2 - رغم صدور القرار الجمهورى باعتماد قانون إنشاء الهيئات الثلاث المنظمة للإعلام فإن هناك لغطا متزايدا مازال يتردد على ألسنة الناس وهم يضربون كفا على كف من حالة الفوضى الإعلامية التى تسيطر على المشهد المصرى وتصنع بلبلة سياسية وفكرية تؤدى إلى مزيد من خلط الأوراق وطغيان الأكاذيب على الحقائق وشيوع مناخ الإحباط على حساب أجواء التفاؤل ونوافذ الأمل رغم أن ورشة العمل المصرية على امتداد أرض الوطن وما يصاحبها من جراحات ضرورية لإنقاذ الاقتصاد المصرى كفيلة بصنع الأمل! والحقيقة إن مصر لم تكن يوما بحاجة إلى استراتيجية إعلامية وتنويرية شاملة بقدر حاجتها اليوم بعد تفشى وانتشار كل أشكال الفوضى التى دهمت المشهد المصرى منذ أحداث 25 يناير 2011 وحتى الآن... وبصرف النظر عن تباين الآراء داخل الجماعة الصحفية بين من مازالوا ينادون بالقانون الموحد للإعلام وبين من يرون فى القانون الجديد تلبية لاستحقاقات المرحلة المقبلة فإن المسألة لا تتقيد بالمسمى وإنما بالمهمة التى تخدم المجتمع وتصون الوطن باعتبار أن الإعلام هو أحد أهم مصادر المعرفة مع المدرسة والمسجد والكنيسة. ودون الدخول فى تفاصيل وأسباب القصور بشأن تواضع أداء الرسالة الإعلامية للمدرسة والمسجد والكنيسة يمكن أن أكتفى بالإشارة إلى غياب المفكر الدينى الذى يجمع بين المعرفة الدينية والمعرفة الحديثة بمتغيرات العصر فالمسألة أعمق من قدرة خطيب يعتلى منبر المسجد أو كاهن يلقى المواعظ بالكنيسة أو معلم يلقن المناهج لتلاميذه بينما توجد مسافة شاسعة بين ما يقال استنادا إلى علوم "النقل" وبين ما نحتاجه استنادا إلى علوم "العقل"! أتحدث عن الحاجة إلى استراتيجية إعلامية قادرة على سرعة التعامل مع أى جنوح فكرى فى المدرسة والمسجد والكنيسة وبما يقضى على ذهنية التطرف والعنف والتشدد... وكفى دفنا للرؤوس فى الرمال! خير الكلام: من التمس الحق بنور المعرفة كمن طلب الشمس بنور الكواكب! [email protected]@ahram.org.eg لمزيد من مقالات مرسى عطا الله