عرضنا عليه الكتابة فى درب الفشارين قال: أفكر منذ كنت فى الإعدادية اعتدت المرور على «جروبي» بوسط البلد، كل صباح، كى أتناول قهوتى، ثم أتجه للجريدة .. إلا أننى فى هذا اليوم وقعت عينى مصادفة على لافتة حزب التجمع المواجه ل«جروبي».. تذكرت صديقى رفعت السعيد وتخيلته قابعا على مكتبه يهرش فى فروة رأسه التى نحلها الزمن.. بالفعل أخذتنى قدماى إلى هناك ولم يتردد الرجل فى الترحاب والحفاوة بى. قال لي: منور الدنيا يا عم قاعود.. مبروك عليكم درب الفشارين!!.. قلت له: الله يبارك فيك يا دكتور.. كنا نريدك معنا فى الدرب!!.. قال: وهل أنا فشار مثلكم أيها الأبله؟!! قلت له: هذه وجهات نظر!! فقال: أنا مناضل منذ أن كان عمرى 14 سنة، وكنت أصغر معتقل فى مصر، أيها القاعود!!.. قلت له: ألم أقل لك إنك تصلح للعمل معنا فى درب الفشارين؟!!: لا تبع المياه فى حارة السقايين يا عم رفعت فنحن نعلم أنك حينما اعتقلت وكان عمرك 14 سنة كان هذا بطريق الخطأ يومها كان يوجد أحد الأشقياء فى المنطقة التى كنت تسكن فيها يدعى رفعت السعيد بيومى، وكان هناك أمر اعتقال صدر بشأنه.. فقبضوا عليك كى يهرب الضباط من العقاب!.. قال: إذن ماذا تريد؟!.. قلت: لماذا قبلت يا دكتور أن تكون «كومبارس» فى الكتلة؟.. قال: خسئت أنا لا أقبل أن أكون كومبارس لأحد، ولو كنا تحالفنا مع الإخوان، لكنت حصلت على مائة مقعد!!.. قلت له: لكن الإخوان لم يقبلوك .. وقول لى لماذا كان مهدى عاكف المرشد السابق يقول «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم»، كلما رآك أو سمع اسمك؟!! .. قال لى: لأننا كنا دائماً متنافرين رغم أننا أصدقاء!!.. قلت: وكيف ترى حكم الإخوان القادم؟!!.. قال: سوف يفعلون بنا مثلما فعل هتلر بشعبه!!.. قلت: ولماذا رفضت النزول يوم 25 يناير؟!!!.. قال: كلام فى سرك يا عم قاعود: أنا كنت عضواً فى مجلس الشورى، وأتقاضى ثلاثماثة ألف جنيه سنويا،ً هذا بالإضافة لبعض المنح التى تصل لمثلهم أيضاً ، وكنت أكتب مقالاً فى الأهرام، وأحصل على دعم ل 250 ألف جنيه للحزب، وبصراحة كنت أنتظر أن يهجم النظام على الإخوان، ويملأ بهم السجون وتنتهى القصة، لكن ذلك لم يحدث وكانت المفاجأة!!.. قلت له: هذا يعنى أنك تعترف بأن الإخوان هم من بدأ الثورة؟!!.. قال: لا أستطيع أن أقول ذلك حتى لا أغضب «الشباب الثوري».. قلت له: لكنك كنت مؤيداً للتوريث يا عمنا!!.. قال: وماذا فى ذلك ؟!! الم يكن ابننا جمال مصريا وابن مصري؟!!! قلت له: طبعاً مصرى وأنت كذلك مصرى يا عم الشيوعي!!.. ألا تتذكر عند سقوط الاتحاد السوفيتى عندما تم نشر الأسماء التى كانت تتلقى أموالاً من الحزب الشيوعى ، وكنت أنت على رأسهم؟!!! قال: كيف وأنا كنت فى هذا الوقت رجل المباحث الأول فى المعارضة .. أقصد.. قبل أن يكمل قلت له مقاطعاً: لا تقصد ولا تجهد نفسك يا عمنا، فهذا أنيل وأضل سبيلاً!!.. قال: إياك أن تنشر هذا الحوار يا قاعود .. فأنا رئيس لحزب محترم قوامه 25 ألف عضو!!.. قلت له: هذا قبل أن تفضحك ثورة 25 يناير، ويهجرك أعضاء الحزب، ولا يبقى منهم سوى 2000 عضو فقط وبلاش فشر!