اسمع كلام «الإخوان» ما تسمعش كلام «الكتلة».. بمناسبة سبوع البرلمان الوليد، جمعنا بعضنا فى درب الفشارين بربطة المعلم واحضرنا كل مستلزمات السبوع للاحتفال مع الدكتور سعد الكتاتنى. رحب الرجل بنا كثيرا فالتففنا حوله فى دائرة وحملت الزميلة سطوطة الفنجرى «الغربال» ووضعت داخله «تورتة» على شكل قبة البرلمان عليها 7 شمعات وأخذنا ندور من حوله ونحن نردد «حلقاتك برجلاتك.. حلقة دهب فى برلماناتك».. «يارب يا ربنا تحكم وتحبس دمنا».. ثم أخذت الزميلة سطوطة تصيح فى أذنه اسمع كلام الإخوان وما تسمعش كلام الكتلة.. اسمع كلام الجماعة وما تسمعش كلام «العسكرى» ثم أخذت تدق «الهون». بعد أن انتهينا من الحفل لم يبخل علينا الرجل بعشاء «دليفرى» ثم انصرف الجميع لأبقى والكتاتنى وحدنا ليكون هذا الحوار: فى البداية قال لى: أشكركم على هذا الاحتفال ب «السبوع» البرلمانى ياعم أبو طقة!!.. قلت له: لا شكر على واجب!!.. لكن أراك تذهب للبرلمان بموكب وحراسة خاصة وموديلات فخمة من السيارات الجيب وبى إم دبليو سبحان مغير الأحوال!! .. قال : كنت أريد أن أمنع هذا الموكب لكن الداخلية أصرت على ذلك حفاظا على سلامتى كرئيس لمجلس الشعب وليس لكونى كتاتنى!! قلت: لكن النواب السلفيين يذهبون للبرلمان داخل أتوبيسات.. فهل يقصدون إظهار تواضعه بهدف احراج الإخوان ؟!! فقال ضاحكا : أراك تريد أن تسبب لى إحراجا مع زملائى السلفيين ياعم أبو طقة!! قلت له : أبدا.. لكنى أريد أن أعرف مقصدهم من هذا التصرف!! .. قال: دائما ما يذهب التلاميذ إلى مدارسهم بالأتوبيس والسلفيون ما زالوا تلاميذ فى عالم السياسة وأمور البرلمان ياعمنا. قلت: سمعت أحد السلفيين ذات مرة يذكر واقعة لسيدنا عمر بن عبدالعزيز عندما تولى الخلافة فعرضوا عليه موكبا من خيول ودواب وطبول وحراسات إلا أنه رفض ذلك بشدة وقال «إنما أنا رجل من المسلمين أغدو كما يغدون وأروح كما يروحون وقد بعت نفسى لله وهو الحارس الأمين» فهل كان السلفيون يقلدونه بركوبهم الأتوبيسات؟!! قال: الله أعلم بمقصدهم ياعمنا!! قلت له: ولماذا لم ينهك الإخوان عن هذا الموكب ولم تعف بنفسك عنه؟!! فقال لى: هذا هو عمر بن عبد العزيز يا أبوطقة بالاضافة إلى أنه لم يكن تولى الأمر بعد ثورة مثل 52يناير ولم يكن على أيامه طرف ثالث ولا لهو خفي يا رجل!!.. قلت له : وهل تخيلت الدكتور فتحى سرور وأنت محاط بموكبك المتجه للبرلمان؟!! .. قال : لا أخفيك سرا ياصديقى فأنا تخيلته بالفعل وهو يشاهد جلسات البرلمان الأولى فى محبسه ولكن سرعان ما قلت «سبحان المعز المذل»!! قلت : أتتذكر أيام كان يصفكم بالجماعة المحظورة؟!! قال ضاحكا: ونحن الآن نصفهم «بالمحشورة» فهم محشورون بسجن طرة دون حول لهم ولا قوة!! قلت : الدكتور فتحى سرور كان أستاذا فى القانون وترزيا فى حياكته على مقاس النظام السابق بعكس سيادتك فأنت دكتور نباتات!!.. قال: ليس من الضرورى أن أحيك القوانين بنفسى فهناك أكثر من ترزى لدينا يفوقون سرور ورفاقه فلا تقلق علينا يا عمنا!! قلت : كيف ترى رئاستك لأول مجلس شعب بعد الثورة؟!! قال: لقد دخل سيدنا يوسف السجن ظلما وعدوانا ثم خرج منه ليكون رئيسا لوزراء مصر وحقق لها رخاء كبيرا وأنقذها من المجاعة وأنا دخلت السجن ظلما وزورا ثم خرجت منه لأكون رئيسا للسلطة التشريعية .. فأسأل الله الذى أنقذ مصر بالنبى يوسف السجين المظلوم أن ينقذها بعبده السجين المظلوم محمد الكتاتنى. تركت الرجل منتشيا بعدما فتح أكياس «الفُطرة» وراح يأكل منها الفول والفشار والملبس.