1 أعتقد أن أخطر ما يمكن أن نواجهه فى هذه الأيام هو محاولات البعض للخلط بين الثوابت والمتغيرات وعدم التفرقة بين ما هو مدبر ومخطط بكل أدوات التآمر وبين ما هو تلقائى بحكم التراكمات والاختلالات والسلبيات الذى يجرى الدق على طبولها فى الخارج ويرقص العملاء على أنغامها فى الداخل ! خطير جدا أن يمارس البعض عمدا أو عن غير قصد سياسة تسميم العقول وتشتيت الانتباه بالمبالغة فى طرح اجتهادات وتفسيرات تستهدف إيجاد الأعذار وتقديم المبررات لمن ينزلقون بوعى أو بغير وعى فى شباك الإرهاب الأسود الذى كشفت جرائمه الأخيرة عن مدى الانحطاط و الخسة والنذالة وانعدام الحس والضمير الوطنى والإنسانى لكل من حرض أو خطط أو شارك فى تنفيذ هذه الجرائم. إن الإرهاب أيها السادة هو الإرهاب ولا ينبغى أن نلصق به أى مسميات أخرى أو نتفلسف لتبرير دوافع مرتكبيه! إن الذين يتحدثون عن البطالة ويسرفون فى الحديث عن المناطق العشوائية ويذرفون دموع التماسيح عما يسمونه بغياب السياسة لصالح الإجراءات الأمنية وحدها ينسون أن جذور هذا الإرهاب الأسود تمتد إلى ما قبل أن تعرف بلادنا هذه الظواهر بسنوات طويلة! لماذا لا نسمى الأشياء بمسمياتها الصحيحة ونعلن بكل الوضوح أن الفكر الذى هيأ الأجواء لاغتيال أحمد ماهر رئيس وزراء مصر عام 1941 هو نفس الفكر الذى هيأ نفس الأجواء لاغتيال الرئيس الراحل أنور السادات عام 1981.. فقط تغير الأشخاص.. القتلة والشهداء! وعلى مدى الأعوام ال 74 الأخيرة تغيرت حكومات وزعامات وتبدلت سياسات واستراتيجيات وحدثت طفرات وتحولات كبرى ولكن شيئا واحدا بقى على حاله وهو الإطار الفكرى لمن لا يؤمنون بالحوار سبيلا ولا يعرفون غير الرصاص والبنادق والمتفجرات لغة يتصايحون بها ويسعون لإرغام الناس على القبول بها! وإذا كانت بعض مراحل عمل الإرهاب الأسود التى جسدتها جرائم بشعة فى الأربعينيات والخمسينيات والستينيات قد تمت تبرئتها من تهمة العمالة والرضوخ للتحريض والتمويل الأجنبى برغم أن هناك شكوكا وظلالا كثيرة تحيط بهذه التبرئة إلا أن ما يجرى الآن قد بات ثابتا ومؤكدا أنه جزء من مخطط أجنبى تتوافر له كل عوامل التحريض والتمويل من خارج الحدود. وغدا نواصل الحديث خير الكلام: الحقود يتعذب مرتين.. مرة وهو ناقم وأخرى وهو شامت ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله