مع كل الشكر والامتنان لأصحاب الرسائل التى وصلتنى حول مقال الأحد الماضى «الدعم الخليجى لمصر وديون عام الرمادة» أؤكد مجددا: إن مصر التى صنعت أول حضارة إنسانية فى التاريخ كانت على الدوام دولة عطاء فى العلم والفكر والثقافة قبل عطاء المال والغذاء والكساء ومن ثم فإن فضلها على الدنيا كلها معروف وغير منكور. لقد علمت مصر الدنيا بكاملها منذ أكثر من 7 آلاف عام قيما وأخلاقيات وثقافة وأدبيات تمثل حتى اليوم منهجا للحضارة والرقى الإنسانى فمصر هى التى ميزت بين العدل والظلم وعبر عن ذلك حكمائها وفلاسفتها القدامى بالمقولة الشهيرة «إن الخط الفاصل بين العدل والظلم مثل الخط الفاصل بين النور والظلام الذى نراه بأعيننا فى لحظة غروب الشمس أو عند طلوع الفجر». مصر العريقة كان لها الفضل فى تعرية وإنهاء عصور الجهالة والوثنية عندما آمنت بالتوحيد وسنت أول قوانين تحكم العلاقات بين الناس بدلا من قانون الغابة الذى كان يسمح للقوى بأن يفعل ما يشاء حتى يجيؤه من هو أقوى منه ليقضى عليه. مصر أول أمة فى التاريخ تضع منهجا للحياة قبل نزول الرسالات السماوية ويستند هذا المنهج إلى أن العدل هو أساس الحياة وأن الظلم هو أخطر ما يهدد الحياة وتدل الكتابات الفرعونية القديمة على وجود نصوص صريحة بشأن الحقوق والواجبات سواء داخل المجتمع أو فى طبيعة علاقة مصر بجيرانها استنادا إلى القدرة على رؤية الأشياء بعين واحدة لا تلون الأشياء حسب الهوى والغرض. وليت الذين يتشككون فى صحة نبوءة الرئيس السيسى حول قدرة مصر على أن تتحول من كونها «أم الدنيا» إلى دولة عظيمة «قد الدنيا» أن يقرأوا التاريخ جيدا ليدركوا أن ما نحن طامحون فى الذهاب إليه ليس طلبا للمستحيل وإنما نحن نتحدث عن طموح مشروع نملك أدواته بالعلم والجهد والصبر وقوة الإرادة.. وتحيا مصر. خير الكلام: الاندفاع دون تريث أشبه بإطلاق الرصاص دون تصويب! [email protected]@ahram.org.eg لمزيد من مقالات مرسى عطا الله