أكدت الدكتورة منى حجاج، أستاذة الآثار اليونانية بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية، أن الأبواب الجنائزية تُعد أحد أهم العناصر الزخرفية المميزة للفن الجنائزي السكندري، حيث كانت تُنحت أو تُرسم لإغلاق الفتحات داخل المقابر، في إشارة رمزية لحدود العالم الآخر. وأضافت خلال ندوة نظمتها جمعية الآثار بالإسكندرية بعنوان "تصوير الأبواب المغاربة في الفن الجنائزي السكندري"، أن النوافذ الوهمية التي ظهرت في مقابر الإسكندرية، وخاصة في مقابر الشاطبي، جاءت متأثرة بالطراز المقدوني، حيث تتخذ شكل فتحة يحيط بها عمودان جانبيان في محاكاة للعمارة اليونانية الكلاسيكية. وأوضحت حجاج أن هذه النوافذ لم تكن أبدًا فاصلاً بين الحياة والموت، بل كانت جسرًا يصل بينهما، إذ اعتقد السكندريون أن المتوفى يمكنه أن يرى من خلالها أحباءه، فيتجدد التواصل الرمزي بينهما. واعتبرت أن هذا المفهوم يعكس "اللوچينيزم السكندري"، الذي امتزجت فيه المعتقدات المصرية القديمة بالفكر الهلنستي، ليظهر في هيئة نافذة شبه مفتوحة داخل المقبرة تمنح الإحساس بالحضور واستمرارية الروح.