بعض السفهاء عادوا مجددا لممارسة محاولاتهم الصبيانية للإساءة إلى المؤسسة العسكرية بادعاءات فارغة وكاذبة بلغت ذروة الوقاحة فيها بتوجيه اتهامات التقصير والسلبية فى مهمة إنقاذ ضحايا حادث رحلة السفارى بجبال سانت كاترين فى سيناء. رغم أن كل الشواهد والأدلة تنتصر لشهامة ورجولة وجدية القوات المسلحة فى التعامل مع أزمة لم تكن من صنع أحد حيث غلبت روح المغامرة والاندفاع وعدم تقدير المخاطر فى ظل الظروف المناخية الصعبة على ضرورات الاستكشاف والتأمين الضرورية لمثل هذه الرحلات! والحقيقة أن مشاعر الغضب الشعبية على طول البلاد وعرضها تجاه هذه السخافات أغنتنى عن أى حديث يتعلق بمقدمات ووقائع ونتائج هذه المغامرة الدامية وأكدت بما لا يدع مجالا لأى شك فى أن جيش مصر ليس جزءا من شعب مصر فحسب وإنما هو فى ضمير هذا الشعب باعتباره قوة الحماية والردع التى تبعث على الثقة فى حاضر هذا الوطن استنادا لمبادئ استراتيجية واضحة ترسم وتحدد أهداف هذا الوطن وطموحات الأمة العربية التى ينتمى إليها من خلال تعميق الدروس المستفادة من تجاربه السابقة وبالحرص الكامل على ترسيخ تقاليد الجدية والانضباط باعتباره قوة الحماية الرئيسية لإحباط أى محاولات لتفكيك أعمدة الدولة المصرية. وليس أشد بؤسا من الذين يزعمون عدم خبرة الجنرالات بالشئون السياسية لأن أهم ملامح المؤسسة العسكرية وتحديدا فى دراسات أكاديمية ناصر ليس مجرد فهم قضايا الحرب والقتال فقط وإنما يتسع المجال لدراسات معمقة عن القضايا السياسية والصراعات الاقتصادية والاجتماعية.. ولولا هذا الأفق السياسى الواسع لدى هؤلاء الجنرالات لما كان ممكنا أن نرى تلك القدرة الفذة فى 25 يناير و30 يونيو على الفصل بين الولاء لسلطة الدولة والانحياز لإرادة الشعب فالمهم هو أن تبقى الدولة وأن تحترم إرادة الشعب. وفى اعتقادى أن وعى الشعب هو أكبر قوة دعم لروح هذا الجيش العظيم فى لحظة حرجة نواجه فيها جميعا ضغوطا ومخاطر تحتاج صدق المشاعر الوطنية.. ولا عزاء للسفهاء ووكلاء الجيل الرابع للحروب! خير الكلام: الزور يطمس الحق عندما يغيب العقل وتختلط الأوراق ! http://[email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله