إذا كنا نتفق علي أن الانتخابات الرئاسية المقبلة تشكل امتحانا تاريخيا يتحتم علي شعب مصر اجتيازه بنجاح فلابد أن ندرك إن حسن التعامل مع هذا الامتحان الديمقراطي الجديد علي حياتنا هو الذي سوف يرسي قيما وتقاليد سياسية وحزبية تهتدي بها أجيال قادمة ينبغي أن نعطي لها المثل والقدوة في أن هذا الجيل كان عقلانيا في اختياراته وموضوعيا في حساباته ومستقبليا في رؤيته لمصلحة هذا الوطن. إن المسألة تتعلق بحسابات بالغة الدقة وسط كوكبة من المرشحين الأفاضل فمن يا تري هو المرشح الأكفأ والأقوي والأجدر بشغل هذا المنصب الرفيع الذي لايتحمل فقط هموم ومطالب مايزيد علي 85 مليونا وإنما يتحمل مسئولية أخطر القرارات التي تتعلق بالحرب والسلام لوطن محوري في منطقة مليئة بالعواصف وتموج بالاضطرابات! وإذا بدأت بحسابات الداخل وماتفرضه من مواصفات لمن يشغل هذا الموقع الحساس والمؤثر في مصير مصر وأمتها العربية فإنني لابد أن أتحدث بوضوح عن سمات أساسية تتعلق بالطهارة والاستقامة والجدية وعمق التجربة الوطنية والإنسانية. وبداية أقول متجردا: إنه لابد لمن يتحمل مقادير هذا البلد أن يكون عنوانا لاحترام الدستور والخضوع لأحكام القانون ونبذ كل أشكال المحسوبية والقدرة علي تعميق روح الفريق في دولاب العمل الوطني وفق معايير وقواعد تحقق تكافؤا بين الجميع في الحقوق والواجبات. إن مصر بحاجة اليوم- أكثر من أي وقت مضي- لرئيس يواكب العصر بكل متغيراته ويتطلع إلي المستقبل بكل تحدياته دون أن يغفل عمق التجربة الإنسانية لهذا الوطن الذي صنع أول حضارة في التاريخ قبل آلاف السنين, ودون أن يغيب عنه المعيار الحاكم لعقد اجتماعي متجدد ومتطور يقوم علي ترسيخ قواعد العدل ويستهدف الاقتراب من هموم الناس وأحلامهم المشروعة. بوضوح شديد أقول: إن ضرورات العصر تحتم أن يجلس عند سدة الحكم في مصر رجل يؤمن بفلسفة التوازن لتعزيز أمن واستقرار الداخل- من ناحية- وتجنب الانزلاق إلي مغامرات ومعارك خارجية غير محسوبة- من ناحية أخري! وغدا نواصل الحديث..
خير الكلام: لا تستسلم لكلمات النقد حتي لا تصاب باليأس! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله