لابد من إيضاح ضروري هو أننا عندما نتكلم عن التصالح مع النفس فإننا لا نتكلم عن أمور تجيء طوعا وحسب اجتهاد كل فرد أو جماعة علي حدة وإنما يتحقق التصالح المنشود. من خلال نظام عام يحكمه قانون واضح المعالم يجري تطبيقه علي الجميع دون تمييز أو استثناء.. فالقانون هو الفيصل والحكم وهو الخط الفاصل بين الحلال والحرام وبين المسموح به والمحظور الاقتراب منه! إن ترسيخ روح السلام بين الأمم والشعوب هو السبيل الوحيد لتجنب مخاطر الحروب والصراعات والفتن.. وأيضا فإن المصالحة مع النفس داخل الأمة الواحدة هي أبرز علامات قدرتها علي أن تبني سلاما مع نفسها قبل أن تبحث عن صنع وبناء السلام مع الآخرين, ولكي تتمكن من حماية نفسها في مواجهة شرور الصراعات ومخاطر الفتن في الداخل! والحقيقة أن سلام النفس لا يتحقق إلا بعد بلوغ مرحلة التصالح مع النفس... و عندما تنجح الأمة في بناء سلامها الذاتي مع نفسها يصبح سهلا عليها وميسورا لها أن تبني سلامها مع الآخرين من أرضية القدرة والتكافؤ! ويشهد التاريخ أن الذين يعيشون في سلام مع أنفسهم أمما وشعوبا وأفرادا هم أولئك الذين لديهم منهج واضح في الحياة يقوم علي الحب ضد الكراهية والتسامح ضد التعصب والقناعة ضد الطمع! ومعني ذلك أن سلام النفس هو حجر الأساس في بنيان الوحدة الوطنية لأي أمة والذي تتكسر عليه كل محاولات الانقسام دون حاجة إلي إجراءات صارمة أو إلي بيانات متبادلة انطلاقا من أن قوة أي أمة في وحدتها وأن وحدتها لا تتحقق في غيبة من تصالح مع النفس والذات بروح الإيمان بوحدة الهدف ووحدة المصير! ولا أريد أن أزيد حرفا واحدا... فلعل الجميع يدركون أن دقة المرحلة ومتطلبات الحفاظ علي الوطن تتطلب توفير القدرة علي' التصالح مع النفس' بدلا من سكب الزيت علي النار في لحظة خطرة وحرجة! خير الكلام: بيت بلا حب... أرض بلا ماء! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله