داخل مبني الوزارة استقبلني صديقي اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية مرحباً ومحاولاً بالقوة الجبرية رسم ابتسامة علي وجهه ترضيني.. إلا أن معرفتي بالرجل جعلتني ألاحظ الأمر فسارعت بسؤاله عما يضايقه ليجيبني بأن سبب حيرته ضباط الداخلية!!. توقعت أنه سيشكو لي من مجموعة اللواءات الموالين لحبيب العادلي إلا أنه فاجأني بأن هناك مجموعة من الضباط من فئة الملازم والنقيب قرروا فجأة إطلاق «اللحي» مبررين هذا بأنه لا يوجد قانون يمنع الضابط من إطلاق لحيته.. صمت برهة وتذكرت هذا الضابط الذي استقبلني عند مدخل الوزارة وقدم لي التحية بينما لحيته تهرش في صدره. قلت للوزير: هل هؤلاء الضباط سلفيون؟!! فقال الله أعلم إذا كانوا سلفيين أم إخواناً أو جماعات!!. فقلت له: عادي ياصديقي ففي كل دول الخليج وحتي «إيران» يوجد ضباط ملتحون ويبدو أن الشريعة الإسلامية سيبدأ تطبيقها من وزارة الداخلية!!. صرح الرجل وأخذ يقبض بيده علي ما تبقي من شعر رأسه وهو يقول: وماذا أفعل ياعم أبوطقة في هذه الورطة.. فلو أمرتهم بحلق اللحية سيهيج أعضاء البرلمان الإسلاميون في الوقت الذي تغاضوا هم فيه عن تورطي في موقعة بورسعيد.. ماذا أفعل ياأبوطقة بيه؟! قلت له: سوف نعمم المسألة ولا تقلق!!.. قال: كيف؟!!.. قلت له: نحرض بعض ضباط الجيش المنتمين للتيار السلفي والإخواني بأن يطلقوا لحاهم أسوة بضباط الداخلية.. وبهذا سوف يواجهون قرارات عسكرية حاسمة بحلق لحاهم لأن «العسكرية» لن تسمح بذلك وبالتالي تجد لك مبرراً للأمر بحلق هذه اللحي قبل أن تفاجأ بأنك ترأس وزارة داخلية «قندهار» ياعمنا.. وهنال تنفس الوزير الصعداء وقال: لكن هذه المهمة لا يستطيع القيام بها سوي أنت وزملائك في درب الفشارين ياعم أبوطقة لما لكم من علاقات حميمة مع المجلس العسكري وأيضاً ضباط الجيش يحبونكم!!.. قلت له: لا تشغل بالك.. اتركها علي الله ثم علينا ياأبوخليل.. وهنا ضغط الوزير علي أحد أزرار مكتبه وطلب لي فنجان قهوة مخصوصاً لنفاجأ بعسكري الأمن المركزى يدخل علينا بالقهوة ولحيته تتدلي من ذقنه وهنا يصرخ الوزير «حسبي الله ونعم الوكيل»!!.