x الأفكار وحدها لا تكفي! هذا الطوفان من الاجتهادات في طرح الحلول لحزمة المشاكل الصعبة التي تواجهنا يمثل علامة صحية تؤكد خروج المجتمع من خنادق السلبية إلي ساحات المشاركة ولكن علينا أن ندرك أن الأفكار وحدها ليست كافية فهي ليست عملا ملموسا ونادرا ما تتحول الأفكار إلي أعمال إلا إذا كانت تهتدي بحماس الرغبة وتنفذ بقوة الإرادة ويتم الدفاع عنها بحرارة العقيدة ويتم تحصينها بذخائر الإيمان. أريد أن أقول بوضوح: إن الأفكار تحتاج لأبطال حقيقيين قادرين علي الفعل تحت مظلة نظم مؤسسية تملك الرؤية الصائبة التي تجمع بين حسن تقدير الأمور والدقة في الأداء بما يتناسب مع طبيعة العمل المستهدف إنجازه. إن القضية ليست مجرد اجتهادات وأفكار رغم التسليم بأهميتها وضرورتها ولكن في القدرة علي بناء مؤسسات عصرية تملك القدرة علي قهر تحديين رئيسيين أولهما يتمثل في توفير وتأهيل العاملين للقيام بمهامهم علي أكمل وجه.. وثانيهما في كيفية توفير ظروف العمل التي تتيح لهؤلاء العاملين فرصا متساوية للنجاح والترقي من خلال عمق الشعور بالانتماء للمؤسسة وللوطن. وكل التجارب التي عشناها تؤكد أن الأداء السيئ في أي مرفق من مرافق العمل ليس سوي انعكاس مباشر لوجود إدارة سيئة ومن هنا تكمن أهمية الدقة في اختيار القيادات حيث من السهل أن نقول بالأهلية العلمية والأقدمية الوظيفية عند شغل المناصب العليا ولكن الشخصية القيادية ليست مجرد مؤهلات وأقدمية أو صلاحيات تعطي وإمكانات تتوافر وإنما ينبغي أن تتوافر خصائص شخصية في مقدمتها الذكاء الاجتماعي والموهبة القيادية سواء كانت فطرية موروثة أو مكتسبة بالتجربة والتنمية. وأحدث علوم الإدارة ترتكز إلي القول المأثور للزعيم الفرنسي الجنرال نابليون بونابرت إن جيشا من الأرانب بقيادة أسد أفضل من جيش من الأسود بقيادة أرنب... والمعني واضح في أنه مهما تعددت الأفكار والاجتهادات وتنوعت الحلول والابتكارات تبقي حاسة الانتقاء عند من بيده القرار لكي يتخذ الخطوة الصحيحة في التوقيت الصحيح. إن معارك الإنسان مع الحياة هي في البداية والنهاية معارك إرادة ومن يملك إرادته يكسب غالبا معركته ويؤكد صحة المقولة بأنه لا مستحيل تحت الشمس! خير الكلام: القائد الناجح.. شدة بلا جبروت وليونة تخلو من الضعف! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله