درب الفشارين نسخة من مصر المحروسة .. فيها العالم والعابد.. «أبو دقن» وأبو سكسوكة وأرباب «التاتو» .. الليبرالى والمتأسلم والمستسلم.. البيه والبواب.. الدكتور والجزار والشاعر والفاجر وابن السبيل.. وأحمد ومنى ومينا وسلسبيل.. زورونا تجدوا ما يسركم، لكنكم أبدا لن تجدوا الصادق... فهذه المساحة ممنوعة إلا على أحفاد أبو لمعة الأصلى. يستضيفهم : حسن شاهين شيمون بيريز رئيس دولة إسرائيل الشقيقة _حسب تعبير رئيسنا محمد مرسى فى خطابه الشهير _ يسمع عنى كثيرا، وعن ائتلاف الفشارين الذى أترأسه على مستوى العالم، كما اعرفه أنا جيدا منذ زمن بعيد، لكننا لم نلتق أبدا وجها لوجه، رغم أننا نتبادل التصريحات حول الصراع الدائر فى المنطقة .. كانت أمنية بيريز الذى بلغ من العمر أرذله ان يرى كبير فشاري مصر والعالم، قبل أن يترك الدنيا .. وأرسل أكثر من طلب للقائي، وأنا أرفض بشدة لكونى أرفض التطبيع مع اسرائيل , إلا أن الصدفة حققت أمنية الرجل دون سابق انذار، فقد كنت مدعوا على حفل عشاء أعده خصيصا صديقنا أوباما لأصدقائه المقربين،الذين دعموه فى الحفاظ على مقعد رئاسة أمريكا للمرة الثانية بجهودهم معه فى الانتخابات الامريكية الاخيرة، وكان من ضمن هؤلاء بيريز الذى كان يروج له لدى اللوبى اليهودى فى امريكا كما كنت أنا ادعو الجاليات المصرية والعربية للتصويت لأوباما. أثناء الحفل ربت أوباما على كتفى وقال لى : هناك شخصية مهمة جدا فوجئت بوجودك هنا يا عمو أبوطقة ويريد أن يسلم عليك ويجالسك.. وأخذنى من يدى حتى توقفنا أمام رجل مُسن، عرفت أنه الرئيس الاسرائيلى شيمون بيريز, فسلمت عليه.. وأخذ يقبلنى ويقول: انا النهاردة شفت «النبى يعقوب» وبينما انا أمسح أثر قبلاته على خدى وجبينى، قلت له : عليه السلام .. إزيك ياعم بيريز. قال : أهلا ياأبوطقة بيه.. أنا كان نفسى أشوفك من زمان، ووجهت لك اكثر من دعوة فى اكثر من مناسبة ولكنك لا تأتى .. أنا بحب الفشارين خالص خالص.. قلت : الطيور على أشكالها تقع ياشمعون بيه !! قال : أنا اسمى شيمون وليس شمعون !! قلت : هنفشر من أولها .. انت اسمك شمعون وكنت ضابط مخابرات فى الموساد الاسرائيلى، وضحك عليك «رأفت الهجان» الجاسوس المصرى وكشف تجهيزاتكم للمفاعل النووى «ديمونة» وجهاز الاتصال الذى كنتم تتجسسون به على مصر والعالم, وثانيا انت راجل باقيلك شهر وتكمل عامك التسعين يعنى عيب تفشر على كبير الفشارين. ضاحكا قال : كما كنت أتوقعك ياأبوطقة فأنت فى منتهى «اللماضة» كما يقول المصريون .. لكن هذه الشقاوة كانت زمان، فأنا الآن أدعو للسلام، وحاصل على جائزة نوبل، وأدعو العالم أجمع للتلاحم والترابط والعيش تحت مظلة واحدة !! قلت : آه مظلة واحدة, مظلة اسرائيل طبعا ياعمنا.. قال : نفسى أرى هذا اليوم قبل أن أموت ياأبوطقة فأنت لست غريبا.. وسأقول لك ما هو حلم الصهاينة الحقيقى الذى يغفله العالم أجمع، ولكن عدنى بأن يظل سرا بيننا. قلت : فى بير ياعمنا ! قال : سأعقد معك صفقة لو أنهيتها على أكمل وجه، سأجعلك أغنى رجل فى العالم، بل وسأوليك رئيسا على أى دولة تعجبك فى هذه الكرة الأرضية ! قلت : ألهذه الدرجة يا شمعون بيه , وكيف تستطيع ان تجعلنى رئيس أمريكا مثلا، وانت لا تحكم سوى إسرائيل ؟! قال : بعد أن تنفذ لى هذا الطلب سأحكم العالم كله، وتكون اسرائيل هى سيدة العالم، كما يحلم بنى صهيون ودونه اجدادنا فى بروتوكولات بنى صهيون. قلت : أنت لا تستطيع احتلال غزة التى لا تتساوى بمدينة السلام عندنا فى مصر فكيف ستحتل العالم ؟! قال : وهذا هو ما كنت أريد أن أطلبه منك يا ابوطقة،فغزة هذه هى التى تعطل مسيرتنا نحو احتلال العالم, و أنا لم أر فى حياتى شعبا يريد الموت من أجل الحياة إلا الشعب الغزاوى، والغريب اننا كلما اقتربنا من القضاء عليهم، لا يمر عام إلا و نجد شبابا جدد، وبنفس الرغبة فى الموت .. فالسيدات فى غزة لديهن خصوبة لا توجد فى اى سيدة فى العالم، وعندها استعداد للإنجاب بطريقة هستيرية !! .. قلت : هات من الآخر ياعم شمعون وبلاش شغل الصهاينة معايا. قال : لقد وعدنا الإخوان المسلمين بفتح سيناء للغزاوية، فى حال وصولهم للحكم، وعندما ساعدناهم وطلبنا من امريكا ان تسكت عنهم، وأقنعنا مبارك بالتنحى، رغم انه كان رجلنا الاول فى المنطقة لم يستطيعوا فعل ذلك خوفا من هياج الشعب المصرى ضدهم، وعمنا محمد مرسى مقضيها جوابات غرام معى كى انسى ما اتفقنا عليه , ولكن أنت بعلاقاتك مع قيادات غزة تستطيع إقناعهم بالحصول على ما يطلبونه من اموال، كى يرحلوا الى سيناء، وسنبنى لهم قصورا هناك بل ونجعلهم يحكمون مصر باسم الشريعة التى يريد الاخوان تطبيقها عندكم !! قلت: وحتى اذا حدث هذا- افتراضا يعنى- فسيظل الغزاوية يقاومونكم كى لا تدخلوا وطنهم الجديد سيناء أو مصر !! قال: لا.. لا يا ابو طقة.. ساعتها سيصبحون مثل غيرهم، ويكونون قد فقدوا الانتماء للأرض والوطن الذى يتميزون به الآن عن باقى الناس فى العالم، فمعظم الشعوب فقدت الانتماء لوطنها، مثلما حدث فى مصر على يد مبارك, فمعظم الرؤساء والأمراء والملوك فى الدول العربية والعالم يعملون على ذلك، فهم أصدقاؤنا مثل مبارك المتنحى وكذلك مرسى الإخوانجى !! قلت: وماذا عن باقى سكان فلسطين فى الضفة الاخرى ؟! قال: هؤلاء اصدقاؤنا ورئيسهم محمود أبو مازن حليف لنا وينتظر «الأوردر» فقط ! قلت : لكن بشار الأسد لن يترككم تمرون من سوريا ! ضاحكا قال : بشار رجُلنا فى سوريا، ومنطقة الشام، والدليل انه لم يطالب بإخلاء الجولان منذ جلوسه على كرسى الرئاسة !! قلت : إذن شوفلى كام ألف شيكل أمشى بيهم نفسى، حتى أبدا العمل على تحقيق حلمك وحلم حكماء بنى صهيون ! قال بعد أن اخنف صوته : من فين ياحبيبى .. انت عارف البير وغطاه .. لما تخلص هتاخد كل اللى انت عايزه !! فقلت فى نفسى : يهودى يهودى.. يعنى !!