بعد أن كنس الشعب والشباب الفساد والظلم.. فسقط النظام ومن معه من وزارة وحزب والبقية آتيه لا ريب.. وبعد الاحتشاد فى يوم جمعة النصر لتأبين الضحايا والاحتفال بالنصر وتأكيد مطالب الثورة.. قرر الشباب أن يستمروا فى مسيرة التنظيف فلم يرضوا أن يرحلو من ميدان التحرير إلا بعد أن يحرروه من القذارة، فارتدوا القفازات والكمامات وأمسكوا المكانس وفرش الطلاء فكنسوا الميدان حتى أصبح الأسفلت كالرخام وطلوا أعمدة النور وطلوا السور بلون أخضر فبدا وكأنه زرع أخضر ناضر.. ولم يكتفوا بذلك بل أخذوا يطلون حواف الرصيف طوبة بيضاء وطوبة سوداء وبعد أن ازدان الميدان بدأ الشباب يتساءلون أى شارع ينظفون؟.. فكلما وجدوا شارعا قذرا أحالوه نظيفا حتى فرغوا من نظافة شوارع وسط البلد.. فبدأوا يتتبعون القذارة فى شوارع أحيائهم، وما فعلوه فى الميدان فعلوه فى كل مكان وصلوا إليه بمكانسهم وبفرش الطلاء.. ونجحوا فيما لم تنجح فيه شركة محلية أو أجنبية من شركات النظافة وأعطوا درسا مفيدا للكناسين المحترفين، ولهيئة النظافة بل ولوزارة البيئة ذاتها.. وليؤكدوا بذلك أنهم عازمون على إبعاد كل قذارة فى طريقهم من فوق سطح الأرض.. وهكذا كنس الشعب طريقه.