أسعار الدولار أمام الجنيه المصري.. اليوم الجمعة 9 مايو 2025    أسعار الدواجن اليوم الجمعة 9-5-2025 في محافظة الفيوم    الجيش الهندي: القوات الباكستانية انتهكت وقف إطلاق النار في جامو وكشمير    إضاءة مبنى "إمباير ستيت" باللونين الذهبي والأبيض احتفاء بأول بابا أمريكي للفاتيكان    المهمة الأولى ل الرمادي.. تشكيل الزمالك المتوقع أمام سيراميكا كليوباترا    جوميز: مواجهة الوحدة هي مباراة الموسم    خريطة الحركة المرورية اليوم بمحاور وميادين القاهرة والجيزة    حفل أسطوري..عمرو دياب يشعل "الارينا" في أعلى حضور جماهيري بالكويت    «أوقاف شمال سيناء»: عقد مجالس الفقه والإفتاء في عدد من المساجد الكبرى غدًا    ارتفاع صادرات الصين بنسبة 8% في أبريل    زيلينسكى يعلن أنه ناقش خطوات إنهاء الصراع مع ترامب    زعيم كوريا الشمالية يشرف على تجارب لأنظمة صواريخ باليستية قصيرة المدى    التنمر والتحرش والازدراء لغة العصر الحديث    تكريم حنان مطاوع في «دورة الأساتذة» بمهرجان المسرح العالمي    فرص تأهل منتخب مصر لربع نهائي كأس أمم أفريقيا للشباب قبل مباراة تنزانيا اليوم    حبس المتهمين بسرقة كابلات كهربائية بالطريق العام بمنشأة ناصر    أسرة «بوابة أخبار اليوم» تقدم العزاء في وفاة زوج الزميلة شيرين الكردي    في ظهور رومانسي على الهواء.. أحمد داش يُقبّل دبلة خطيبته    جدول مواعيد مباريات اليوم الجمعة والقنوات الناقلة    الهباش ينفي ما نشرته «صفحات صفراء» عن خلافات فلسطينية مع الأزهر الشريف    تبدأ 18 مايو.. جدول امتحانات الترم الثاني 2025 للصف الرابع الابتدائي بالدقهلية    حملات تفتيش مكثفة لضبط جودة اللحوم والأغذية بكفر البطيخ    في أجواء من الفرح والسعادة.. مستقبل وطن يحتفي بالأيتام في نجع حمادي    تويوتا كورولا كروس هايبرد 2026.. مُجددة بشبك أمامي جديد كليًا    مصر تنضم رسميًا إلى الاتحاد الدولي لجمعيات إلكترونيات السلامة الجوية IFATSEA    بعد بيان الزمالك.. شوبير يثير الجدل برسالة غامضة    طريقة عمل الآيس كوفي، الاحترافي وبأقل التكاليف    «إسكان النواب»: المستأجر سيتعرض لزيادة كبيرة في الإيجار حال اللجوء للمحاكم    إلى سان ماميس مجددا.. مانشستر يونايتد يكرر سحق بلباو ويواجه توتنام في النهائي    سالم: تأجيل قرار لجنة الاستئناف بالفصل في أزمة القمة غير مُبرر    خبر في الجول - أحمد سمير ينهي ارتباطه مع الأولمبي.. وموقفه من مباراة الزمالك وسيراميكا    مستأجرو "الإيجار القديم": دفعنا "خلو" عند شراء الوحدات وبعضنا تحمل تكلفة البناء    وسائل إعلام إسرائيلية: ترامب يقترب من إعلان "صفقة شاملة" لإنهاء الحرب في غزة    زيلينسكي: هدنة ال30 يومًا ستكون مؤشرًا حقيقيًا على التحرك نحو السلام    الجثمان مفقود.. غرق شاب في ترعة بالإسكندرية    بنك القاهرة بعد حريق عقار وسط البلد: ممتلكات الفرع وبيانات العملاء آمنة    في المقابر وصوروها.. ضبط 3 طلاب بالإعدادية هتكوا عرض زميلتهم بالقليوبية    جامعة المنصورة تمنح النائب العام الدكتوراه الفخرية لإسهاماته في دعم العدالة.. صور    موعد نهائى الدورى الأوروبى بين مانشستر يونايتد وتوتنهام    في عطلة البنوك .. آخر تحديث لسعر الدولار اليوم بالبنك المركزي المصري    دراسة: 58% يثقون في المعلومات عبر مواقع التواصل الاجتماعي    غزو القاهرة بالشعر.. الوثائقية تعرض رحلة أحمد عبد المعطي حجازي من الريف إلى العاصمة    تفاصيل لقاء الفنان العالمي مينا مسعود ورئيس مدينة الإنتاج الإعلامي    «ملحقش يتفرج عليه».. ريهام عبدالغفور تكشف عن آخر أعمال والدها الراحل    رئيس الطائفة الإنجيلية مهنئا بابا الفاتيكان: نشكر الله على استمرار الكنيسة في أداء دورها العظيم    أيمن عطاالله: الرسوم القضائية عبء على العدالة وتهدد الاستثمار    سهير رمزي تعلق على أزمة بوسي شلبي وورثة الفنان محمود عبد العزيز    عيسى إسكندر يمثل مصر في مؤتمر عالمي بروما لتعزيز التقارب بين الثقافات    حكم إخفاء الذهب عن الزوج والكذب؟ أمين الفتوى يوضح    مصطفى خليل: الشراكة المصرية الروسية تتجاوز الاقتصاد وتعزز المواقف السياسية المشتركة    محافظة الجيزة: غلق جزئى بكوبري 26 يوليو    «الصحة» تنظم مؤتمرًا علميًا لتشخيص وعلاج الربو الشعبي ومكافحة التدخين    علي جمعة: السيرة النبوية تطبيق عملي معصوم للقرآن    ب3 مواقف من القرآن.. خالد الجندي يكشف كيف يتحول البلاء إلى نعمة عظيمة تدخل الجنة    انطلاق المؤتمر الثالث لوحدة مناظير عائشة المرزوق في مستشفى قنا العام    محافظ سوهاج يوجه بسرعة استلام وتشغيل مركز الكوثر الطبي خلال أسبوعين    "10 دقائق من الصمت الواعي".. نصائح عمرو الورداني لاستعادة الاتزان الروحي والتخلص من العصبية    نائب وزير الصحة يتفقد وحدتي الأعقاب الديسة ومنشأة الخزان الصحية بأسوان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



" الفصل الثالث من رواية " أسرار بيت الطالبات
نشر في شباب مصر يوم 15 - 06 - 2015

فى غرفة الدار بدأت مى تهندم لملابسها التى تعطيها سمة الرجولة أكثر من الأنوثة التى
تناثرت بكثرة تشبهها بالرجال، منذ صغرها وهى تأخذ صفة الرجل هل هذا لفقدها والدها
مبكرا؟ وهذا ما جعلها تتحمل المسئولية وتأخذ دور الأب خاصة أنها وحيدة دون
إخوة , والدتها دائما مريضة , تمتلك الفقر وتحتاج للعمل لقضاء متطلباتها
ورأت فى تشبهها بالرجال سبيلا سوف يصرف عنها أنظار الرجال وفى اختيارها
تخصصها الدراسى وعملها كان فى هندسة المعمار وهى مهنة اقرب إلى الرجال
منها إلى النساء جعلتها أكثر حدة وحذرا فى المعاملة خاصة أن جميع من
تتعامل معهم رجال ولكن كيانها كأنثى ثابت فى الأعماق , لم ير احد من
الرجال أنوثتها الكامنة بين دروب نفسها، يرون فقط الرجل الحازم المتحرك
مثل الآلة وهذا زرع شعورا بالاكتئاب داخل مى خاصة وان شكلها جعلها تحولت
للفت أنظار الفتيات أكثر من الرجال، وأصبحت مطمع لأصحاب الأهواء الجنسية
الشاذة حيث حاولت إحدى الزميلات فى الدار التقرب منها وتشعرها بوجودها
ورغبتها واحتياجها فى هذه العلاقة أنها متزوجة من الصعيد وظروف الدراسة
تبعدها فترة طويلة عن زوجها فتشعر باحتياجها لرجل يشبع رغبتها العاطفية،
وفيما يبدو هذا لفت نظرها إلى مى ورأت فيها صورة الرجل كبديل لزوجها،
بدأت تحدث مي حديثا يجردها من كيانها الأنثوى ويشعرها بوجودها الذكورى، مى
تستمع إلى الكلام وتنزوى منفردة بنفسها كثيرا فى غرفة الدار شاردة بين
إحساسها الأنثوي وشكلها الذكورى حتى وصل بها الأمر بالانفصال الجزئى عن
شخصيتها شعرت أنها رجل وأصابها حالة هستريا والمفارقة أنها اشترت لحية
وشارب صناعى وبدأت تنزوى مع نفسها وتمارس طبيعة الرجل إلى افترضتها
وتطورت العلاقة بينها وبين الزميلة من مجرد حديث يشعرها بوجودها الذكورى
إلى الممارسة الجنسية الشاذة وأصبح ميعاد تأتى فيه الزميلة من الغرفة
المجاورة لإشباع رغبتهما
فى تلك اللحظة بدأت مى ترتدى بنطلون رجالى ملتصق
على جسدها فيما أنها نحيفة ثديها ليس ظاهرا ارتدت قميص رجالى ضيق وبدأت
تمشط شعرها المقصوص القصير وتلصق اللحية والشارب وبدأت تدور حول نفسها
وقفزت مرة واحدة على السرير تنظر إلى ذراعيها الواحد تلو الآخر على
اعتبار أنها قوية العضلات قائلة : أنا كمال إنا كمال إلى أن وقعت عينيها
على قميص نوم على السرير المجاور لأحد الزميلات ظلت للحظات تتأمله
واقتربت من القميص فى حركة بطيئة وأمسكت به واحتضنته وعينيها تتساقط منها
الدموع وبدلت ملابسها وارتدت القميص وأدارت المسجل وبدأت ترقص وتهلل
وتردد بعض الكلمات قائلة أنا هيفاء أنا هيفاء لالا أنا روبى روبى ووقفت
لحظات أمام المرآة واقتربت منها وقالت فى صوت خافت أنا السند ريلا تدور
حول نفسها وبدا صوتها يعلو قائلة أنا السند ريلا أنا عروس البحر ايوى ايوى
أنا عروس البحر وما زالت ترقض حتى ارتمت على السرير من التعب فتنظر نحو
سقف الغرفة وظلت شاردة لا تعود من أحلام اليقظة إلا عندما استمعت لصوت
الزميلة فى الغرفة المجاورة , تستعد للميعاد فاستيقظت من أحلام اليقظة
لتعيش فى وهم الشخصية الذكورية قفزت مى سريعا وهى مرتبكة تلتفت حول نفسها
وأمسكت القميص والبنطلون وبدأت تبدل ملابسها كما أن الزميلة فى تلك
اللحظة بدأت تتأهب للقاء , أحضرت صينية وضعت عليها كأسين وزجاجة من الخمر
واستدارت وفتحت الصوان وبدأت تختار قميص نوم اختارت قميص نوم اسود مفتوح
من الأمام حتى الركبة يعكس بياض جسدها ويظهر طول قامتها وقفت أمام المرآة
تتأمل جمالها وتنظر إلى جسدها بدأت تضع احمر الشفاه وتضع البرفان تحت
إبطها وتمشط شعرها الأسود المسترسل إلى ظهرها وتضع الكحل فى عينيها التى
ازدادت بريقا بنار اللهفة والشوق، وتذكرت زوجها للحظات ورجعت من أحلامها واستدارت وحملت الصينية بين يديها واتجهت إلى غرفة مى وهى تترنح، طرقت
الباب ودخلت وفى هذه اللحظة مى جالسة على السرير لم تبدى حراكا تقدمت من
مى ووضعت الصينية على المنضدة ودنت من مى وأمسكت ذراعيها وقبلتها ونادتها
باسم زوجها قائلة : بحبك يا كمال مى مستسلمة خائفة مرتبكة ترتعش يدها على
الرغم من أن الزميلة فى كامل خيالها ونشوتها تقبل مى واحتضنتها استمرت
للحظات إلى أن عين مى ظلت ثابتة على قميص الزميلة فى تلك اللحظة ابتعدت
عنها فجاه . قائلة : أنت كمال ايوى أنت إلى كمال وأمسكت ذراعيها قائلة فى
عنف أنت أنت كمال ونزعت اللحية وألصقتها على وجه الزميلة رجعت الزميلة إلى
الوراء ترتعش ومى مسكت قميص الزميلة قالت لها اخلعي هذا القميص أنت
حرامية حرامية ومزقت القميص على جسدها حاولت الزميلة أن تلتزم الثبات
بداخلها إصرارّ على إشباع رغبتها ،حاولت أن تقترب من مى وتهدأ من ثورتها
وتناديها باسمها هدأت مى بعض الشىء وبدأت تعاود تقبيلها مرة أخرى والتصقت
بها أكثر حتى ثارت جميع غرائز الشهوة ، حتى بدأت
تمزق قميصها بيديها ومى وسلبت إرادتها مستسلمة لا تبدى حراكا مرتجفة
ترتعش فى تلك اللحظة عادت سارة وريهام إلى الدار وسارة وريهام عادتا إلى الدار ، صاعدتين سلالم الدرج متجهتين في الممر نحو الغرفة وضعت سارة يدها على الأكرة وفتحت الباب وإذا صرخاتها ترامت في أنحاء الدار و يليها ريهام تحدق في الغرفة وتنهال باللطم على وجهها وذلك عندما شاهدتا مى وزميلتها يمارسان علاقة جنسية شاذة ارتمت سارة على الأرض مغشيا عليها وصارت الرهبة في نفس ريهام وألفت بجوارها تهمس في أذنها وتلمس على شعرها بأناملها وتنادي :
سارة سارة فوقي فوقي يا حبيبتي فوقى يا سارة، وعيناها مغمرتان بالدموع بينما مى ارتدت ملابسها هي وزميلتها وانصرفتا خارج الغرفة مسرعتين أثناء خروجهما تقدمت أمينة نحوهما عائدة من الجامعة حدقت في الغرفة اربد وجهها واتجهت نحوهما مهرولة وتتساءل ....... ماذا حدث ..؟
وتنادي على سارة في لهفة ،ريهام لا تنبس بكلمة ، وسارة مازالت مغشياً عليها رفعنها بين أيديهما حتى بلغت السرير واستلقت ممددة ، أمينة مازالت تنادي و ريهام اتجهت صوب الصوان أحضرت برفان وبدأت تقطر حول أنفيها وما لبث ثواني ونهضت من الغيبوبة مغمرة بالبكاء ، أمينة ترتب على ظهرها وتتساءل ما الأمر أشارت ريهام إليها بأن تلزم الصمت الآن ، الموقف لا يحتمل السؤال ، حاولت سارة تلملم أشتات نفسها المبعثرة وتهدأ بعض الشىء ، وعندما لمست ريهام هذا الهدوء تركتها مع أمينة وانصرفت من الغرفة باحثه عن مى ووجدتها فى الحمام ، هرعت نحوها مهرولة تلوى ذراعها وانهالت عليها ضرباً بنعلها ، وتسب وتقذف محزرة إياها بأن تعود إلى الغرفة اليوم ، خرجت أمينة على صوت الصراخ تتساءل ما الأمر لم تجب ريهام لزمت الصمت ، عادت إلى الحجرة جلست أمينة على مقعد المكتب برصانة تواصل المذاكرة و ريهام لم تبدِ حراكاً ومر الوقت وئيداً يملؤه الدهاء والامتعاض في نفس ريهام وسارة ، وشعور بالدهشة والاستنكار مستحوذا على أمينة دون محاولة فضول لمعرفة شيء ، حتى عادت بوسي وإيمان ارتميا على الفراش وقد نال التعب منهما كل منال ، وقالت بوسي وهي تحدق في سقف الغرفة ..
كان يوم مجهدا حقاً لم يمر يومّ متعبّ من بدء الدراسة بهذا الشكل .
ريهام : أين ذهبتما بعد سوزان ؟
إيمان : إلى المكتبة أحضرنا كل الكتب والمستلزمات التي طلبتموها موجودة على المنضدة ولا أريد إزعاج لأني سوف أنام ولا استطيع الاستيقاظ إلا في الصباح .. واندست في الفراش وسحبت الغطاء على رأسها مستسلمة لغلبة النوم، في حين كسرت سارة حدة صمتها قائلة :
من سوف يذهب إلى سوزان ..
استشعرت بوسي نبرة امتعاض في صوت سارة نهضت تحدق نحوها وقالت :
ما بك يا سارة ؟
وجدتها يلوح في عينيها دمعة أبت السقوط تأملتها لحظة وكررت السؤال ثانية ، لم تنبس سارة بكلمة ، بينما همست ريهام في أذن بوسي، بشرح الأمر في وقت آخر أكثر مناسبة ، وحاولت بوسي جاهدة تغير الحوار قائلة :
لم يذهب أحد منكن إلى سوزان ...؟
ريهام : لم يخرج أحد منا حتى الآن ...؟
بوسي : أنا سوف أذهب إليها أكيد مصطفى هذا لم يتركها لشأنها للحظة وانتهزها فرصة ..؟
أمينة نهضت من مكتبها قائلة :
أنا سوف أذهب معك يا بوسي هيا بنا لا تضيعى الوقت
ريهام أمسكت المحمول تضرب على مفاتيحه قائلة :
أنا سوف اتصل بعمر لكي يلحق بكما ، ودلفتا إلى المستشفى في تاكسي وفور وصولهما شاهدا سوزان تهبط على سلالم الدرج الخارجية للمستشفى مسنودة من قبل جهاد ومصطفى ، هرعتاً إليها مسرعتين قائلتين ..
الحمد لله على سلامتك يا سوزان ما أخبارك الآن ...؟
سوزان تبادرهما في صوت متهدج وقد فرج ثغرها عن ابتسامة هادئة وقالت :
الحمد لله لا داعي لهذا التعب جهاد موجودة ..
بوسي تقول في نظرة عتاب :
أنا كده أزعل هي جهاد مسموح لها وحدها..
وعند ثنايا حديث بوسي قد قدم عمر بسيارته هبط متجهاً نحوهم مرحباً بسلامة سوزان ، واطمأن على حالتها الصحية وقال : تفضلوا.
تقدموا خطوات ولكن عمر اختلس نظرة نحو مصطفى في استنكار شرد لحظة وعاد يدنو من بوسي متسائلاً :
من هذا يا بوسي....
بوسي : هذا صديق سوزان شاب غاية الطيبة والخلق (والجدعنا) ظل بجوارها من بدء دخولها المستشفى حتى الآن
هز عمر رأسه وعيناه تلمعان غموضا راكباً السيارة، في حين اقترب مصطفى من نافذة السيارة فور بدء الانصراف يودع سوزان مؤكداَ على مواصلة المكالمات للاطمئنان ،وانطلق عمر مسرعاً في طريقه إلى الدار ، منبهًا سوزان في ثنايا حديثة ألا تعطي هذا الشاب كل الأمان ، حتى بلغ الدار هبطوا من السيارة صاعدين الدرج سوزان مسنودة من قبل جهاد وبوسي ، وأمينة تقدمت في خطى تسبقهن إلى الغرفة ألقت السلام على الزميلات وبدأت إعداد سرير سوزان ، واتجهت ريهام نحو الباب لاستقبال سوزان بينما نهضت سارة محاولة الخروج من الوجد الممل الذي أصابها وتخفيف بعض الامتعاض الذي استقر في نفسها ويلوح في عينيها وقبلتها مرحبة بسلامة صحتها ، وجلس الجميع حول سوزان يتسامرن ، وقد أسدل الليل ستائره على ملائكة الإنس والقمر قد انحدر إلى المغيب والهواء يداعب وجوههن من فتحات النوافذ ويحدق نحوهن بعين العاشق يأنسن بوجوده ، ويبعثن نحوه تنهدات ونغمات من صوتهن الرخيم ، تتحدث سوزان في همس بكلمات ناعمة عن وقتها مع مصطفى في المستشفى وإلى أي مدى كان لطيفا معها فيأخذهن الحديث مع خطوط الخيال في الأفق لا يهبط إلى أرض الواقع ألا عندما تقطع سارة هذا الخيال بحديثها قائلة :
أنا تكلمت مع خالد عنك اليوم يا بوسي .
بوسي فرج ثغرها باسمه :
حقاً، ماذا قال لك ؟
سارة تريثت في الرد اللحظات ، حتى انتاب القلق صفحات وجه بوسى قائلة :
أنا اعرف حظى لم يوافق
سارة ترنو نحوها باسمه وهي تلوى خصلات شعرها بأناملها
لا طبعاً وافق وقال نذهب إليه غداً فى المسرح ..
نهضت بوسي تقبل سارة وقد امتلك السرور دروب قلبها وضحكتها مجلجلة مترامية في أنحاء الغرفة تطوف حول نفسها متهللة ثم قالت :
أنا سوف أصبح راقصة راقصة لا لا وأيضا مطربة.. مطربة .
وفي لحظة دون مقدمات تردد على مسامع الفتيات أصوت شباب يهتفون في الخارج ، هرعن نحو النافذة لمعرفة ما الآمر ، رأوا جموعاً من الشباب يتقدمهم ريكو وسامح يرفعان الأعلام ويرددون بعض الأغاني ونداءات تشجيعاً لكرة القدم ، تذكرت الفتيات أن مباراة مصر والجزائر اليوم ، دلفت بوسي مسرعة نحو الغرفة المجاورة ، من الواضح إليها أن أصحاب الغرفة تركوها لزيارة العائلة ، أخذت تلفاز ولاب توب .
وعادت إلى غرفتها أخذت ريهام لاب توب وبدأت تتصفح مواقع النت وتقرأ بعض الرسائل عن مباراة مصر والجزائر ، فتحت بوسي التلفاز تشاهد الاحتفالات بالانتصار العظيم مصر فازت على الجزائر( ولا فوز صلاح الدين على قلب الأسد العظيم) ولكن بوسي وريهام شعورهما الإنساني وكيانهما الحسي كونهما كرويين أبا عن جد دفعهما للمشاركة في هذه اللحظات السعيدة ارتديا ترنجات حمراء وانطلقتا إلى الزملاء في الشارع مهللين الأسارير لمشاركتهم الفرحة ، أما سارة وجهاد ظلتا يشاهدان الاحتفالات في التلفاز قائلتين في سخرية لو قالوا لهم تعالوا حرورا فلسطين يستخبوا ....
ولا بلاش لحسن نزعل ...الفس.... والمس.... وما لبث أن صعدتا الدرج وقلبهما يرقص طرباً والنشوى تلمع بين وجنتيهما وسرعان ما وقعت عين بوسي على مى في غرفة المذاكرة وهي تنشج بالبكاء اقتربت نحوها لمعرفه الأمر ، ولكن ريهام أمسكت يد بوسي وحدقت نحو مى مقطبة وقالت في حدة (تتفلق) لا تعيري بكاءها هذا اهتمام سوف أشرح لك أمرها الآن .
وسحبت بوسي من يدها إلى الغرفة ودخلتا ، وتقدمت بوسي نحو سارة تتساءل عن الأمر ، لم تنبس بكلمة ، وسرعان ما قصت ريهام عليهن أمر مى ، تدفق الدم الحار بين وجنتي جهاد وأسبلت أهدابها خجلاً ، أما بوسي قهقهت قهقهة عالية حدقت سوزان نحوها مندهشة لعدم سمع الأمر وتليها أمينة .
قالت بوسي : قولي يا ريهام بصوت عالي أنت مكسوفة.. مكسوفة... مكسوفة الحكاية بسيطة خالص سوف نقدم طلب للوزارة لنزول الجنس الأخر مع حصة التموينية لحسن حدث لبس في الأحاسيس والمشاعر والعقول البشرية ولا يستطيعون الآن التميز .
أمينة ترجف بأهدابها مندهشة .... ماذا؟
جهاد : كل هذا الحوار ولا تفهمين شيء . الحج شذى ذو النقاب والملحفة أنتقل هنا في السرير بجوارنا .
أمينة : قالت في تعجب .. لا مش ممكن من تكون .
جهاد : الآنسة مي صاحبة اللقب الجديد الحج مي .
أمينة : أنا لا يمكن استمر في الغرفة
بوسي : من تكون شذى ؟
اندس الجميع في الفراش ، وسحبن الغطاء على وجههن وقالت جهاد:
غداً أعرفك بها .
***
وقد تصرم الليل وظهر الصباح رويداً رويداً من وراء حجاب حتى أشرقت الشمس وأرسلت إشعتها تغمر الوجود بالدفء والألفة الذي بعثت بها نحو وجوههن البريئة فارتجفت أهداب بوسي من ظله ، ونهضت منطلقة إلى النافذة تحدق في الوجود فإذا الشمس ترنو نحوها تدعوها الاستعداد لموعدها المنتظر من سنين إنه آخر موعد اليوم وأهم موعد في حياتها العلمية ، اتجهت نحو أخدانها تدعهن لنهوض كعادة كل يوم من بدء العام الدراسي، نفس النظام لا يتغير وقفت أمام المرآة في حيرة تتساءل شاردة ماذا ترتدي ؟ وماذا يحب ويرغب ابن خالتها خالد ؟
تبادرها سارة : أطمني هو بيحب الفتيات ، الرشيقات ينفعوا في الاستعراضات وأنت منهم .
تطرحت بوسي شعرها إلى الوراء في ثقة وقالت :
بجد يا سارة ..
سارة: طبعاً طبعاً هيا بنا اتأخرنا .
وانطلقتا نحو الدرج تلحق بهما ريهام وجهاد وباقي الفتيات إلى الجامعة ، وصلن في الباص المعتاد ما عدا إيمان ينتظرها الحبيب في نفس المكان ، بلغن الجامعة تقدمن بالدخول ، متجهات نحو كلية الآداب في طريقهن لكافتيريا لتناول الإفطار وبدا على وجه بوسي ملامح الشحوب والغضب عندما شاهدت ريكو صديقها الدائم مع زميلته .
وتردد على مسامعها بالاتفاق على موعد بينهما في المساء ، الثورة كادت تقطع أحشاءها وتقدمت في انفعال نحو الفتاة لوت شعرها في يدها فانحنت الفتاة نحو الأرض وانهالت عليها بوسي بالضرب، الفتاة تصرخ وبوسي لا ترحم وهج الغيرة يتوغل بين دروبها حاولت ريهام أن تهدئ من ثورتها وتبعدها ولكنها جامحة في قوة نارية لا تطفئ إلا عندما تقدم أمن الجامعة ففروا كالفئران ، مسرعين واتجهت بوسي وسارة نحو دورة المياه ، حمام أنيق يليق بفتيات جامعيات الحوائط من السيراميك الأبيض والأحواض والحنفيات باللون المذهب يعلوها مرآة إطارها مزخرف ، نظيف جدا جدا وفي الحوائط شفاط وفى السقف تكييف لهواء يبعث جوا وروحاً لا يتلاءم مع المظهر ، دخان وعباءة وكأنك في غرزة حشيش ترتكن الفتيات على الحوائط والجدران كفتيات الليل يرسلن في الجو تنهدات محملة بزفير من دخان السجائر ، دلفت بوسي نحو الحوض تغسل وجهها من أثر العويل وأخذت سيجارة من الفتاة المجاورة التي ترتدي ملحفة سوداء ولا تتحدد ملامح وجهها من المكياج ، سحبت نفسا عميقا وهدأت بعض الشيء ورتبت الفتاة المجاورة بكفة يدها على ظهر بوسي ، ذات الصوت الغليظ والملحفة وقالت :
جدعة يا بت يا بوسي عجبتيني ربتيها .
سارة بادرتها قائلة:
يا بوسي متكبريش الموضوع .
بوسي : لا لا أنا هوريها وعالله أشفها تأني معاه ..
وإذا فتاة أخرى ترتكن على الحائط في يديها سيجارة ترمي بقاياها في سلة المهملات وقهقهت قهقهة عالية دوت بها المكان تضرب بيدها على الحائط قائلة :
كل بنت فيكم تدير بالها على الواد بتعها لحسن يوجد أزمة (والاسعار مرتفعة)..
تدنو منها سارة ساخرة وتقول :
فعلاً فعلاً آه والله عندك حق انصحيهم انصحيهم ..
تحدق نحوها الفتاه قائلة : معك فكة 50 جنيه .
سارة : لا والله لا يوجد معي .
تقدمت بوسي نحوها وأعطتها فكة ودلفتا خارج الحمام تتقدمها هذه الفتاة تنحنى صوب مسئولة النظافة وتعطيها 20 جنيه تأخذها وتدعو لها بالصحة والعافية ، ودلفتا نحو كافتيريا حيث رأيا جهاد وريهام يجلسان وأمامهما ريكو وسامح يشرحان إليهما سوء التفاهم حيث قال ريكو :
أنها زميلة تعمل معي في نفس الفندق مساءً .
بادرته ريهام معتذره:
أنت عارف يا ريكو بوسي وتفكيرها معلش أنا هعقلها .
وانصرفا معتذرين فور ظهور بوسي وسارة على مشارف باب الكافتيريا أشارت بوسي وهي بجوار الكانتين وقالت :
هل تردن طعاماً .
هزت ريهام رأسها بالموافقة ، طلبت بوسي بعض المأكولات ، وتقدمت للجلوس وجاء الجرسون ببعض أقداح الشاي والطعام وتساءلت بوسي عن الأمن أثناء المشاجرة قالت ريهام ساخرة :
لم يجدوا أحدا فانصرفوا .
بوسي : خير شيء فعلوا ولكن أنا لن أتركها شأنها على الإطلاق سوف ترى منى الكثير..
جهاد قهقهت قهقهة عالية وقالت :
بوسي أنت بتحبي ...؟
بوسي : إذا كان هو الأول بيحبني .
جهاد : أكيد طبعاً كان بيتحايل علينا حالاً لكي نكلمك ونفهمك .
بوسي تضحك ساخرة :
تفهمني أي الحب انتهى من أيام عبد الحليم وعبد الوهاب احنا في عصر ، أنت معاك كام ...
سارة : لا طبعاً كل زمن يوجد من يبحث عن الفلوس ومن يبحث عن الحب غير أنك جميلة ومتعلمة وأخلاقك رفيعة واعتقد انه يريد أن يتقدم لخطبتك ....
ريهام تضحك ساخرة :
ممكن يحبها وتكون متميزه في التعليم طبعا طبعا ، ما أكثر العاطلين والأخلاق والأدب مفهوم .. مفهوم عافا عليهم الزمان من سنين .
بوسي : أما إذا كنت سيدة أعمال أو فنانة مشهورة ، أو بنت شخصية مرموقة يا سلام هي دي ذات الأخلاق حتى لو كانت سبق لها زيجات غير مشروعة .
جهاد : لكن يا بوسي الفنانين سمعتهم على طول متدهوره من إشاعات ، وتشهير .
بوسي : يقولوا لهم ياست هانم ... يا سعادة البيه .
سارة: لا أنا مش معاكم في هذا الرأى يعني كل الشباب بيدوروا على الأغنى .
ريهام : هي دي الحقيقة المرة ويقضيها مع كل بنت لأن مش معاه فلوس للزواج بحجة أنه مش لاقي المناسبة وأول ما تتواجد العروسة ذات الأملاك والمراكز المناسبة يجرى عليها قوام ريهام تشير نحو بوسي قائلة :
وينسى صحبتنا ولا يفكر فيها ولا مرة بعد ما تكون سهرت الليالى وورمت عينها كمان ، تضع بوسي قدح الشاي عند آخر رشفه على المنضدة وتتأبط ذراع سارة وتنهض معتذرة للحاق بالمحاضرة وفور تقدمها بخطوات اصطدمت في أستاذ حامد ذى القامة الممشوقة والبدلة الأنيقة دائماً ، تقدم بخطواته الثابتة في ابتسامة هادئة يحدق نحو ريهام بأعين توحى بمعاني كثيرة مليئة بالاستنكار والازدراء ، يتابع خطواتها يومياً من بدء دخول الجامعة حتى خروجها وبنفس الابتسامة بادرها بالتحية في انحناء رافعاً إصبعه الأيمن لإثبات الذوق والأدب وبادرها قائلاً :
ممكن تسمحي لي بثوان من وقتك يا فندم
فرفت ثغورهما باسمة وقالت ريهام :
تفضل
بينما جهاد تأهبت للانصراف وسرعان ما أمسكت ريهام يدها قائلة :
جهاد ليست غريبة أعز أصدقائي .
حدق حامد نحو الأرض قائلاً :
على العموم يا فندم لم استغرق من وقت حضرتك ثواني طلبي محدد وبسيط جهاد وريهام يتبادلان النظرات في دهشة ، ولكن من الواضح أن حديثه ذو أسلوب رفيع سوف يستمعان اليه بالطبع بصدر رحب .
حامد : أحب أن أعرفك بنفسي يا آنسه ريهام أنا حامد المحامي ومكتبي قريب من هنا معروف للجميع وعندي سعة من القضايا ومحتاج لمساعدة حضرتك .
ريهام نظرت إليه باسمة وقالت:
مساعدتي أنا وضح أكثر من فضلك ؟
حامد : أنا طالب مساعدتك في العمل يا فندم .
ريهام : حضرتك تقصد أنا و لا جهاد .
حامد : أنا أعلم جيداً أن الآنسة جهاد في كلية الحقوق لكن العمل الذي أتحدث عنه يا فندم يخص حضرتك .
جهاد : أستاذ حامد ما طبيعة العمل .
حامد : سكرتيرة يا فندم .
ريهام : ولكن أنا في كلية الآداب وأعتقد هذا العمل يتطلب زميلة في كلية التجارة أو دارسة شئون قانونية .
حامد يدنو نحوها قائلاً :
لالا يا فندم كل احتياجي أنسة مثل حضرتك لطيفة ، ولبقه ،وذكية ، وأنيقه ، ورقيقة .
جهاد تبعد حامد بيدها عن ريهام ...
حامد : أنا أسف ..!!
كل العمل بينحصر في تسجيل شغل المكتب على الكمبيوتر يا فندم .
ريهام : مفهوم يا أستاذ حامد أوعدك بالتفكير في الموضوع .
حامد هب واقفاً في إنحناء :
أتمنى أنك تفكري وتوافقي وتردي عليّ في أقرب فرصة يا فندم واعتذر بالانصراف ..
