الجاد    محافظ القاهرة يقرر النزول بالحد الأدنى لتنسيق القبول بالثانوي العام    أحمد ياسر: كهربا يمر بظروف صعبة في ليبيا... ولا يصلح للعب في الأهلي والزمالك    صباحك أوروبي.. صلاح يتوج بجائزة لاعب العام.. استبعاد فينيسيوس.. ورغبة إيزاك    رئيس الوزراء: أدعو الطلاب اليابانيين للدراسة في مصر    انطلاق القطار السادس للعودة الطوعية للسودانيين من محطة مصر (صور)    ترامب: رئيس البنك المركزي يضر بقطاع الإسكان وعليه خفض أسعار الفائدة    إيزاك: النادي يعرف موقفي منذ فترة.. وعندما تكسر الوعود لا يمكن للعلاقة أن تستمر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عودة سحرة فرعون.. الكهنة الجدد يغيرون الجنس ويزرعون الفضاء ويسافرون عبر الزمن
نشر في اليوم السابع يوم 14 - 12 - 2010


نقلاً عن العدد الأسبوعى
بساط الريح، التخاطر عن بعد، النداهة، السفر عبر الزمن، العلاج عن بعد.. محادثة بين شخصين أحدهما فى القطب الشمالى والثانى فى الجنوبى، السفر بسرعة الصوت، كلها كانت أحلاما للإنسان، كما كان السحر هو السبيل الوحيد لتحقيق الخيال الذى يتجاوز الواقع. لكن يبدو أن العلم الحديث تجاوز الخيال والسحر وأصبح العلماء هم سحرة العصر الحديث، وقد اعتقد بعض البشر من أجدادنا أن الإذاعة أو التليفزيون يمكن أن تكون مسا شيطانياً أو عملاً من أعمال الجن والشياطين، لكنها الآن اصبحت جزءاً من نشاط يومى لا يثير الدهشة. النفاثة هى العنقاء الطائر الخرافى، وأصبح الموبايل والشات والرسائل القصيرة أدوات التخاطب والأخبار فى اللحظة. الفيزيائيون والكيميائيون وعلماء الطب والبيولوجيا والوراثة هم سحرة العصر الحديث حتى لو لم يكونوا يلعبون بأدوات وجماجم ويخرجون الحمام من قبعاتهم.
فى فيلم الساحر المبتدئ، أو The Sorcerer;s Apprentice، الذى أنتجته والت ديزنى العام الماضى، بطولة نيكولاس كيدج ومونيكا بيلوتشى. رغم بساطة الفيلم وكوميديته وفكرته الخيالية إلا انه يمزج بين فكرة السحر والعلم، وكيف ورث الفيزيائيون والكيميائيون السحرة. عندما يتوصل طالب الفيزياء، إلى حل يواجه به ألاعيب السحرة.
الفيلم يبدأ بحادثة قديمة تعود للقرن السابع، عن الساحر «ميرلين»، الطيب والساحرة الشريرة مرجانة.. ميرلين له ثلاثة تلاميذ هم بالتازار وفيرونيكا وماكسيم. ماكسيم يخون أستاذه وينضم للساحرة الشريرة مرجانة، ويسعيان لبعث السحرة الأشرار لاستعباد البشر. وتدبر مرجانة لقتل ميرلين وقبل وفاته يوصى بلتازار بمواجهة الشر ويعطيه تنينا معدنيا يقول له إنه سيتعرف على الساحر المستقبلى الذى سيدمر مرجانة وأعوانها. تحاول مرجانة قتل بالتازار لكن حبيبته فيرونيكا تقبض على روحها ويصبح الاثنان حبيسين داخل لعبة تتناقلها الأجيال.
يسافر بالتازار عبر العصور فى أرجاء العالم للبحث عن صاحب النبوءة »الميرلينية« حتى يعثر على ديف ستوتلر (بروتشول) وهو شاب يدرس الفيزياء فى جامعة نيويورك قليل الخبرة، والثقة بالنفس، يجنده بلتازار ويمنحه دورة مكثفة فى فنون وعلوم السحر. الساحر بالتازار يحاول أن يخرج من الشاب الخائب ديف ساحراً حقيقياً، لكن ديف يرتبك فيثير الفوضى ويفشل فى استعمال السحر التقليدى لكنه يستخدم موهبته فى الفيزياء والموجات الكهرومغناطيسية، ويبدأ فى اكتشاف ألاعيب وحيل الساحرة الشريرة مرجانة ويقرر مواجهتها بالفيزياء وليس بالسحر ويهزمها باستخدام حيلة الانعكاسات الموجية، حيث يغير من اتجاه التأثير ليقلب السحر على الساحرة وليس على العالم.
القصة بسيطة وشيقة، وتصل لنتيجة أن العلم هو وريث السحر والسحرة. ساحر القرن العشرين هو العالم القادر على تحقيق الخيال الإنسانى.
إنجازات العلم والعقل البشرى خلال قرنين ومئات السنين من البحث العلمى لدى العرب أو أوروبا وصولاً للقرن العشرين سوف نكتشف أن الكثير من الأفكار التى كانت تدخل فى مجال السحر والخيال حقق العلماء صنعها بالعلم أو اكتشفوا أنها أمراض وليست أرواحا شريرة.
فرض السحر نفسه على تفسيرات البشر، وكانوا يعتبرون كل مرض أو كل خطر يرجع إلى روح شريرة أو سحرا صنعه الأعداء، اجتمع السحر مع العلم فى المعابد المصرية القديمة، ثم انفصلا مع ظهور العلم التجريبى، فى الطب والفيزياء والكيمياء.
النفاثة.. العنقاء بساط الريح
وكانت الاختراعات خيالاً، فقد حاول عباس ابن فرناس أن يقلد الطيور وأجرى أول محاولة للطيران فى العالم وركب جناحين وحاول الطيران لكنه فشل وترك خيال البشر حتى جاء الإخوان رايت ليقدما اول محاولة بالطيران، وظلت فكرة الانتقال السريع مرتبطة بالسحر، أو الخيال والعفاريت، وبساط الريح فى ألف ليلة وليلة. الآن تحقق الخيال بالفيزياء والهندسة. أصبح ممكنا السفر بالطائرة النفاثة التى تتجاوز سرعة الصوت بمرات، والآن عبر آلاف الكيلومترات.
لقدعرف العالم السيارات السريعة والقطارات لكن الطائرات كانت هى المقدمة لتحقق بساط الريح خاصة الطائرة النفاثة. الاسرع من الطائرات ذات المحركات المروحية.
الطائرات نتاج تفاعل العديد من العلوم الهندسية مثل الإلكتروميكانيك والديناميكيا الحرارية والكيمياء. وعلوم السريان.. تفاعلات الديناميكا الهوائية وعلم الرياضيات والأرصاد، فضلا عن أن تصميمات الطائرات وأشكالها وانسيابيتها اتخذت من طريقة طيران الطيور، وتركيبة جسمها، الخيال الذى بدأ مع ابن فرناس، ولم ينته مع الاخوين رايت. وكانت نتاج السحرة الجدد ورثة السحرة القدماء، سحرة الفيزياء والكيمياء. تستخدم فى صناعة الطائرات أحدث أنواع تكنولوجيا خلط المعادن.جسم الطائرة الخارجى مصنوع من سبيكة من الفولاذ والألمنيوم تحمل قوة الفولاذ وخفة الألمنيوم.
كان اختراع المحركات النفاثة هو بداية اكتشاف القفز نحو بساط الريح خلال ثلاثينيات القرن الماضى بواسطة مهندسين البريطانى فرانك ويتل 1929 والألمانى هانز فون أوهين 1939 كل على حدة. وبعد الحرب العالمية الثانية ظهرت النفاثة الأمريكية (F-80) وتطورت إلى الإف 16 وما بعدها والشبح التى تختفى عن الأعين والرادارات.
أما أول طائرة نفاثة تجارية دخلت الخدمة من الخطوط البريطانية بين لندن وجوهانسبرج سنة 1952. ودخلت البوينج 707 الخدمة فى 1958. وأسرع طائرة نفاثة عسكرية حسب ويكيبيديا هى بلاك بيرد بسرعة 3.35 ماخ (3661 كم/س). (وماخ هى سرعة الصوت).
وبالمناسبة فقد أنتجت الصين قطاراً يسير بمحركات نفاثة بسرعة 486.1 كيلومتر فى الساعة بين مدينتى تشاوتشونج وبنجبو (شرق الصين)، سرعة القطار تعادل سرعة طائرة نفاثة تحلق بسرعة منخفضة. أى يمكن أن تصل من القاهرة للإسكندرية فى أقل من نصف ساعة، وإلى أسوان فى ساعتين.
بساط الريح تجاوز الطائرات إلى عالم الفضاء والطيران وأحدث اختراعاته ماجرى الأسبوع الماضى عندم نجحت أول رحلة لسفينة فضاء تجارية «دراجون» إلى الفضاء وعادت. السفينة صممت لنقل البضائع ورواد الفضاء وهبطت فوق مياه المحيط الهادى. بعد أن انطلقت على متن صاروخ الفضاء فالكون.
