استقبلتنى السيدة سوزان مبارك فى بيتها قبل يومين عندما ذهبت إليها للاطمئنان على صحة الرئيس المخلوع وتقديم التهنئة بمناسبة عيد ميلاده فرحبت بى وجلسنا فى الصالون المدهب.. قالت والدمعة تفر من عينيها: يرضيك كده ياعم أبوطقة أن عيد ميلاد الرئيس يمر دون احتفالات؟!!.. قلت: معلش ياهانم هى الأيام كما تعلمين دول.. من سره زمن ساءته أزمان!!.. قالت: على العموم الرئيس مبسوط لأن الأمور ماشية كما نريد هذه الأيام!!.. قلت: وهل مازالت لكم إرادة تفرضونها على الشعب؟!!. قالت: «شكلك كده مش عايش فى مصر ياعم الفشار!!.. قلت: عايش وخايف ياست هانم!!.. قالت: إذا كنت تخاف علينا فلا تقلق.. أما إذا كنت تخاف على الشعب فأنت حر!!.. قلت: أنا صديق قديم للعائلة يا أم علاء لكنى أنتمى للشعب أكثر!!.. قالت: أنت لست غريبا ياأبوطقة بيه.. فقد أمسكنا بكل خيوط اللعبة لدرجة أن شعبك هذا بات لا يفهم شيئا وحتى من يهيء لهم أنهم يملكون زمام الأمور فى مصر حالياً ما هم إلا مجموعة «دمي» نحركها كيف نشاء.. ألم تلحظ أن أحداً لا يتحدث عن مبارك أو سوزان أو حتى جمال ولا علاء؟!! ألم تر أن أحداً لا يبحث عن الأموال المهربة وعن اللصوص الذين سرقوا البلد كما تدعون.. ألم تلحظ أنكم أعطيتمونا فرصة ذهبية بصراعكم على كرسى الحكم كى نتخلص من كل ما اتهمتمونا به؟!!.. وهنا قلت لها: لا تكملى ياست الكل ولا تقولى أن مبارك سوف يخرج براءة فى الجلسة القادمة!!.. قالت: إذا كنت تفهم غير ذلك فأنت لا تستحق أن أضيع معك ولو دقيقة.. وإذا كنت تظن أن رئيساً سيحكم مصر دون أن نعطيه الضوء الأخضر فأنت لا تستحق منصب كبير الفشارين لذا انتهت الزيارة!! وهنا ضربت كفاً بكف وقلت: فعلاً يموت الزمار ورجاله تلعب.. ثم رحلت!!