ما هى جريمة مصر فى نظر المتآمرين عليها؟ لنكن صرحاء مع أنفسنا ونعترف بأن ما أقدم عليه الشعب المصرى فى 30 يونيو 2013 لم يكن على هوى كثيرين فى المنطقة وفى العالم لأنهم أدركوا منذ اللحظة الأولى أن ثورة 30 يونيو لا تستهدف فقط مجرد إزاحة الجماعة عن حكم مصر وإنما هى ثورة شاملة ذات أبعاد سياسية واقتصادية واجتماعية من أجل بناء دولة حديثة وعصرية قادرة على مجاراة السرعة الهائلة لقطار التقدم والنهوض. هؤلاء الكارهون لمصر أدركوا من قراءتهم الدقيقة لحركة واندفاع الملايين من مختلف ربوع مصر فى 30 يونيو أن هذه الجحافل البشرية لديها كامل الوعى وصدق الإصرار على كسر كل القيود التى تكبل أقدام مصر عن الحركة الضرورية والواجبة بأقصى سرعة وبأقصى طاقة باتجاه تنمية شاملة وحقيقية. لكن الصدمة الكبرى ألمت بهم عندما جاءت التحركات المفاجئة والمتنوعة للرئيس السيسى على المسرح الدولى بعيدا عن كل توقعاتهم وأوهامهم باسم عدم وجود اعتراف دولى بما حدث فى 30 يونيو متناسين أن السياسة فى نظر الدنيا كلها تعبير عن الواقع وانعكاس للظروف المحيطة وليس مجرد نبش فى المسميات والانزلاق إلى فزورة هل هى ثورة أم انقلاب! لقد انحسر الخريف المشئوم بفضل مصر التى تتحرك بكل سرعة وقوة ممكنة لصنع ربيع حقيقى بدأت بشائره تطل على الأفق من خلال ورشة عمل مصرية فى الوديان وعلى سفوح الجبال لنشر التنمية والحياة من أجل خريطة عمرانية وتنموية جديدة لمصر. جريمة مصر فى نظر ثلة المتآمرين عليها أنها أضاءت المصابيح لكى تنشر نور المعرفة باتجاه ثقافة دينية جديدة تعلى من قيم الإخاء والتسامح حتى تتحسن صورة الإسلام على امتداد ربوع الأرض من مشارقها إلى مغاربها. ولم أكن فى حديثى منشغلا فقط ببؤر التآمر الظاهرة على السطح وإنما كنت منشغلا أيضا بالأشباح غير الظاهرة والتى تحرك عرائس المسرح دون أن يراها أحد! خير الكلام: ليس أغبى من رجل لم يعرف بعد أنه غبي! [email protected]@ahram.org.eg لمزيد من مقالات مرسى عطا الله