هناك حقيقة فى علم استراتيجية المواجهة - بالحرب أو بالسياسة - مفادها أنه فى مواجهة الخطر لابد أن تتوحد صفوف المستهدفين حتى لو تباينت أهدافهم ولهذا يبدو غريبا وغير مفهوم بعض المواقف الحزبية أو تلك التى ترتدى ثياب «الحقوقية» وتسعى دون خجل لزعزعة التماسك المصرى فى مواجهة الإرهاب تارة باسم ضرورات المصالحة مع الإرهابيين القتلة وتارة أخرى بالسعى للتدخل فى شئون القضاء والدعوة إلى إرجاء تنفيذ الأحكام القضائية باسم استحقاقات التهدئة. ولست أريد أن أسمى أحدا بعد أن انكشف المستور وسقطت الأقنعة عن كثير من الوجوه ولكننى فقط أتساءل - مثل ملايين المصريين - كيف نامت ضمائر هؤلاء الذين يسعون لتفتيت وحدة المجتمع وهو يخوض أغرب وأشرس حرب من نوعها مع عدو خسيس يجيد التحرك فى الظلام مثل الأشباح التى يصعب توقع حدود حركتها من أين تأتى وإلى أين تتجه.. ومن المستهدف من رموز الوطن أو مؤسساته الحيوية! لقد كنت أتصور أن يبادر أولئك المتفلسفون تحت رايات حزبية أو لافتات حقوقية إلى الدعوة لصياغة مفاهيم قانونية رادعة تمكن المجتمع من سرعة القضاء على هذه الظاهرة الكريهة وبناء القدرة اللازمة لملاحقة وتعقب هذه العناصر التى لم يعد بالإمكان الصبر أو السكوت على جرائمها العشوائية ضد الوطن وضد المواطنين. إن لحظات الخطر لحظات فارقة فى تاريخ الأوطان ولا تحتمل أى أطروحات مضللة تحمل فى كل طياتها كل معانى الخبث والخداع لأنها تسهم فى زيادة الشكوك وتناميها حول جدوى الإصرار على مكافحة الإرهاب وضرورة حتمية إنزال العقوبات بمرتكبيه الذين هم جزء من شبكة سرطانية بدأت تمتد وتتوسع فى أرجاء المنطقة وسط مؤشرات مؤكدة عن تورط القائمين عليها فى لعبة أممية لا تصم هؤلاء بالعمالة فقط وإنما تصمهم بالخيانة العظمي. وكمواطن مصرى أسجل رفضى الكامل لنهج هؤلاء ولأفكارهم التى لم تكن بعيدة عما أصاب مصر والأمة من كوارث ونكبات فى السنوات الأربع الأخيرة.. من فضلكم اصمتوا وكفوا عن الهذيان فالشعب يريد أصوات البلابل ولم تعد الآذان تطيق سماع أصوات الغربان! خير الكلام: لا يوجد ما هو أكثر إثارة للبلبلة من النفاق السياسي! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله