" نقلاً عن العدد الأسبوعى" هيعيط.. هيموت.. هيقلد الكتكوت.. بهذا الهتاف قابلنى أنصار عمنا أبو العربى أثناء زيارتى لبورسعيد أمس الأول.. ولما نهرتهم وهددت بإحراق بورسعيد فى حال لم يكفوا عن هذا الهتاف.. زادوا من تهكمهم وأخذوا يرددون: "يامحنى ديل العصفور.. أبو العربى هو المنصور"، وهنا علمت أن الحكاية وراءها أبو العربى، منافسى فى الفشر ببورسعيد.. اتجهت إلى منزل أبو العربى، كى ألقنه درسًا فى كيفية التعامل مع كبير فشارى مصر، وفى طريقى إلى منزله إذا ببعض الفتية يتراقصون حولى ويهتفون فى وجهى: "بالطول بالعرض جبنا أبوطقة الأرض".. وقفت أشتم وأسبهم، فأصروا على اصطحابى لمنزل أبو العربى، وهم يتضاحكون ويرقصون خلفى.. طرقت باب أبو العربى، فخرج ينفخ فى وجهى دخان سيجارته.. وقال: أهلاً أبو طقة بيه.. نورت بورسعيد الأبية!.. قلت: إيه اللى انت عامله دا يا أبوالعربى؟ وإيه العيال اللى بتهتف ورايا دى؟!.. قال: دول جماهير أبو العربى ياعمنا.. بيهيصوا احتفالاً بحظر التجوال بتاعكم الذى فرضتموه علينا! قلت: ومالى أنا ومال حظر التجوال الذى فرضه عليكم مرسى يا أبو العربى؟!.. قال: الناس هنا كلها لجأت لى، وقالوا لى كيف يتم فرض حظر التجوال على بورسعيد وأنت بيننا يا أبو العربى.. وقالوا لى إن أبو طقة وسحلول القاضى وكل من بدرب الفشارين كانوا يعلمون بهذا القرار قبل صدوره.. وإنك أنت يا أبوطقة من شجعت مرسى على اتخاذ مثل هذا القرار.. فمرسى والإخوان يعلمون يعنى إيه بورسعيد ويعنى إيه أبو العربى.. لكنهم احتموا بك فى قرارهم هذا.. وأنا كنت نازل أحرق القاهرة باللى فيها لولا أننى أقدرك يا أبو طقة بيه!.. قلت: يا أبو العربى ياحبيبى أنا لو كنت عايز أنيّم بورسعيد من المغرب، كنت نيمتها بدون حظر تجوال ولا يحزنون.. وانت عارف أبو طقة ممكن يعمل إيه فى الحالات دى وياما قفلنا دول مش محافظات! قال: باقول لك إيه يا أبو طقة.. انت شكلك كده جاى تبيع الميه فى حارة السقايين.. أبو العربى تدوس عليه عربيات الكارو وتدهسه عربيات الكسح ولا يقدرشى حد ينيّم بورسعيد من المغرب، حتى لو كان أبو طقة.. أنا قلت للولاد انزلوا الشوارع بمجرد انتهاء خطبة الريس مرسى.. مرسى مين ده اللى ينيمنا من المغرب ياعمنا؟!.. قلت له: انت فاكر يا أبو العربى عندما تم فرض حظر التجوال فى القاهرة والمحافظات أنا عملت إيه.. وعارف إنى عزلت المجلس العسكرى بحاله، ورجعت البلد كما كانت.. والناس نزلت الشوارع تهتف باسمى فى جميع المحافظات، لكنك لم تستطع اتخاذ أى إجراء مع عساكر الجيش الذين طوقوا بورسعيد وكل محافظات القناة بأمر مرسى!.. قال: محدش يقدر يطوق بورسعيد وأنا فيها حتى لو كان المارينز الأمريكانى.. لكنى تركت قادة الجيش وعساكرهم يحمون المقار الحكومية لأنهم أصدقائى وقاموا بالاستئذان منى قبل أن تطأ أقدامهم أرض بورسعيد! قلت: أنت فشار يا أبو العربى!.. قال: اسم الله عليك انت ياعمنا!.. قلت: أنا جئت إلى هنا لأتفقد حال بورسعيد وأرى إذا ما كان الحظر قائمًا أم لا.. فأقوم أنا بفضه والتعاون معك لسحق الإخوان المسلمين وتلقينهم درسًا، يذكره التاريخ كما فعلنا من قبل بالعدوان الثلاثى.. هل تتذكر هذه الأيام يا أبو العربى أم نسيت؟!.. وهنا عانقنى أبو العربى وقال: أنت كبيرنا دائمًا يا أبو طقة بيه.. طبعًا أتذكر أيام العدوان الثلاثى ومغامراتنا ضدهم، وسحلنا لعساكر الإنجليز فى شوارع بورسعيد.. كان أبو العربى يتحدث عن ذكرياتنا أيام العدوان الثلاثى ليسمع الشباب، الذى تجمع ليشهد مناظرتنا وينتظر الفائز منا، وكان هذا ذكاء منى. فقلت له: إذن قل لهؤلاء الشباب من هو أبو طقة!.. قال: هذا عمى وعمكم.. إنه كبيرنا فى مصر والوطن العربى.. هيا انصرفوا حتى أقدم واجب الضيافة لكبيرنا! وبعد أن انصرف الشباب قلت له: فاكر يا أبو العربى أيام العدوان الثلاثى على مصر عندما كنا نختبئ هنا فى منزلك أنا وانت وسحلول القاضى، وظللنا أسبوعًا لا نجد الطعام، ولما انتهى العدوان؛ خرجنا نقول للناس لقد أخرجنا العدوان وقتلنا منهم ماقتلنا، وسحلنا عساكرهم فى الشوارع.. وكل تلك القصص التى لم نفعل منها أى شىء؟!.. قال: اسكت ياعمنا لاتقل ذلك، وإلا ضيعت سمعتى فى بورسعيد ومنطقة القناة.. قلت: الريس مرسى يعلم أنك فشار يا أبو العربى، لكنه لم يتخيل أن تكون كل تلك الروايات عن بطولاتك أيام العدوان فشر أيضًا.. ولو تخيل ذلك لجاء وحرق بورسعيد.. فهو سألنى بعد أن اتخذ قرار الحظر عما سيفعله أبناء بور سعيد.. إلا أننى قلت له لن تنفذ بورسعيد قرار الحظر طالما فيها صديقى أبو العربى بطل محافظات القناة ورادع العدوان الثلاثى، لذلك سافر مرسى إلى ألمانيا، وكلفنى بأن أحضر إلى هنا لأمتص غضبكم، لأنه يعلم أننى أنا الكبير يا أبو العربى.. أليس كذلك؟!.. قال: طبعًا.. أنت الكبير ياعمنا وكلنا ننتظر أوامرك!.. قلت: إذن أخرج للشباب، وقل لهم إننى أنا الكبير، وحامى الحمى، وأنك تأخذ تعليماتك بالتصدى لقرارات مرسى منى شخصيًا! فخرج أبو العربى وأخذ يحكى للشباب بطولاتنا معًا أيام العدوان الثلاثى.. وأكد لهم أن بورسعيد لايمكن أن تنام من المغرب على يد مرسى والإخوان مادام معنا أبو طقة وفيها أبو العربى!