■ بقلم: زكريا أبوحرام توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي للهيئة الوطنية للانتخابات بالتدقيق التام في فحص الأحداث والطعون واتخاذ القرارات التى ترضى الله، وتكشف الإرادة الحقيقية للناخبين، وإعلاء الشفافية، وعدم التردد بالإلغاء الكامل أو الجزئى فى دائرة أو أكثر، وإجراء الانتخابات الخاصة بها لاحقًا، أثلجت جموع الناخبين الذين يضعون أصواتهم في صناديق الانتخابات، أملا فى إفراز نواب يعبرون بصدق عنهم وعن آمالهم، رافضين وصول من يسعى لدخول البرلمان لتحقيق مصالحه الشخصية. وقد جاءت استجابة الهيئة سريعًا، وألغت الانتخابات فى 19 دائرة، ويبدو أن توجيهات الرئيس فتحت شهية الناخبين الذين سارعوا بالمطالبة بالمزيد، فمنهم من تساءل، وهى بالمناسبة «أسئلة مشروعة»، لماذا الإلغاء على المقعد الفردى فقط، فالخروقات واحدة على المقعد الفردى وعلى القائمة، فالناخب له صوت واحد، يشمل القائمة مع الفردى فى نفس الوقت، ووصل سقف البعض منهم للسؤال عن مدى إلغاء الانتخابات بالكلية فى كل الدوائر. وطرح بعضهم العديد من الأسئلة، من بينها لماذا لم يتقدم المرشحون بطعونهم إلا بعد توجيهات الرئيس، ولماذا لم ترتفع أصواتهم بقوة معلنين أن هناك عوارًا وخروقات حدثت بالصوت والصورة، وهى الأحداث التى شهدتها بعض الدوائر وتابعها الرئيس، فإذا كان الواحد منهم لا يستطيع أن يدافع عن حقه حتى يحصل عليه، فكيف سيطالب بحقوق المواطنين، ومن بين الأسئلة المشروعة: لماذا لم تقم الهيئة بهذا الدور وهى المنوطة به قبل أن يصدر الرئيس توجيهاته؟ والسؤال الأهم لماذا لم تبرز وسائل الإعلام ما يجرى على أرض الواقع دون تزييف أو تجميل من خلال برامج التوك شو الليلية التى لا تغيب عنها «دبة النملة»، كما يقولون؟ لقد وصلت الأحداث التى شهدتها بعض الدوائر فى منافسات المرشحين إلى الرئيس من خلال وسائل التواصل الاجتماعى، فى الوقت الذى كانت تشيد هذه البرامج بنزاهة الانتخابات، وأن كل شيء يسير على ما يرام، وأنه لا يوجد ما يعكر صفو الانتخابات، وأنها تسير بشفافية معبرة عن الإرادة الحقيقية للناخبين.