لست أدرى متى وكيف سيخرج بعض محترفى العمل السياسى فى مصر من غيبوبة التشدق بالشعارات الجوفاء والتخندق خلف متاريس صماء من أجل ستر وتغطية الخناجر المسمومة التى يطعنون بها أمن الوطن واستقراره ويتجاهلون عن عمد طبيعة الظروف الاستثنائية التى تعيشها منطقة الشرق الأوسط منذ نكبة فلسطين عام 1948 حتى اليوم. أتحدث بروح الأمل فى أن يفيق هؤلاء من غيبوبة الافتراء والتجنى على بلدهم والادعاء عليها بأنها تصادر الحريات وتفرض قيودا على الإعلام، بينما تعمى أبصارهم وتنسد آذانهم وتصمت ألسنتهم عندما تجاهر إسرائيل علانية ويعلن الكنيست الإسرائيلى بكل فخر واعتزاز قبل أيام مصادقته على تمديد حالة الطوارئ المعلنة فى الدولة العبرية منذ الإعلان عن قيام دولة إسرائيل عام 1948 حتى اليوم. أليست هذه هى إسرائيل واحة الديمقراطية فى الشرق الأوسط التى يعيرنا بها الغرب الذى يتولى تلقين النشطاء فى بلادنا بضرورة السعى والجهاد لكى تنعم مصر بديمقراطية مماثلة للديمقراطية الإسرائيلية التى لم تغب حالة الطوارئ فيها يوما واحدا منذ إنشاء الدولة العبرية حتى اليوم. لم يقل أحد هناك إن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية هى صاحبة الأمر والنهى لأكثر من 66 عاما بموجب حالة الطوارئ ومن ثم ينبغى أن ترتفع ذات الشعارات البغيضة بسقوط حكم العسكر فى إسرائيل، كما يفعل بعض السفهاء فى مصر، وإنما يجدد الكنيست الإسرائيلى المصادقة على تمديد حالة الطوارئ للعام السابع والستين على التوالى وما يترتب على ذلك من استمرار العمل بالقوانين التى ترتبط بحالة الطوارئ مثل ميزانية الجيش الإسرائيلى والقوانين والمحاكم العسكرية والرقابة على مختلف وسائل الإعلام والصلاحيات الاستثنائية للحكومة خاصة ما يتعلق بمكافحة الإرهاب! ومن أسف أن بعض السفهاء من نشطاء السبوبة مازالوا ينشطون وفق الأجندة المعدة لهم من أجل إضعاف الدولة المصرية باستخدام أكذوبة التخويف مما يسمونه حكم العسكر لمجرد أن أحد مرشحى الرئاسة كان جنرالا مرموقا فى أشرف مؤسسة وطنية عرفتها مصر فى العصر الحديث! خير الكلام: بئس زمن يصير فيه الافتراء أمرا يصعب وصفه ! http://[email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله