1 - لا أظن أننا بحاجة إلى قراءة التاريخ واستيعاب دروسه بمثل مانحتاجه الآن فى مواجهة الإرهاب خصوصا أن السجل مليء منذ فجر التاريخ بمثل تلك الانحرافات التى تصدر عن أناس يبحثون لأنفسهم عن دور ويطمعون فى أن يشبعوا شهوات حقدهم ونزعات الشر المتأصلة فى Aنفوسهم من خلال السعى إلى اعتلاء السلطة. والتاريخ يقول لنا إن هؤلاء المنحرفين يبدأون خطواتهم الأولى بإنشاء تنظيم يحمل كل معانى البراءة باسم الدين.. ثم يقومون بعد ذلك بشحن عقول الشباب باسم هدف الحفاظ على هذا الدين مستغلين بعض النماذج التى تعانى من أمراض نفسية مثل الهوس الدينى أو ضعف الإرادة ممن يسهل التأثير عليهم باسم الجهاد والاستشهاد ويستغلون - بخبث ودهاء - مافى نفوس هؤلاء الشباب من عقد تتمثل فى كراهية المجتمع ونظمه. والحقيقة أن ما يحدث الآن من جرائم إرهابية باسم الدين وطلب استعادة السلطة لا يختلف فى كثير أو قليل عما كان يحدث منذ فجر الدعوة الإسلامية لا فى الوسائل ولا فى الأهداف! إن كانوا يزعمون أنهم يدعون إلى سبيل الله فهم كاذبون ومارقون لأن الله تعالى يقول فى سورة النحل: «ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِى هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ». إن الدعوة إلى سبيل الله لا تكون بالتآمر والتعاون مع القوى الأجنبية خارج الحدود والحصول على المال وتخزين أدوات الموت والشروع فى قتل الأبرياء. إن الإسلام الذى يتاجرون باسمه يصون حرمة المسلم فى دمه وماله وعرضه... ولهذا فإن حق القصاص منهم فرض على الحاكم لايجوز له التسامح فيه لأن ذلك حق للناس جميعا. كيف يزعمون أنهم يريدون إقامة حكم الإسلام وهم أول من يخالفون تعاليمه... أليس الإسلام هو الدين الذى يحرم بوضوح قتل أى مسلم ينطق بالشهادتين؟ وإذن فنحن أمام خطر لا يهدد أمن الوطن فحسب وإنما أمام خطر أكبر يهدد الإسلام بذاته.. وليس هناك من سبيل لدرء هذا الخطر إلا بالفهم والتطبيق الصحيح لقانون مكافحة الإرهاب واستنادا إلى بنود الدستور الذى يعتمد الشريعة الإسلامية مصدرا رئيسيا للتشريع. وغدا نواصل الحديث خير الكلام : راحة الضمير أفضل مفتاح لأبواب السعادة ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله