أعتقد- مثلما يعتقد كثيرون- بأننا أمام فرصة تاريخية ينبغي ألا ندعها تمر دون أن نضع- علي الأقل- أقدامنا علي بداية الطريق الذي يصل بنا إلي هدف التقدم والرقي الحقيقي الذي يستحقه وطننا بتاريخه العظيم وإمكاناته البشرية. وهذا الذي أتحدث عنه ليس نوعا من الخيال السياسي وإنما استنادا إلي حقائق تؤكد أنه لا شييء ينقصنا لكي نقف علي قدم المساواة مع سائر الدول المتقدمة في عالم اليوم سوي مزيد من الدقة.. مزيد من الانضباط.. مزيد من الجدية.. مزيد من احترام القانون تحت رايات الديمقراطية الصحيحة! نحن في مصر لدينا الأرض الطيبة والسواعد الفتية والعقول الناضجة والمواهب الفذة في شتي مجالات الحياة وكل ما ينقصنا هو.. مزيد من التنظيم.. مزيد من القدرة علي فرز وطرح الأولويات.. مزيد من الإصرار علي تخطي جميع العقبات التي تعطل الأخذ بنظم الإدارة الحديثة! أتحدث عن القدرة الكامنة في هذا الشعب الذي يملك الكوادر القادرة علي الارتفاع بالناتج القومي في كافة المجالات إلي المستويات القياسية العالمية التي تلبي احتياجات الداخل خصوصا في مجال الغذاء والإسكان والصحة والتعليم في ظل وضوح وجدية سياسات الدولة باتجاه اقتحام جريء ومباشر للأزمات الاقتصادية والاجتماعية المزمنة. وإذا كان أبناء مصر في الخارج- علي امتداد قارات الدنيا- قد استطاع أغلبهم أن يصلوا إلي مراتب إدارية وعلمية وبحثية في جميع التخصصات وأن يصبحوا علامات حسنة للدقة والجودة والانضباط والقدرة علي الابتكار فإن ذلك يعني أننا من بين الأجناس المتفوقة, وأن ما أنجزناه في تاريخنا القديم من حضارات مذهلة أمر قابل للتكرار- اليوم وغدا- بشرط أن نوفر الشروط الضرورية لصنع التقدم وأهمها الجدية والدقة والانضباط وإدراك قيمة الوقت الذي أصبح في عصر المعلوماتية قيمة تنافسية عالية حيث لامكان لنظرية فوت علينا بكرة! و أول خطوة لاغتنام الفرصة التاريخية تنطلق من أرضية الاحترام الكامل لما ستقول به نتائج التصويت في صناديق الانتخابات الرئاسية. خير الكلام: قبل أن تفكر في إحراز الهدف عليك أن تعرف الطريق إلي المرمي! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله