كان لا يمر يوم أثناء الثورة، وقبلها دون أن يدلي بتصريحاته.. سواء في الجرائد، أو من خلال قنوات تليفزيون الحياة التي يمتلكها.. إنه الدكتور «سيد البدوي» رئيس حزب الوفد، الذي غاب عن المشهد السياسي فجأة، بعد أن عودنا علي ظهوره عقب كل حدث .. داخل القصر المملوك لحزب الوفد لم أواجه صعوبة في الوصول إلي مكتبه.. دخلت عليه خلسة مقدماً رأسى بالباب، تاركاً باقي جسدي بالخارج.. قلت له: مداااااااد ياسيدي يابدوي.. قال: أهلاً أهلاً بعمنا أبوطقة.. كيف حالك ياكبير الفشارين؟.. لماذا تدخل هكذا مثل اللصوص؟!!.. قلت: لأنني أريد أن أراك علي حقيقتك يازعيم حزب الباشوات «سابقاً»!!.. قال: مازال حزبنا هو حزب الباشوات يا أبوطقة.. قلت:» اعطني «أمارة» علي هذا الكلام.. فحزبكم ليس له موقع من الإعراب الآن، وعاد كما كان أيام المخلوع «لا يهش ولا ينش» ولم تستغلوا الثورة التي ركبها الإخوان والسلفيون.. قال: أنا تعبت من السياسة ياعم أبوطقة لذلك أحضرت محمود أباظة وجعلته زعيماً للحزب «كده وكده يعني» علشان يشيل الحمل عني.. قلت: لكنك لم تتخذ موقفاً واضحاً تجاه أي قضية قومية حتي الآن.. قال: كيف هذا يارجل؟!.. قلت: يعني مثلاً خضت انتخابات قوية ضد أباظة حتي حصلت علي منصب رئيس الوفد، وبعد ذلك عينته زعيماً للحزب.. ثم اشتريت جريدة «الدستور» للإطاحة برئيس تحريرها إبراهيم عيسي، بعدها قمت ببيع نفس الجريدة للحاج رضا إدوارد ثم ظهرت بقوة أثناء الثورة، وبعدها تركتها للإسلاميين وأغلقت هاتفك عن الثوار، ورشحت فلول الوطني لخوض انتخابات مجلس الشعب عن الوفد.. حتي في انتخابات الرئاسة صرحت بأن الوفد سوف يدعم أحمد شفيق، ثم قلت إنكم ستدعمون عمرو موسي وبعدها عقدت مؤتمرا أكدت فيه أنه لا تراجع عن دعم الوفد لمنصور حسن!.. قل لي ياعمنا الباشا.. انت مع مين بالضبط؟!..قال: أنا مع المصلحة.. أقصد البلد ياأبوطقة .. قلت: أيوه أيوه مصلحة البلد صحيح صحيح!! ألا تخشي أن يصفك الناس بأنك متردد وليس لك كلمة وتقول عكس ما تفعل وأنت رجل أعمال وسياسي كبير؟!.. قال: الإخوان والسلفيون «هيجننوني» وكل الحكاية ياأبوطقة أنني كنت أناقش الهيئة العليا للحزب في كل قراراتي ونصوت عليها، وإما أن نصدق عليها أو يتم رفضها، فأنا رجل ديمقراطي ورئيس لحزب ليبرالي.. قلت: هذه هي الحجة غير المنطقية ياسيد «بيه» كل الحكاية أنك تتهرب من المسئولية والدليل ما حدث مؤخراًَ من رفع اسمك كرئيس مجلس إدارة جريدة الوفد لتضع مكانك اسم الدكتور محمد كامل أحد أعضاء الهيئة العليا للحزب.. كل هذا للتهرب من كثرة الرجوع في قر اراتك التي أثرت بالسلب علي الجريدة.. قال: لكن المجلس العسكري راض عني ياعم أبوطقة، «وكلام في سرك» هذا أمر مهم.. قلت: وأيضا رغم كل تصرفاتك العنترية أثناء اندلاع الثورة إلا أن نظام مبارك كان راضياً عنك لأنك في النهاية تنفذ المطلوب «ولا مؤاخذة».. وهنا وقف الرجل وقال لي بكل أدب: الزيارة انتهت يا أبوطقة!!.