وانفصلت الكبسولة الفضائية عن الصاروخ بعد عشر دقائق من إطلاقه ولم تستغرق زمناً طويلاً للوصول إلى مدارها الفضائى على بعد 300 كيلو متر من سطح الأرض. وحسب «بى بى سى» أكملت دورة السفينة فى الفضاء قبل أن تعود. والسفينة مملوكة لشركة سبيس إكس كاليفورنيا الخاصة، التى تعاقدت مع وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» لنقل المعدات إلى محطة الفضاء الدولية. ونجاحها يمكن أن يغير نظام النقل للفضاء وتنظيم رحالات سياحية ونقل بضائع للفضاء الخارجى، فضلاً عن إمكانية تطوير نظام الكبسولات فى النقل المستقبلى الذى كان نوعاً من الخيال فى روايات كبار كتاب الخيال. وتستمر ابحاث وكالة ناسا وغيرها للبحث عن كائنات أخرى فى الفضاء وحتى الآن لم يتم العثور على حياة خارج الأرض، لكن النتائج التى توصلت إليها بعض الأبحاث تشير إلى احتمالات لوجود آثار المياه هناك كمؤشر لوجود حياة، وربما يكون من مستقبل البشر أن يقيموا مدنا جديدة مثل أكتوبر والعاشر فى المريخ أو المشترى أو ربما فى كواكب أخرى بمجرات خارج المجموعة الشمسية.
التخاطر عن بعد «شات»
ومن الفضاء إلى التخاطر، كان التخاطب بين اثنين على بعد آلاف الكيلومترات من ضروب الخيال والسحر، لكنه أصبح حقيقة مع الموبايل والانترنت، ونقل الطاقة الصوتية، وكان الفضل يرجع إلى ألكسندر جراهام بيل أحد السحرة الجدد الذى اخترع التليفون بعد أن أجرى تجارب عديدة على أجهزة السمع؛ واخترع أول جهاز تليفون عام 1876. أما الإيطالى ماركونى فقد توصل إلى فكرة رائعة غيرت وجه التاريخ.. وهى استخدام الموجات الكهرومغناطيسية فى إنتاج الإشارات الصوتية لمسافات بعيدة، ظل ماركونى يطور أبحاثه ودراساته حتى توصل أخيراً إلى اختراع الراديو، وفى سنة 1901 أرسل الموجات عبر المحيط الأطلنطى، وطور الموجات القصيرة واكتشف طريقة استخدام توصيلة الأرضى لزيادة مدى الإرسال فى الراديو.
أنشأ ماركونى شركة لتصنيع الراديو. كان هذا الاختراع هو الأساس الذى قامت عليه صناعة الراديو الإذاعى والتليفزيون فيما بعد، لان كل هذه الأجهزة تستخدم الموجات فى نقل الصوت والصورة عبر الأثير إلى المحطات الأرضية والتى تنقلها إلى محطات الإذاعة والتليفزيون ليسمعها ويشاهدها الجمهور.
وكان الراديو والتليفزيون هما سحر العالم الحديث حتى الآن، لأنهما لايزالان هما أدوات تغيير العالم، ومنهما تطور التليفون المحمول، الذى اصبح ثورة وحده. وحتى ظهور أجهزة الحاسب «الكمبيوتر»، فإن أجهزة الإذاعة والتليفزيون مثلت نموذجاً للسحر العلمى، بل إن الكثير من الأجداد تعاملوا مع الراديو وبعده التليفزيون على أنهما أرواح ومن عمل الشيطان أحياناً.
وإذا كانت الإذاعة تمثل التخاطر عن بعد فقد تحققت فكرة التخاطر حديثا بفعل السحرة الجدد للعلم الحديث بعد ظهور التليفون المحمول والانترنت والشات، ولم يكن أحد يتصور من سحرة القرون الأولى أن شخصاً فى اقصى الأرض يخاطب آخر فى أدناها ويراه وويتفاعل ويتشاجر معه بفضل تكنولوجيا نقل الطاقة، القائمة على نظريات لعدد من السحرة العلماء فى القرن العشرين، وعلى رأسهم أينشتين عالم الفيزياء غير المسبوق، الذى مثل مع أسماء مثل ارشميدس وجاليليو ونيوتن وماكس بلان أعظم إنتاج السحر العلمى فى اتجاه الفيزياء، ومعهم على مستويات أخرى علماء أو سحرة الكيمياء العضوية والبيولوجيا.
