حرصت في الأشهر الماضية على متابعة الأحداث الدامية التي تدور على الأراضي السورية .. فهذا البلد العربي الجميل تربطني به علاقاتي الوطيدة ببعض الأصدقاء هناك من شخصيات عامة وإعلاميين وقادة بالإضافة إلى أصدقائي الفشارين في جبال سوريا الذين لم يسلموا من الأذى الذي لحق بهم جراء هجمات جيش بشار الأسد ونظامه .. وكانت فى نفس الوقت تربطني بعائلة الأسد علاقة وطيدة تمتد إلى أيام الرئيس السابق حافظ الأسد والد بشار الرئيس الحالي .. كان بشار صبيا صغيرا يتمسح فى جلبابي عندما أكون داخل القصر الرئاسي لوالده كي يستمع منى للفشر المصري وها هو قد أصبح فشارا كبيرا يحكم دولة بحجم سوريا الشقيقة .. ولأنني أعرف تاريخ بشار وعائلته قمت بالاتصال بالسيدة أسماء الأسد سيدة سوريا الأولى التي رحبت بى وبدأت في الشكوى مما يدور في سوريا من أحداث دموية وطلبت منى زيارة بلدها كي أحاول التهدئة بين الطرفين.. المعارضة ونظام زوجها بشار .. فطلبت منها رقم الهاتف الخاص ببشار واتصلت به فجاءني صوته مرحبا ودعاني لزيارته وبالفعل ساعدنى لأدخل سوريا بعد رحلة استغرقت يومين مررت خلالها على العراق ثم تركيا ثم جبال لبنان, الأمر الذي جعلني أتخفى كي لا يعطلنى أصدقائي ومعجبينى في تلك الدول عن إتمام رحلتي .. المهم أنني دخلت الأراضي السورية ووصلت لقصر الأسد الرئاسي ليستقبلني بشار بالعناق والترحاب إلا أنني فاجأته باللوم والعتاب لما يدور من أحداث على الاراضى السورية فقال لي : هل أنت معنا أم ضدنا يا عمو أبو طقة؟! .. قلت : أنا مع الحق يا بشار يا صاحبى .. قال : إذن أنت معنا .. فنحن أصحاب الحق ونحن أسياد هذا البلد.. قلت : وهل ورثته عن أجدادك؟! .. قال : نعم ورثته عن اجدادى وحاول أن تحترم نفسك وأنت فى حضرتي فأنا الآن رئيس سوريا وليس الفتى الذي كنت تداعبه وتفشر عليه.. قلت : هل نسيت أن عائلة الأسد هذه ليس لها انتماء ولا أصل في سوريا؟! .. قال : كيف هذا أيها المخرف؟! .. قلت : إن أصل عائلتك يعود إلى أصفهان الإيرانية ثم جاءوا إلى سوريا مرورا بتركيا فسكنوا اللاذقية وكانوا فقراء يتلقون الصدقة فأكرمهم أهل سوريا وكان أهل القرية التي نزل إليها أجدادك يعطفون عليهم .. فمن كانت عنده فضلة أثاث أعطاها لهم ومن كانت لديه فضلة كساء كساها إياهم وكذلك الطعام حتى سمى بيت جدك الكبير ببيت الحسنة أي موضع الصدقة واستمر حال عائلتك هكذا حتى برز من أحفادهم والدك (حافظ سليمان الوحش ) الذي لقب بعدها بالأسد .. قال : كلامك هذا يعنى أن الأسد ليس اسم عائلتي يا أبو طقة؟! .. قلت : وهل هذه فقط هي التي أتعبتك بين كل ما ذكرته لك؟ .. نعم يا سيدى فقد كان لقب عائلتك الوحش وليس الأسد ودعني أكمل لك تاريخ عائلتك.. قال: أكمل فأنت رجل فشار ولن يصدقك أحد .. قلت : كان والدك حافظ الوحش أو الأسد هو أول أحفاد جدك الذين تلقوا التعليم وحاول بكل الوسائل دخول الكلية الحربية حيث لم يكن له أصل ولا ظهر فادعى انتماءه للطائفة العلوية وحزب البعث حتى دخل الكلية الحربية بالفعل وتدرج فيها حتى وصل للرئاسة عن طريق الانقلاب العسكري وبعدها تنصل من حزب البعث ومن العلويين أنفسهم الذين تحتمي بهم أنت الآن ولا يدركون تاريخك الحقيقي .. قال : كف عن هذا الهراء أيها الفشار وكفاك سردا للأفلام المصرية الهابطة وإلا أمرت باعتقالك.. قلت : أنت رجل دموي بالوراثة ولذلك قتلتم أكثر من خمسة عشر صحفيا أجنبيا على أراضيكم .. قال : وسنقتلك أنت أيضا إذا رددت هذا الكلام الفارغ خارج هذا القصر .. قلت : ( أسدُ علىَّ وفى الحروب نعامةُ ) .. قال : أسدُ عليك وعلى اللي خلفوك يا أبو طقة .. قلت : أنا أهرج معك يا بشار .. فأنت مثل ابني .. قال : يعنى اعتبر كل ما قلته هذا فشر ؟! .. قلت : أكيد فشر يا حبيبى وأنا الآن أريد العودة إلى مصر سالما لو سمحت .. قال : لن أتركك ترحل حتى تقول لى ماهى رؤيتك لما يدور في سوريا .. قلت : ربنا يكون في عونك وينصرك على هذه الفئة الضالة التي تعاديك وتريد الخلاص منك ومن ظلمك ? أقصد حكمك ? يا بشار بيه .. قال : أرأيت هؤلاء الخونة والمرتزقة والشبيحة الذين يناهضون حكمي بدعم من أمريكا وإسرائيل ؟! .. قلت : دعم من أمريكا ممكن .. لكن من إسرائيل أشك.. قال : إسرائيل هي عدونا الأول وأنا الوحيد الذي أناضل ضدهم منذ وفاة جمال عبد الناصر .. فكل الحكام العرب بعد ذلك كانوا يخونون أوطانهم وكانوا عملاء لدى إسرائيل بما فيهم رئيسكم الحالي محمد مرسى الذي يريد أن يفتح سيناء للفلسطينيين ليرضى إسرائيل .. قلت : بالتأكيد ياريس فأنت المناضل الوحيد والدليل أن الجولان عادت إلى سوريا بعد معركة كبرى وكفاح طويل منك ضد إسرائيل .. أليس كذلك ؟! .. قال : لا لا فالجولان لم تعد بعد .. قلت : إذن أنت تتركها لإسرائيل كي تعرفهم أنك الأكرم والأكثر عطاء يا سيد الناس.. قال : هو كذلك يا أبو طقة فنحن أهل الكرم والعطاء.. قلت : عموما إذا انتصر عليك هؤلاء الذين تصفهم بالشبيحة فنحن نفتح لك أزرعنا في مصر .. قال: وهل تقبل مصر لجوئي السياسي يا أبو طقة ؟! .. قلت : لا ليس كذلك ولكننا سنقبلك كي تعمل معنا في درب الفشارين فأنت فشار كبير ياعم بشار .. وهنا أمسكني من رقبتي وقال لي : سوف أغمض عيناي وأريد أن افتحها ولا أراك في سوريا كلها وإلا أمرت بذبحك أيها الفشار الوقح!!