جاءنى اتصال تليفونى منذ أيام من الرئيس محمد مرسى يطلب منى الحضور إلى مكتبه بقصر الاتحادية فورا ولأمر مهم.. أخذت نفسا عميقا وقلت له خير إن شاء الله يا ريس إيه هو الأمر الخطير؟!.. قال: لما تيجى هتعرف.. التليفون مش هينفع!!.. قلت: الدنيا مطرة يا ريس ارحم أهلى وقل لى إيه الموضوع؟! .. قال: الموضوع خطير ياعم أبوطقة وأنا مرعوب أرجوك تعال بسرعة ولا تتأخر على صديقك مرسى!!.. قلت: أنا خايف أطخ المشوار لغاية الاتحادية ويقولولى الريس تراجع عن طلبه رؤيتك فى آخر لحظة معلش يا أبوطقة!!.. قال: لأ مش هرجع فى كلامى وحياة المرشد بس انت تعال وهتلاقى الناس كلها فى انتظارك أمام القصر!! . قلت ناس مين ياعم الشيخ.. انت عامل حفلة ولا إيه؟!.. قال: أنا أقصد الحرس والخدم والحشم ياعمنا .. حفلة إية اللى اعملها وأنا فى الحالة دى؟!.. قلت: إيه مالك خير؟!.. فصرخ قائلا: تااااانى ياعم أبوطقة.. قلتلك لما تيجى هتعرف كل حاجه!! انتهت مكالمة الرئيس وبدأ القلق يدخل إلى قلبى والتساؤلات لم تنته إلا أننى قررت أن أذهب للقصر فهناك ستكون كل الإجابات بين يدى حتى ولو كان اغتيالى فأنا لا أهاب الموت!! على بوابة القصر وجدت الجميع يتسابق للترحيب بى حتى أدخلونى لمكتب الرئيس مرسى الذى قفز واقفا وجرى ناحية الباب وأغلقه بكل الترابيس والمفاتيح التى وجدها أمامه ثم أجلسنى وجلس أمامى وقال: هل هناك شىء اسمه لعنة الفراعنة بحق وحقيقى ياعمنا ولا دى أوهام تربينا عليها؟!.. قلت له: ليه السؤال ده؟!.. فوقف منهارا وقبض بكفيه على رقبتى وأخذ يهزنى وقال: هو أنا كل ما هسألك سؤال هتقوللى ليه السؤال ده.. انت بتنرفزنى ليه؟!.. ثم هدأ من روعه وأبدى أسفه على فعلته المتهورة هذه وقال: ماتزعلش منى يا أبوطقة بيه فأنا منهار ولازم أجد إجابات لما أنا فيه!!.. قلت: طب هات من الآخر.. أيوة يا سيدى فيه حاجة اسمها لعنة الفراعنة ازيك بقى؟!.. قال: الله لا يطمنك يا شيخ.. طب قوللى: لو جالك الفراعنة فى المنام وهددوك بشىء فهل ينفذونه؟!.. قلت: أكيد هينفذوه.. الناس دى مابتهرجش يا مرسى بيه!!.. قال: الله يلعنك ياشيخ.. طب إزاى نخليهم يرجعوا فى كلامهم؟!.. قلت: انت كده بتهلوس يا ريس.. هات من الآخر واحكيلى بالتفصيل؟!.. قال: حاضر هحكى.. بس أنا خايف منك لتروح تنشر الكلام بتاعى.. اوعدنى إن ماحدش هيعرف ما سيدور بيننا!!.. قلت: حاضر.. سرك فى بير يا أبو أحمد!!.. قال: شوف ياسيدى ولا سيدك إلا أنا.. أنا شفت فى المنام إن رمسيس التانى والفراعنة اللى مرسومين على الجنيه كلهم وحتشبسوت والشلة دى كلهم داخلين عليا القصر وزعلانين منى وهددونى بإنهم سينتقمون منى باعتبارى حفيدا فرعونيا عاقا لأجداده ورأيت الأربعة الفراعنة المرسومين على الجنيه مكشرين فى وشى فقلت لهم ماذا بكم يا أجدادى؟ فقالوا أنت عوّمت الجنيه يا مرسى ومرمغت بكرامتنا الأرض ولم تحترم تواجدنا عليه!!.. فقلت لهم: معلش بس استحملوا حتى نحصل على القرض من صندوق النقد وبعدها هتنتعشوا تانى!!.. قالولى: انت خلاص يا مرسى انتهيت قبل أن تبدأ وسوف تصيبك لعنتنا انت وإخوانك المتأسلمين أجمعين!!.. بينى وبينك يا عم أبوطقة أنا حاولت أهددهم برضو وأعمل منظر وأنا بحلم فقلت لهم: أنا مش باتهدد وسوف أضع على الجنيه صورة المرشد بدلا منكم إذا لم تصبروا على التعويم حتى نحصل على القرض!!.. وهنا رأيتهم ياعم أبوطقة قد بدءوا ينتفضون وينظر كل منهم للآخر فقال عمنا خوفو وأنا أيضا احذف صورتى وصورة أهرامات إخوتى خفرع ومنقرع من على عملتك التى تدهورت وأصبحت بلا قيمة وأعدك بأن حربا سوف نخوضها ضدك من العالم الآخر ولن تنجو يا مرسى من لعنتنا أنت وإخوانك المتأسلمون وانتظر اللعنة فى أقرب وقت!! ثم استدار خوفو واستدار خلفه رمسيس الثانى والأربعة المرسومون على الجنيه وخلفهم الخالة حتشبسوت والملك مينا وخرجوا من على الجنيه وتركوا كل العملات الورقية بلا فراعنة معلنين احتجاجهم على بهدلة أم الجنيه واختفت الإضاءة وصحوت مفزوعا خائفا من لعنة الفراعنة فحاولت أن أجد أمامى من يمكن أن يفسر لى الحلم ويتصدى للفراعنة فلم أجد أشجع منك يا عم أبوطقة ولا أمهر منك فطلبت مجيئك وهذه هى كل الحكاية يا أبوطقة بيه!! لم أتمالك نفسى من الضحك وقلت له: يعنى الجماعة الفراعنة سابوا الجنيه ومشيوا والمسيحيين هيسيبوا البلد ويمشو والمسلمين هيهاجروا لبلاد تركب الأفيال ولن يبقى فيها إلا الإخوان والسلفيون وشوية اليهود الذين سيلبون دعوة العريان ويأتون إلى مصر؟!.. قال: أنا مش عايز تريقة.. أنا عايز حل!!.. قلت: الحل هو إنك ترجع فى كلامك وهذا ليس غريبا عليك وتصرح برفض قرض صندوق النقد باعتباره حراما وأن تجعل التعامل فى قناة السويس بالجنيه المصرى وتشير فى قرارك إلى أن هذا الجنيه يحمل على عاتقه صور الفراعنة العظام أجدادنا وأجداد أجدادنا ولا تنسى فى خطابك أن تلعن سنسفيل الإخوان الذين ورطوك مع أجدادك وكادوا أن يرحلوا من على عملاتنا الورقية وبهذا سوف تتيح لى الفرصة إلى أن أتحدث مع الفراعنة كى يعفوك من لعنتهم!!.. قال: وكيف ستتحدث معهم يا فالح وهم موتى وفى عالم النسيان؟!.. قلت: ولماذا أنت مرتعد منهم طالما أنهم موتى وفى عالم النسيان يا عم مرسى؟!.. فسكت قليلا وقال: آه صحيح عندك حق يا أبوطقة!!