تتواصل عملية هندسة التجويع في قطاع غزة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، رغم دخول شاحنات المساعدات منذ أكثر من أسبوعين ضمن جريمة مكتملة الأركان ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين الأبرياء داخل القطاع، الذي يُقاسي ويلات الحرب الإسرائيلية في القطاع منذ أكثر من 22 شهرًا. وبعد حصار مطبق عرفه القطاع من جميع الجهات من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي لمدة ناهزت ال150 يومًا بدءًا من 2 مارس/ آذار، دخلت أولى شحنات المساعدات الإنسانية إلى داخل القطاع بدءًا من 27 يوليو/ تموز المنصرم، لكن الاحتلال لا يزال على تعنته في إدخال العدد المطلوب لسد احتياجات سكان غزة التي يُصعب حصرها وكفايتها لإصلاح ما أفسدته الحرب خلال 22 شهرًا. ولم يدخل الاحتلال إلى قطاع غزة عدد شاحنات المساعدات المطلوب لسد حاجة سكان القطاع أو النصف أو حتى الربع ما يُعمّق الأزمة الإنسانية المتفشية داخل القطاع. ووفقًا لأحدث إحصائية صادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، فإن ما دخل قطاع غزة الاثنين والثلاثاء 201 شاحنة مساعدات فقط من أصل 1200 شاحنة. وقال المكتب الإعلامي الحكومي إن معظم شاحنات المساعدات التي دخلت إلى غزة تعرضت للنهب والسطو في ظل فوضى أمنية متعمدة، يصنعها الاحتلال الإسرائيلي ضمن سياسة "هندسة التجويع والفوضى"، الرامية لضرب صمود الشعب الفلسطيني. سبع احتياجات غزة وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي، فقد بلغ إجمالي الشاحنات التي دخلت قطاع غزة على مدار 17 يومًا 1535 شاحنة مساعدات فقط من أصل الكمية المفترضة والبالغة 10200 شاحنة. وأوضح المكتب الإعلامي الحكومي أن ما دخل يعادل حوالي 15% من الاحتياجات الفعلية، وتعرضت للنهب والسرقة، حيث يمنع الاحتلال إدخال شاحنات المساعدات بكميات كافية، ويواصل منع تأمين ما يدخل من شاحنات، ويواصل إغلاق المعابر وتقويض عمل المؤسسات الإنسانية. ونسبة ال15% من الشاحنات التي سمح الاحتلال الإسرائيلي بدخولها تمثل نحو سبع احتياجات القطاع فقط. وأكد المكتب الإعلامي الحكومي حاجة قطاع غزة إلى أكثر من 600 شاحنة مساعدات مختلفة يوميًا لتلبية الحد الأدنى من احتياجات 2.4 مليون إنسان، وسط انهيار شبه كامل للبنية التحتية بفعل الحرب والإبادة المستمرة.