زيارة الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد إلى مصر دائمًا ما تلزمنى بالوجود هنا فى القاهرة.. فرغم دعوتى للمشاركة فى فاعليات القمة الثانية لكُبراء الفشَّارين فى القارات "الثمانى عشرة" مع كبيرنا أبو طقة بيه، فإننى لم أستطع ترك نجاد وحده بالقاهرة.. وكان هذا مطلب عمّنا أبو طقة أيضًا، فهناك اتفاق مبرم بينهما بذلك، نظام سبوبة مع نجاد مقابل حمايته من السلفيين وشباب الجماعات الإسلامية الذين يحاربون كل ما هو شيعى ويتصدَّون لأى محاولة لنشر التشيّع فى مصر، فمنذ الصباح وأنا فى مهاترات ومشادات مع مشايخ السلفية وشبابهم الذين أصروا على التصدى لزيارة نجاد وإفسادها، مبررين ذلك بأن الرجل يحاول أن يضع قدمًا للشيعة فى الأزهر الشريف، إلا أننى قلت لهم إن الرجل جاء لحضور مؤتمر القمة الإسلامى وسيزور ضريح الحسين والسيدة زينب وآل البيت فى مصر، باعتبار أن هذه طقوس شيعية، وأظنّه حر فى ذلك، وأنا من هنا أُعلن أن أى محاولة للتصدى لنجاد فى مصر ستكون تصديًا لى شخصيًّا وللكبير أبو طقة بيه، وأنتم تعلمون أيها السلفيون وأصحاب اللحى جميعًا مَن هو أبو طقة بيه، ومَن هو سحلول القاضى، وقد أعذر من أنذر.. وبالفعل قام كبراء المشايخ ممن يعلمون عواقب الأمور عندما يغضب كُبراء درب الفشَّارين بتوجيه النصح إلى الشباب الذى التزم بذلك ولم يعكِّر صفونا إلا أربعة من الشباب الملتحى الذين رفعوا الأحذية فى أثناء مرور الرجل الذى نظر إلىّ نظرة مفادها "خد بالك يا عم سحلول"، فأومأت برأسى فى إشارة له بالاطمئنان، وبالفعل طلبت رقمًا هاتفيًّا، فلم تمر دقائق حتى اختفى الشباب الأربعة الذين تم تلقينهم درسًا فى كيفية التعامل مع فشَّارى مصر، وبعد ذلك تم تسليمهم إلى الشرطة التى تتولَّى معهم التحقيق.. انتهت مهمتى مع نجاد وتبقَّى لى صداع المشايخ الذين يريدون إخراج الشباب من محبسهم، ويطلبون منى السماح ومناشدة وزير الداخلية كى يعفو عنهم. وطبعًا لازم الأول يتعلِّموا الأدب فى حضرة سحلول القاضى نائب رئيس درب الفشَّارين!!