ما بين الخروج الكبير للشعب المصرى فى ثورة 30 يونيو والمشهد المهيب لقرارات 3 يوليو 2013 ساعات حاسمة فى تاريخ مصر لعل أبرزها الاتصالات الأمريكية والأوروبية الحثيثة لمد أجل الإنذار الذى وجهه المجلس الأعلى للقوات المسلحة وتأجيل الحسم لبضعة أسابيع ولكن الفريق أول عبد الفتاح السيسى بدعم مطلق من المجلس الأعلى للقوات المسلحة وتأييد صريح من جميع القوى السياسية رفض كل الرجاءات الأمريكية والأوروبية وقرر المضى فى الاستجابة للمطالب الشعبية والحقيقة أنه لولا جرأة وشجاعة السيسى لكان للأحداث مسار آخر فقد كان التراجع فى هذه الأوقات العصيبة يعنى تثبيت حكم الجماعة لمئات السنين. وفى اعتقادى أن السيسى فى هذه اللحظات المصيرية كان فى أرقى درجات الصفاء النفسى والحس الوطنى الرفيع مدركا حجم الكارثة التى ألمت بمصر والعديد من دول الوطن العربى تحت رايات مضللة جرى تغذيتها بوقود الحقد الاجتماعى لتزييف الوعى وهو ما أدى إلى أن تفتح الأرض العربية باطنها وتنهار أوطان عديدة بعد أن تمزقت مجتمعيا ودمرت اقتصاديا وانهارت أمنيا ونشأت فجوة عميقة بين حكمة الشيوخ واندفاع الشباب وسقط فى هذه الفجوة شباب نقى جرى تضليله بشعارات زائفة لكى يندفع دون وعى لإحراق الممتلكات العامة والخاصة وإسالة الدماء! ولعلنا نتذكر جيدا أن مصر فى مثل هذه الأيام وقبل عدة أسابيع من 30 يونيو كانت أشبه بمرجل يغلى من الغضب والخوف بسبب شيوع البلبلة وكثافة الضباب وانعدام الرؤية ومن ثم لم يكن هناك من خيار سوى «نكون أو لا نكون» ومن حسن الحظ أن هذه اللحظة كانت مؤهلة وملائمة لالتقاء الإرادة الشعبية مع تنامى ضغط الشعور بالمسئولية الوطنية داخل أروقة المؤسسة العسكرية. وليست هذه السطور مجرد اجترار لذكريات أيام مجيدة ولكنها كلمات صدق رأيت عدلا وإنصافا للحقيقة والتاريخ أن أسردها انعاشا للذاكرة لأن ما أنجزناه يفوق بكثير أى هموم وأعباء يجرى النفخ فيها بآليات تزييف الوعي.. وعلينا أن نؤكد بيقظتنا ووعينا أن المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين.. وأيضا فإنه ليست فى كل مرة تسلم الجرة. خير الكلام: الويل لمن يرى النيران ولا يسرع لإطفائها! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله;