يصدر قريبا عن دار النهضة العربية ببيروت ديوان للشاعر والمسرحى اللبنانى بول شاؤؤل بعنوان " دفتر سيجارة". يقول شاؤول فى ديوانه:" كان يدخٌن مائة سيجارة تقريبا فى اليوم. مائة شمس تشرق وتنطفئ بين أصابعه. مائة سيجارة من صنف واحد. وكل سيجارة بنكهة مختلفة. فأول سيجارة ليست كالثانية ولا كالثالثة ولا كالأربعين أو ما بعدها: كل سيجارة تأخذ طعمها من كل شيء: تأخذ من الصبح نقاءه، ولا مانع عطر زهرة أو هديل اليمام. وتأخذ من الظهيرة قوتها وعنفها وإصرارها كميزان عدالة معلق فى القبة السماوية. ومن الليل هدوءه. طعم العتمة أو عبق الكتب أو شميم النساء العابرات فى المقهى، ومن الشارع. روائح الأصوات والجلبة والسوق وحتى الخضار والواجهات والملابس: شميم الشارع عندما تختلط روائح الأرصفة بروائح الناس. وتّنّنّشقّها كلها فى مجة سيجارة أشعلتها وسط الرصيف وأبقيتها فى فمك على امتداد خطاك." 100 مقطع شعرى عن عدد السجائر التى يدخنها الشاعر يوميا ، ليسجل فيها تلك العلاقة الفريدة بين المدخن وتبغه ، مثلما أثبت سابقا الشاعر الكبير أدونيس علاقته بالنرجيلة أو الشيشة فى قصيدة بديعة بعنوان " المداعة " الاسم اليمنى للشيشة. يذكر أن الشاعر بول شاؤول أصدر العديد من المجموعات الشعرية منها: أيها الطاعن فى الموت, بوصلة الدم, وجه لا يسقط ولا يصل, الهواء الشاغر, أوراق الغائب ، كشهر طويل من العشق.