لم تعرف مصر علي طول التاريخ مثل هذه المشاهد الدموية التي تخاصم العقل والمنطق وتتصادم مع الدين والوطنية ولا تتوافر لها أية تبريرات مقبولة أو مقنعة يمكن أن ينطق بها من امتهنوا حرفة التحليل السياسي في السنوات الأخيرة. مستثمرين أوضاع الفراغ السياسي وسيولة الحالة الأمنية والمجتمعية في التوظيف الخاطئ للحريات العامة والخاصة! إن هذه المشاهد المفجعة التي بلغت ذروتها بجريمة اغتيال 25 جنديا من جنود الأمن المركزي وجريمتي كرداسة وأسوان تكشف عن أبعاد تتجاوز حدود الادعاء بالانتقام لمن راحوا في محاولة الهروب قرب سجن أبو زعبل أو الرد علي اعتقال محمد الظواهري وتشير دون مواربة إلي مخطط لاستدراج الدولة وقواتها المسلحة نحو حرب مفتوحة مع هذه العناصر التكفيرية التي تمثل الورقة الأخيرة في لعبة السعي لإيجاد ذريعة تخدم من يخططون لتدويل الأزمة المصرية. والحقيقة أنه علي عكس ما تريد أدوات الداخل المدعومة بقوي التمويل والتحريض من الخارج فإن الشعب المصري لم يرتعب من هذه المشاهد الدموية وإنما علي العكس ازداد اصطفافا خلف الجيش والشرطة وعزز من القدرة الذاتية للوطن لإفشال رهان الدفع بالبلاد صوب حرب أهلية وانقسام مجتمعي! ومعني ذلك أن الذين مازالوا يراهنون علي ورقة تجييش المجتمع الدولي بقيادة أمريكا والاتحاد الأوروبي ضد متغيرات ما بعد ثورة 30 يونيو سوف يدركون خطأ رهانهم لأنه مهما حصدوا من تعاطف دولي مشبوه الدوافع فإن ذلك لن يعوضهم عن الخسائر الهائلة الناجمة عن التأييد الشعبي لخارطة الطريق الأخيرة والذي يتحصن ويتدعم ويتقوي بدعم الدول العربية الرافضة لمحاولات نشر الفوضي في مصر والتي أسهمت بمواقفها الواضحة في كشف وتعرية الكارهين لمصر والشامتين فيما يجري علي أرضها. خير الكلام: قل للشامتين بنا أفيقوا غدا سيلقي الشامتون كما لقينا! http://[email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله