3 - هناك سؤال لابد أن نسأله لأنفسنا فى هذه اللحظات التى عادت فيها طيور الظلام للإطلال بوجهها القبيح وهذا السؤال يقول: كيف يمكن للشعب أن يكون رقما أساسيا فى المعادلة الصحيحة لمواجهة الإرهاب. والسؤال فى حد ذاته يعكس إحساسا موجودا - بالفعل - فى الشارع المصرى الذى تجاوز كل حدود الضيق والغضب مما تصنعه هذه الجماعات المتطرفة ضد أمن وسلامة واستقرار الوطن والمواطنين. وبادئ ذى بدء أقول: إن السؤال الذى ينبغى طرحه يجب ألا يكون قصرا على كيفية المشاركة الشعبية فى مواجهة الإرهاب، وإنما ينبغى أن يكون السؤال أولا هو: هل يمكن أن تتغلب جهود وإجراءات أجهزة الأمن وحدها على هذا الخطر. والجواب فى اعتقادى هو كلمة «لا» لأننا لو تصورنا ذلك للحظة نكون قد أخطأنا كثيرا فى الحساب! إن أجهزة الأمن تتحمل مسئولية القيام بدور المقدمة والطليعة التى تتصدى لهذا الخطر بحكم ما تملكه من إمكانات وما يتوافر لديها من معلومات ولكن ساحة المواجهة أوسع وأشمل من أن تستطيع أجهزة الأمن وحدها أن تسيطر عليها وأن تصل إلى كل خباياها! بوضوح شديد أريد أن أقول: إن هذا الخطر الذى يتهددنا ليس عدوا واضح المعالم يمكن رصد خنادقه ومواقع وحجم تشكيلاته وإنما هو خطر غير مرئى ومواقعه التبادلية متعددة! ومن هنا تجئ أهمية المشاركة الشعبية التى يصعب فى غيابها القول بوجود قدرة على اقتلاع هذا الخطر تماما ومن جذوره! إن المشاركة الشعبية التى أعنيها تبدأ من داخل كل بيت ومن قلب كل أسرة لحماية الأبناء من خطر الوقوع فى براثن أولئك الذين يجيدون مهمة تسميم العقول وتلويث الأفكار! إن كثيرا من الذين تسممت عقولهم وضعفت أنفسهم أمام الإغراء المادى والتحريض الفكرى باسم الدين جرى اصطيادهم وتجنيدهم دون أن يبدو فى الأمر أى شبهة تثير مخاوف الأهل والأسرة فمن ذا الذى كان يمكن أن يخشى على أبنائه من التردد على المساجد والزوايا والاستماع إلى دروس يفترض أنها تدعو للخير. وإذن فإن البيت والأسرة يمثلان حجر الزاوية فى مهمة التصدى الوقائى لخطر الإرهاب الأسود! وغدا نواصل الحديث.. خير الكلام: الخيوط السوداء لا تنتج ثوبا ناصع البياض ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله