لا عمل لنا هنا فى درب الفشارين سوى الفشر طول العام .. ولأن الفشر أصبح هو الحقيقة الثابتة فى زماننا هذا ، خاصة طوال الفترة الماضية من العام الجارى – والذى انقطع نفسه من الجرى - قررنا نحن أحفاد أبو لمعة الأصلى واجتمعنا على ان نتجنب الفشر في رمضان لنخرج منه بمغفرة تمحو ما اقترفناه من فشر طوال الأشهر الماضية. ولما كان واجب علينا ألا ننقطع عن التواصل معكم كل ثلاثاء قررنا ان نتحرى الصدق في كل ما نكتبه وننقله لكم من خلال درب الفشارين .. ولكن هل ستتحملون صدق الفشارين ؟! الله اعلم .. هل سيقبل المسئولون نقد الفشار إذا صدق؟ الله اعلم عموما سأنقل لكم الاّن أول حوار أجريته وأنا صائم .. في أول أيام الشهر الكريم ،وبينما كنت خارجا من المسجد بعد صلاة الجمعة، إذا بى ألتقى وجها لوجه مع الصديق خيرت الشاطر نائب مرشد الإخوان المسلمين ،الذي نظر لي وهو يتمتم بكلمات لم اسمعها ،وكأنه يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم لرؤيتي. قلت له : حرما يا خيرت بيه .. فقال : كيف أقول لك جمعا وأنت فشار يا عم أبو طقة ؟! .. قلت : ربما نجتمع فى الجنة ذات يوم فأنت لا تعلم الغيب يا مولانا .. قال من قال لك إننى لا أعلم الغيب أيها الفشار .. هل نسيت أنني أنا الذي قرر أن يكون مرسى هو رئيس مصر ورشحته للرئاسة رغم أن الجميع لم يتوقع فوزه إلا أنا ؟!..قلت : وهذا الأمر جعلني أتعجب من ثقتك بفوز مرسى بالرئاسة , لكن هل كنت تتوقع ما يحدث الآن من سيناريوهات لإفشال الرئيس ومنعه من إنجاز مشروعه النهضوى ؟! .. قال : نعم توقعت كل هذا وأكثر .. قلت :اللهم إنى صايم .. وكيف ستتعاملون مع هذا المأزق ؟! .. قال : الرئيس هو مرشحنا شئتم أم أبيتم وهو ابن الجماعة وواحد من قادتها ، ونحن لا نتعاطى مع الأحداث كما يتعاطى العامة .. قلت : اللهم إنى صايم .. وكيف تتعاملون إذن ؟! .. قال :كان هناك شيخ صالح حكيم يجلس على ضفة النهر يتأمل الجمال المحيط به ، وإذا به يلمح عقربا وقد وقع فى الماء وأخذ يتخبط محاولا النجاة من الغرق .. قلت : اللهم طولك ياروح .. لاحظ ياعم خيرت إنى صايم، وحرارة الجو تدفعنى لزيارة كولدير المسجد والتعامل معه .. يعنى هات من الاّخر .. قال : اسمع ولا تقاطعنى أيها الفشار .. انت فاكرنى مصدق إنك صايم وإلا إيه ؟! .. المهم ياسيدى ولاسيدك إلا انا.. قرر الشيخ أن ينقذ العقرب من الغرق، فمد يده إلي العقرب لكنها لسعته فسحب الرجل يده صارخا من شدة الألم .. ولم تمض دقيقة حتى مد يده مرة ثانية إلى الماء لينقذ العقرب الذى لسعته أيضا فسحب يده صارخا من شدة الألم .. ولم تمر دقيقة أخرى حتى مد الرجل يده للمرة الثالثة محاولا إنقاذ العقرب من الغرق فلسعته ايضا واخرج يده صارخا وهنا قاطعته قائلا : ألم يتعظ شيخك هذا من المرة الاولى ولا الثانية وراح يكرر للمرة الثالثة .. شكله شيخ غاوى لسع –اللهم انى صايم يعنى ياعم خيرت – ألا يعلم ان العقرب يلسع؟! قال : لقد لمحه رجل وقال له كما تقول أنت بل ووبخه على تكرار فعلته إلا ان الشيخ ظل يحاول حتى نجح فى إنقاذ العقرب وأخرجه من الماء ووصل به لبر الامان ثم سار ناحية الرجل الذى وبخه وربت على كتفه وقال له يا بنى من طبع العقرب أن تلسع ومن طبعى أن أحب وأعطف.. فلماذا تريدنى أن أسمح لطبعه أن يتغلب على طبعى .. نحن نتعامل بأخلاقنا لا بأخلاق الاّخرين !! .. فقلت له : انت تريد ان تقول لى إنكم كنتم تعلمون بكل تلك المصاعب التى يمر بها الاخوان والرئيس محمد مرسى قبل أن تقع ولكنكم تتعاملون معها على طريقتكم أو طريقة هذا الشيخ الملسوع –اللهم انى صايم .. قال : نعامل الناس بطباعنا لا بطباعهم مهما كانوا ومهما تعددت تصرفاتهم وردود أفعالهم المقصودة وغير المقصودة التى قد تجرحنا وتؤلمنا فى بعض الأحيان ولا نأبه نحن بكل تلك الأصوات المطالبة بترك صفاتنا الحسنة لمجرد أن الطرف الآخر لا يستحق تصرفاتنا النبيلة .. قلت له لكنكم لستم ملائكة فنحن أحيانا نندم على معاملتنا لأناس نظن أنهم لا يستحقون معاملة طيبة. فقال : هذا الندم غير صحيح ياعم أبو طقة فكما قلت لك نحن فى الاخوان نعامل الناس بأخلاقنا لا بأخلاقهم .. قلت : هذه سياسة النفس الطويل إذن التى تنوون من خلالها السيطرة على الحكم فى مصر؟! .. قال : انت رجل غبى وأنا صائم الاّن ولن أجادلك! قلت :بما انك صائم ما رأيك فى أحمد عز أمين تنظيم الحزب المنحل؟! قال : هو اقتصادى عظيم ورجل تجارة من طراز فريد .. قلت: الناس يشبهونك به دائما.. قال : هذا يسعدنى ولكنى لا أحب أن اكون مكانه فى السجنقلت: وما رأيك فى أحمد شفيق ؟!..قال :رجل دولة محنك وكان من الممكن ان يكون رئيسا عظيما.. قلت : وماذا عن علاء مبارك ؟! قال: كان ينافسنا فى البيزنس ولم يعادينا أبدا.. قلت : وماذا عن المرحوم عمر سليمان؟! قال : سليمان خدم الوطن ويستحق جنازة عسكرية .. قلت : وبما انك صائم ما رأيك فى مبارك ؟! قال : انت تستغل صيامى لأنك تعلم أننى لن أخوض فى سيرة أحد إلا بالخير وسنقرأ على صفحات «فيتو» اننى قلت إن احمد عز هو مثلى الأعلى .. اتركنى فى حالى أيها الفشار اللهم انى صايم. قلت : لا تقلق فلن أنشر هذا الكلام فقال لى : قول وحياة صيامى .. قلت : وحياة صيامى لن أنشر هذا الكلام وكل عام وانتم بخير ورمضان كريم !!