"يامحنى ديل العصفور .. مرشدنا هو المنصور" "يامحنى ديل الغراب .. حمدين لّحس التراب" "حط قالب على قالب .. دستورنا هو اللى غالب" بهذه الشعارات وغيرها الكثير، كان يحتفل مجموعة من شباب الإخوان أمام منزلى، صباح أمس، ولأننى كنت عائدًا من سفر طويل؛ لشراء كام كيلو بن من البرازيل، حيث إننى أعشق البن البرازيلى، كما تعلمون، تركتهم يصيحون ويمزحون .. لكنهم زادوا فى الهرّج والمرّج، وأخذوا يغنون ويطرقون حتى أيقظونى من أحلاها نومة أولاد الذين آمنوا بسيادة المرشد .. خرجت لهم من باب شقتى والدم يغلى فى نفوخى وقذفتهم بوابل من الشتائم أثناء إلقائى بزجاجات المياه الفارغة على رءوسهم بعد أن هربوا مسرعين على درجات السلم، وهم يتضاحكون ويهتفون "ارجع تانى خُش الشقة .. راحت عليك ياعمو أبوطقة" .. تتبعتهم حتى وصلوا لأسفل العمارة إلى شقتى بالدور الثانى، وأغلقت باب منزلى وأخذتنى قدماى إلى "البلكونة" فألقيت نظرة إلى الشارع لأجدهم يشيرون إليّ بأيديهم، ثم يمسكون آذانهم، ويخرجون ألسنتهم، فما كان منى إلا أن رششتهم ب"جردل" من الماء بعد أن أخرجت منه مجموعة من الجوارب كنت "أنقعها" .. ومازالوا يتضاحكون ويتراقصون ويرددون " تحدف ميه تحدف نار .. برضو إنت راجل فشار!! .. " الدستور طلع للنور .. وهنحكمها عرض وطول" !! وهنا اشتد غيظى من هؤلاء الأوباش الذين طالما تمسحوا فى ثيابى واحتموا بى فى المنطقة التى نسكن فيها بعد أن كاد شباب المتظاهرون أن يعصفوا بهم فى أكثر من مناسبة آخرها أمام الاتحادية .. التقطت الموبايل وطلبت الدكتور محمد بديع مرشد الإخوان وبمجرد أن فتح الخط قلت له: لم عيالك يابديع وإلا هولعلك فيهم !! .. قال: بديع حاف كده ياعم أبو طقة ؟! .. قلت: حاف ولا بغموز مش هتفرق !! .. قال : طب اهدأ وقل لى ماذا بك !! .. وبعد أن وصفت له ما بدر من الشباب أخذ يضحك وقال: هؤلاء صبية صغار يداعبونك ياعم أبوطقة أنت الذى عودتهم عليك بجلوسك معهم حتى منتصف الليل يستمعون لما تقدمه لهم من فشر وبطولات زائفة، حتى ظنوا انك منافس للإخوان المسلمين، فأرادوا أن يغيظونك ليس أكثر .. انهم جيرانك وأبناء جيرانك ياعمنا !! .. قلت: وهل بطولاتى الآن اصبحت زائفة يابديع حاف بدون ألقاب ؟! .. ألم أكن أنا من أوصلكم إلى الحكم بعلاقاتى مع أوباما وسكان البيت الأبيض ؟! .. ألم أقف معكم ضد شفيق ؟! هل نسيتم هذا ؟! .. قال : هذه كانت مرحلة يجب أن تنساها بحلوها ومرها ياأبوطقة بدون عمنا ولا أى حاجة .. فنحن الآن نحكم مصر بدستورنا الذى وافق عليه الشعب ولم نعد فى حاجة لأى مساعدة، وخاصة من الفشارين أمثالك !! .. قلت : هكذا أنتم دائما أيها الإخوان المسلمون تأكلون على كل الموائد حتى تصلوا إلى أهدافكم ثم تنكروا .. لكن لا وألف لا .. فأنا مازلت أبوطقة كبير فشارى مصر والوطن العربى والشرق الأوسط، وأنت تعرف جيدًا إمكانياتى وعلاقاتى وهيلمانى لدى أسيادكم الأمريكان ومن يدعمونكم فى قطر وغيرها .. ومن الآن فصاعدًا أنتم أعدائى "وخلى الدستور بتاعكم ينفعكم" وعلى الباغى تدور الدوائر !! .. قال : إيه يا أبوطقة بيه .. إنت زعلت ولا إيه .. دا أنا بهزر معاك يا كبير .. معلش أعذرنا فنحن نحتفل بالدستور الجديد وهؤلاء الشباب يغازلونك لأنك كنت غائب عنا الأسبوع الماضى أثناء إعلان نتيجة الاستفتاء ليس أكثر .. وسوف أجعلهم يأتونك حالا ليقبلوا يدك الكريمة فأنت عمهم وعمنا كلنا أيها الفشار العظيم !! .. قلت لقد انتهى الأمر ومات الكلام يابديع وسنلتقى قريًبا إن شاء الله، فساحة المعركة، مازالت مفتوحة وانتخابات مجلس الشعب على الأبواب !! .. وقبل أن يرد بكلمة أغلقت الهاتف وجلست أمام التلفاز أشاهد فعاليات مجلس الشورى المعين، والذى لم يفكر مرسى أن يعيننى فيه ضمن الشخصيات العامة، وكاد الغيظ يفتك برأسى من هؤلاء الإخوان حتى بدأ جرس الباب يعلن عن قدوم ضيف، فترجلت ناحية الباب وفتحته لأجد أمامى كوكبة من أصحاب اللحى يدخلون واحدًا تلو الآخر وهم مبتسمون، ويتوسطهم هؤلاء الصبية التافهون بينما أنا "هفرقع" منهم ومن "غلاستهم" حتى ظهر خلفهم كبراؤهم _المرشد والشاطر والكتاتنى والعريان_ فقال المرشد : هؤلاء هم الصبية والشباب الذين يداعبونك ياعمنا .. وهؤلاء هم أعضاء مكتب الإرشاد .. وهذا هو الكتاتنى وصديقك خيرت الشاطر وحبيبك العريان، جاءوا يعتذرون ويبدون الندم على ما اقترفوه فى حق الغنم !! .. قلت : غنم يابديع .. أنا غنم .. أوكيه !! .. قال : بهرج معاك ياجدع دا انت عمنا وعم عيالنا، وجئنا بربطة المعلم؛ كى تقبل اعتذارنا وآدى راسك سوف نقبلها !! .. وبدأ كل منهم يأتى خلف الآخر مقبلا رأسى، حتى انتهوا جميعا فقلت لهم : فعلا ناس تخاف ماتختشيش فأخذوا يضحكون وخرج الصبية مهرولين للخارج بعد أن نظرت إليهم شزرا ثم جلس الكبار، وبدأ الحوار عن استعدادات الإخوان لانتخابات مجلس الشعب !!