لا خلاف على أن ما تمر به أمتنا العربية والإسلامية الآن هو مأساة إنسانية وثقافية وحضارية تصنع كارثة اقتصادية وسياسية ومجتمعية مرعبة بعد أن نجح تجار الدين فى نشر أفكار التطرف وروجوا للعنف والفوضى سبيلا لفرض الإرادة وهز استقرار أوطان الأمة وليست جريمة اغتيال السفير الروسى لدى تركيا أمس الأول سوى دليل إضافى على خطر الإرهاب الذى لم يسلم منه نظام أردوغان حامى حمى الجماعات الإرهابية المتطرفة. ولم يكن لمثل هذه الأفكار المتطرفة والسلوكيات الهمجية أن تنشر ظلالها فوق جبال ووديان الأمة لولا حالة الغفلة التى سمحت بالانتشار لفتاوى أمثال أبى الأعلى المودودى وآية الله الخمينى وسيد قطب والذين رغم خلافاتهم المذهبية لم يتفقوا على شيء واحد سوى مشروعية سفك الدماء! إن ما تعانيه الأمة اليوم هو نتاج طبيعى لتقاعس أنظمة الحكم فى كشف وتعرية هذه الأفكار التى شاع تداولها فى الكتب والنشرات وفوق منابر المساجد مع أنها شكلا وموضوعا تتصادم مع بنود الشريعة الإسلامية ومنطوق القرآن الكريم حول وسائل إصلاح المجتمعات الإسلامية فالمولى عز وجل يقول فى محكم كتابه فى سورة النحل: «ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِى هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ». وعلينا أن نتذكر أن سقوط الأمة الإسلامية تحت أقدام التتار كان نتيجة لمسلسل الفتنة الذى بدأ بالصراع المسلح على الحكم بين الأمويين بعضهم البعض ثم بين الأمويين والعباسيين ثم بعد ذلك بين العباسيين بعضهم البعض.. لعنة الله على هؤلاء المتاجرين باسم الدين.. وها هى حادثة اغتيال السفير الروسى على أرض إسلامية ربما تكون نذير شؤم على تركيا ورئيسها أردوغان المتخصص فى زرع الفتن باسم الدين. خير الكلام: الجاهل من يعرف الحقيقة ويخفيها عن غيره! [email protected]@ahram.org.eg لمزيد من مقالات مرسى عطا الله