الجينوم.. الغول
فقد استفاد علماء البيولوجيا وهم سحرة بدرجة ما من اختراعات وإنجازات الفيزياء لتطوير أجهزة تستطيع الدخول ليس فقط إلى جسد الانسان، بل إلى خلاياه، وتطور السحر العلمى ليصل إلى نواة الخلية الحية، ومثلما تم تفجير نواة الذرة لإطلاق مارد الطاقة النووية المدمرة والمفيدة، أيضاً فقد نفذ علماء والهندسة الوراثية إلى النواة ليقدموا قبل أعوام خريطة الجينات التى تحددة ملامح الشخص ومصيره المرضى والصحى، وأيضاً مصيره ونصيبه فى الحياة. وكان مشروع الجينوم البشرى هو واحدا من أكبر إنجازات العلم «السحر الوريث». قام على افكار وتخيلات ونظريات لمئات العلماء من سحرة العصر الحديث، الذين عملوا لسنوات بحثا عن خريطة الجينوم البشرى. وهناك الكثير من التفاصيل الشيقة فى الأمر، لكن يكفى أن نسال عن فائدة كل هذا العمل النظرى، فوائد الجينوم كثيرة بعضها نراه فى حياتنا اليومية فى تحليل «الحمض النووى» لإثبات النسب أو نفيه، والبصمة الوراثية التى تتجاوز فى دقتها بصمة الاصابع بمئات المرات، فوائد الجينوم حسبما سجلته «ويكيبيديا» فهو تطوير أدوية جديدة وتحسين تشخيص الأمراض. وعلاج الأمراض الوراثية.
ويمكن للأطباء حالياً اكتشاف إصابة الجنين بمرض وراثى ما وعلاج الجنين قبل ولادته، والتحكم فى جنس الجنين أصبح ممكناً، ولا ننسى أطفال التلقيح الصناعى، والاستنساخ والنعجة دولى التى فجرت جدلا واسعا ورعبا من إنتاج نسخ من الشخص الواحد، والهندسة الوراثية تمكن من تحديد نسب البذور أو الماشية فى برامج التهجين. وإنتاج المحاصيل المقاومة للأمراض، والحشرات، والجفاف.
ويتوقع بعض العلماء أن يكون هناك إمكانية للتحكم ليس فى جنس الجنين بل فى قوته وربما معدلات ذكائه، وهو الاأمر الذى يوجد جدلاً فى أمريكا لأن العلماء يميلون إلى أن يكون العلم عادلاً ولا يكون حق إنتاج ذرية قوية مقصوراً على الأغنياء، جدل حول السحر الحديث الذى تجاوز خيالات سحرة فرعون ومن دونهم.
سحرة وادى السيلكون
السحرة الآن قادمون من عالم الفيزياء التى أنتجب أهم سحرة العلم فى العصر الحديث، وهى التى تقدم تفسيراً لكيف تعمل الأشياء من حولنا مثل الكمبيوتر والليزر والصواريخ الفضائية. وما يدور فى الكون من ظواهر مثل الجاذبية والضوء والنجوم والعواصف والأعاصير والزلازل. والفيزياء هى القاعدة الأساسية لمختلف العلوم وتقدم تفاصيل لفهم النواة والذرة والجزيئات والخلايا الحية والمواد الصلبة والسائلة والغازات والبلازما (الحالة الرابعة للمادة) والدماغ البشرى والأنظمة المعقدة والكمبيوترات السريعة والغلاف الجوى والكواكب والنجوم والمجرات والكون نفسه. الفيزيائيون يختصون بمعرفة أصغر عنصر لهذا الكون، الذرة، وأكبرها وهى الشمس والمجرات والفلك. معظم العلماء المشهورين مثل أينشتين ونيوتن وماكسويل.. كانوا فيزيائيين. ومع الفيزيائيين يقف الكيميائيون وراء السحر الحديث.. الكيمياء معادل تطور السحر من كلمات وتعاويذ إلى خلطات وتركيبات وألوان. كان الساحر يسمى السيميائى أو الكيميائى، يضيف مواد إلى بعضها فتصنع فورانا وفرقعات، وتشكل منتجات وإنجازات الكيمياء فى العصر الحديث ثورة للسحر، خاصة الكيمياء العضوية، التى تشمل بناء وخواص وتركيب وتفاعلات المركبات الكيميائية التى تحتوى على الكربون كعنصر أساسى والهيدروجين بنسبة غالبة والنيتروجين, والأكسجين, والهالوجينات, والفسفور, والكبريت. وترجع للكيمياء العضوية ثورة البويات واللدائن والطعام والمتفجرات والأدوية والمنتجات البتروكيماوية، واللدائن والاسطح والاجسام الخفيفة للطائرات والسيارات وأجهزة التليفزيون والراديو والهواتف المحمولة والملابس والصوبات والألعاب النارية والأدوية.
