بينما كنت فى زيارة لمجلس الشعب، بدعوة من صديقى سعد الكتاتنى، الذى اعتاد أن يستشيرنى فى كل كبيرة وصغيرة من شئون البرلمان.. وأثناء انتظارى فى البهو الخاص بكبار زوار المجلس، إذا بصوت من خلفى يقول: من الذى يسمح بدخول هذه الأشكال للمجلس الموقر!!.. نظرت خلفى لأجد النائب محمد أبو حامد مبتسما خلف نظارته فقلت له : رئيسك ورئيس البرلمان هو من سمح لى بالدخول!!.. وهنا عانقنى أبو حامد وقال لى : منور البرلمان يا عم عرفة.. كان نفسى أشوفك من زمان!!.. قلت له : «ما تشفش وحش».. إيه يا ابنى اللى بتعمله ده؟!!.. قال: ماذا أفعل يا عم عرفة؟!!.. قلت: أراك معارضا فى أى شىء وكل شىء وأظن أنك إذا وقفت أمام المرآة سوف تعترض على ملامح وجهك!!.. ضاحكا قال: لابد أن وتكون هناك معارضة لأى نظام ياعم عرفة وأنا المعارضة التى ستكون صداعاً فى رأس الإخوان والسلفيين!!. قلت: حتي حزب «المصريين الأحرار» الذي احتضنك وصنع منك نائباً قررت فجأة أن تستقيل منه!! قال: السياسة هي فن الممكن ياعم عرفة ولن أفصح لك عما برأسي مهما حاولت!! قلت: لكن هيئة الحزب قبلت استقالتك بالإجماع وكأنهم يقولون لك: «المركب اللي تودي»!! قال: أنا «مرتاح» كده، أريد أن أشعر أنني وحدة مستقلة، وكلام في سرك ياعم عرفة هكذا يمكن أن أتفاوض مع كل التيارات داخل البرلمان، علي طريقتي, وليس علي طريقة أي حزب! قلت له: عموماً اقضي أيامك في البرلمان فلن تصل إليه مرة أخري. قلت: وإيه حكاية رصاصات الخرطوش التى تحتفظ بها فى «جيبك» دائما» وتلوح بها كل يوم فى البرلمان؟!! قال: هذا هو خرطوش الداخلية الذى تم قذفه على الثوار، وأنا كنت أجمعه. واحتفظ به، لهذا اليوم الذى سأكون فيه نائبا وأطالب بالقصاص للثوار!!.. قلت له: لكن هذا الخرطوش سليم ولم يطلق من أى سلاح فكيف أصاب الثوار وهو ليس فارغاً ؟!!.. قال: كلام فى سرك يا عم عرفة أنا نسيت الخرطوش الفارغ فى المنزل أثناء ذهابى للبرلمان فقلت فى نفسى أتصرف فاشتريت خرطوشاً جديداً وأخذت ألوح به فى البرلمان لكن الإخوان والسلفيين «فقسوها».. قلت: وإيه حكاية مجلس قيادة الثورة الذى تريد تأسيسه بعد « الهنا بسنة»؟!!.. قال: ياعم عرفة لازم الناس دى تشعر أننا موجودون باستمرار ونسبب لهم إزعاجا بطريقة دائمة ومتصلة والبركة فى الشباب فهم لا يقولون لا على أى شىء نطلبه منهم!!.. قلت: هذا يعنى أنك تقصد أن الشباب منقاد لسعادة حضرتك دون تفكير باعتبارك «اشبارتكوس» محرر العبيد أم ماذا؟!!.. قال : ليس كذلك يا عمنا وأنا أدعوك أنت ودرب الفشارين للانضمام لنا فى مجلس قيادة الثورة!!.. قلت : لا.. لا.. فهذا لا يجدى» معنا!!.. قال: سوف تندم يا عرفة يا فشار!!.. قلت له: لا لن أندم بإذن الله!!..وهنا تركنى أبو حامد ورحل دون استئذان!!