جهاد تدعو ريهام لينصرفا .. اتأخرنا يا فندم ...!!
انصرفتا خارج الكافيتريا، تقدمت نحوهما سارة وبوسي بعد الانتهاء من المحاضرات تبادرهما بوسي :
انتهت المحاضرات أم مازلت عندكما محاضرات؟
ريهام : أنا انتهت محاضراتي وسوف أذهب الآن إلى الدار فوراً لأني مجهدة جداً ..
سارة تتساءل في استنكار :
لا تذهبي إلى عمر .
ريهام تبادرها بنظرة ازدراء :
لا عمر ولا رامي ،فرفت بسمة هادئة على ثغر سارة وفي ثنايا حديث ريهام تقدمت نحوهن شذى ... آه آه الحج شذى ترتدي نقاب ورداء أسود صافحتهن ، ماعدا بوسي لم تتعرف عليها من قبل بادرتها جهاد باسمه :
ما أخبارك يا شذى ؟
شذى : الحمد لله .
سارة : مازال عندك محاضرات ..
شذى تبادرهما في صوت خافت :
قد انتهت محاضراتي وذاهبة أصلى العصر بإذن الله ..
ريهام تضحك ساخرة :
العصر آه آه مفهوم أدعلنا يا شذى بالله عليك ..
تقدمت شذى خطوات الانصراف ، ولكن ريهام اختلست نظرة نحو بوسي قائلة :
طبعاً لا تعرفي بوسي يا شذى .
شذى : ماسعدنيش الحظ من قبل ،صافحتها باسمة ولكن لم تكن مصافحة عابره بين زميلتين بل زرعت شعوراً باللذة في أعماق شذى واستشعرت تياراً كهربائياً يسير في شريانها دفعهاً إلى تطويق خصرها على الفور والتصقت بها أكثر وأكثر وتحسست أردافها وأمطرتها قبلات حارة مشتعلة بنار اللذة... بوسي ترفع يدها في إشارة إلى زميلاتها بالنجدة .. تحاول إبعادها بكل قواها ولكن من الواضح أنها أثارت غرائزها وشهواتها ولا ترغب في الابتعاد، وانفجرت الفتيات في الضحك وتمتمت (لابد من الكشف والفحص ونضعها على جهاز كشف الكذب لنتأكد ونطمئن هى من أى جنس )وعلى الفور لكزتها بوسي بقوة مبتعدة وبدا وجهها مكفهراً حدقت نحو زميلاتها في أزدراء ، تأبطت ذراع سارة واعتذرت منصرفة حتى ألفتا خارج الجامعة وذهبتا إلى المسرح ، ودلفت جهاد وريهام في الباص إلى الدار . هبطتا من التاكسي واتجهت سارة ماثلة أمام سائق تعطية النقود واستدارت للدخول تقدمتا من قاعة البروفات ووقفتا ملتزمتين الصمت فور دخولهما لعدة لحظات يشاهدان بروفات استعراض مسرحي بوسي شاردة نحو الراقصات وصنعت من خطوط خيالها نجمة ساطعة تهبط من أعلى المسرح في أبهى ثياب للراقصة لامعة والفتيات حولها يضفن عليها النجومية والتألق وبدأت سارة تخرج بعض أصوات السعال في بطء حتى ينتبه خالد إليهما وفي لحظة أدار باله واستدار نحوهما فأشرق وجهه باسماً يرنو نحو بوسي في انبهار ، رشيقة جداً وبما أنه مخرج مسرحي محترف يحدد الموهبة سريعاً لمح الرشاقة وخفة الظل أساسيات الفنان المسرحي ، من قبل أن يتحدث بعد ، بينما ما الأمر إذا تحدثت معه ، صافحهما ضغطاً على يد بوسي وبادر سارة قائلاً :
أنا أعتب عليك أنك لم تعرفيني بهذا الجمال من قبل لم أ كن أعرف أن صديقتك جميلة لهذه الدرجة، بوسي صعد إلى وجهها حمرة الخجل قائلة بصوت متهدج :
ده بس من ذوقك .
سارة : أنا قولتلك هتعجبك ..
خالد يحدق نحوها قائلاً :
النجوم نعرفهم جيداً من أول مرة ....!
أشرق وجه بوسي باسماً وبداخلها فرحة عارمة وقالت :
النجوم ده أنا .
خالد : طبعاً .. طبعاً من غير ما أري قدرتك وإجراء أي اختبارات أنا حددت موهبتك ترغبين متى نبدأ البروفات ، بوسى قلبها يرقص طرباً وكأنها تحلم وبادرته:
من الاّن أنا تحت امرك .
سارة تحدق نحو خالد في ابتسامة مستنكرة تلمس يد بوسى في دعوة للانصراف قائلة :
حدد موعد اّخرى لدينا كثير من المهام اليوم .
اختلست بوسى نظرة ازدراء نحو سارة وبادرته في صوت خافت :
أنا سعيده جداً أنى اتشرفت بمعرفة حضرتك يا أستاذ خالد وسوف اتصل بك لتحديد ميعاد لاحقا أن شاء الله .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.