ومن الكيمياء العضوية وبقربها مع الفيزياء يأتى السيلكون وهو المكون الرئيسى للترانسيستور أحد أهم إنجازات التوصيل الإلكترونى والتليفزيون الاصغر والاخف من الجيل الاول والزجاج منذ والسيراميك والكريستال, والمصابيح الكهربائية والنجف. ومنه قامت الخلايا الإلكترونية المكونة للموبايل والكمبيوتر ومعدات الفضاء، والمطاط الصناعى التى يكثر استخدامها فى عمليات الحشو والتكبير أو التضخيم تحقن تحت الجلد فى عمليات التجميل. وكمادة لاصقة وفى الشرائح الإلكترونية وأشباه الموصلات. والكمبيوتر.
الساحر الأكبر.. الكمبيوتر
أما الكمبيوتر فهو الذى غير نمط وشكل الحياة فى العالم، ولا نقصد فقط أجهزة الحاسب الشخصى التى يستخدمها ملايين البشر عبر العالم ويتواصلون مع غيرهم عن بعد ويتخاطبون ويتحاورون لكن أجهزة الكمبيوتر التى تتحكم وتوجه ملايين الأجهزة بدءاً من التليفون المحمول إلى القطارات والمترو بدون سائق والطائرات وسفن الفضاء والصواريخ وأجهزة الحواسب التى تتضمن معلومات عن البنوك والعملاء وتواريخ الميلاد والكتب والأفلام والأقمار الصناعية. وقد بدأت أجهزة الكمبيوتر وتطورت عن طريق مئات السحرة المهندسين والفيزيائيين وعلماء الرياضيات. أجهزة للحساب والعدد بداية القرن التاسع عشر تطورت ببطء حتى انتهت إلى أول أجهزة الحاسب فى الثلاثينيات والأربعينيات. الكمبيوتر جهاز قادر على إنجاز الحسابات واتخاذ القرارات بسرعة تصل إلى ملايين وربما مليارات المرات أسرع من الإنسان. وقبل أن يصل الينا جهاز اللاتوب أو الآى فون بعقود كان جهاز الكمبيوتر يحتل مبنى من دورين، ويستهلك كهرباء مثل عمارة، وينتج عمليات معقدة تحتاج إلى إعادة تفسير حتى تغيرت طرق التعامل وكان اختراع الماوس والكيبورد ثورة فى حد ذاته وأنظمة التشغيل التى تترجم حركات الماوس والكى بورد إلى لغات الكمبيوتر دون أن يشعر المستخدم.
أجهزة الكمبيوتر الحديثة هى التى طورت صناعة الكمبيوتر وأيضا العديد من الصناعات الفضائية والطبية لان الحاسب يحدد الابعاد والكميات والتوقيتات بنسبة خطأ اقل من الفيمتو ثانية تلك التى دارت حولها أبحاث العالم المصرى أحمد زويل.
من الممكن اليوم صنع كمبيوترات داخل ساعة يد تأخذ طاقتها من بطارية الساعة. وأكثر أشكال الكمبيوتر استخداماً اليوم هى الكمبيوترات الضمنية. وأجهزة صغيرة وبسيطة تستخدم عادة للتحكم فى الطائرات، وآلات التصوير ولعب الأطفال.
كانت الاختراعات الحديثة جزءاً من أحلام العلماء خلال قرون ماضية فقد سجل ليونارد دافينشى رسماً لتصميم الطائرة، كما أن أحد أفلام شارلى شابلن تنبأ بالموبايل وظهرت عجوز فى فيلم أنتج عام 1928 لشارلى شابلن وهى تحمل جهازاً يشبه الموبايل وتتحدث فيه، وقد ظهرت على الانترنت لقطة للسيدة، وقد اكتشف المشهد مخرج إيرلندى فى فيلم «السيرك»، «لشارلى شابلن»، وكانت تسير فى خلفية المشهد وهى تتحدث فى جوال، وقال المخرج فى الفيديو الذى وضعه على موقع «يوتيوب» إنه درس الفيديو لمدة عام، يذكر أن شركة «موتورلا» الأمريكية أجرت أول اتصال بالجوال فى عام 1973، بعد الفيلم ب45 عاماً، ولكن لم يسوق وينتشر إلا فى نهاية الثمانينيات وانتشر بشكل واسع فى منتصف التسعينيات من القرن العشرين. وكان تحقيقاً لحلم بشرى يتجاوز السحر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.