استخدمت علاقاتي وإمكانياتي الاستخباراتية للوصول إلى الرئيس محمد مرسي قبل أن يخرج على المواطنين ليلقي خطابه الرئاسي الذي يظنه الرجل أنه سيغير ملامح خريطة الصراع المحتدم في الشارع المصري الممتد بطول وعرض الجمهورية .. بالفعل وصلت للرئيس الذي كان جالسًا يحفظ الخطاب ويتخيل نفسه على المنصة، وهو يقول كلكم أحبابي .. أبنائي وأخوتي .. ورأيت الرجل يقف فجأة يصيح ويلوح بيده عاليًا، ويقول حتى سائقي التوك توك هم أحبابي، والكناسين، والفلاحين، والحطابين .. ثم سكت برهة، وقال : لا لا بلاش الحطابين لم يعد هناك حطابون في مصر، حتى لو أن هناك حطابين فهم ليسوا كثرة في المجتمع مثل أصدقائي التوكتاوية، والمكوجية، والخياطين .. أيوة ..الخياطين بدلًا من الحطابين .. جميل ياد يامرسي يا سيادة الرئيس. وقبل أن يكمل عملية الحفظ والإعداد للقاء الجماهيري، قلت له: أزيك يا ريس؟! .. فنظر حوله فرأني واقفًا خلفه، فقال: أنت مين أنت؟! .. قلت: أنا أبو طقة كبير الفشارين يا ريس .. أنت نسيتني ولا إيه؟! .. قال: لا مش أنت ومش ممكن تكون أنت!! .. قلت: مش عوايدك يا مرسي .. قولي مين غيّر عوايدك!! .. قال: قولي مين قساك وهون حبي عندك!! .. قلت: قولي مين .. مين قساك .. ولا مين خلاك .. تنسى عهدي معاك مين؟! .. وهنا ضحك مرسي ضحكة مجلجلة، وقال لي: تبقى أنت ميادة الحناوي!! .. قلت: لا أنا صباح يا راجل يا طيب .. ثم سلمت عليه، وقلت له: أراك تستعد للكلمة التي ينتظرها الشعب بأصدقائك أصحاب التكاتك، والصنايعية، مع أن هؤلاء لم يخرجوا للتظاهر ضدك بعد!! .. قال: هؤلاء أحبابي وهم من سيصوتون ب"نعم" على الدستور، وهم من سأحارب بهم هؤلاء العلمانيين!! .. قلت: لكن الذين يتظاهرون ضدك الآن هم أنفسهم من احتفلوا بفوزك بالرئاسة يومًا ما، ضد منافسك شفيق!! .. قال: لكن المرشد قال لي: إن هؤلاء المتظاهرين كفرة وعلمانيون وشيوعيون، ولا يجب الاستماع إليهم، أو الاهتمام بمطالبهم حتى لو اضطررنا لاستخدام القوة معهم !! .. قلت: علشان كدة أمرت شباب الإخوان بالأمس بضربهم، وحرق خيامهم !! .. قال: مش أنا والله يا عم أبوطقة .. المرشد هو الذي أمرهم وأنا لا أستطيع أن أرد المرشد في شيء فهو الذي سيحميني عندما يهب الشعب ضدي .. الناس دي مش مضمونة يا صاحبي لكن المرشد مضمون !! .. قلت: هذه قرارات الشاطر، وليس المرشد يا ريس !! .. قال: الشاطر والمرشد والريس واحد .. فكلنا خيرت الشاطر يا أبو طقة، ولاتنسى أنني الاستبن وخيرت هو الرئيس الفعلي للبلاد !! .. قلت: وهل ستصمم على الإعلان الدستوري؟! .. قال: الشاطر عايز كده!! .. قلت: إذن الاستفتاء في ميعاده ولاتراجع !! .. قال: المرشد عايز كده !! .. قلت: وماذا تريد انت يا سيادة الرئيس ؟! .. قال: أنا لا أريد شيئًا سوى أن أظل رئيسًا للبلاد ياعم أبو طقة!! .. قلت: أنت بالفعل ستظل رئيسًا للبلاد إذا نفذت مطالب المتظاهرين .. فهم من سيناصرونك إذا وقفت معهم ضد مطامع الإخوان !! .. قال: "مضمنش يا أبوطقة" أنا ابني في إيدي وأنت عايزني أدور عليه عند هؤلاء المتظاهرين .. لا يا عم مش لاعب .. أنا ابن الجماعة، وسأنفذ مطالب الجماعة !! .. وهنا رأيت أن الرجل قد بدأ يهزي فتركته وأنا أدندن: مش أنت ومش ممكن تكون أنت .. مش عوايدك قولي مين غيّر عوايدك!!