المئات فقط شاركوا اليوم فى جمعة رفض الاعتذار حيث بدت طرقات ميدان التحرير خالية خاصة بعدما أغلقت الشرطة العسكرية الطرق المؤدية للميدان. وقد غابت القوى السياسية التقليدية من الأحزاب والإخوان والسلفيين عن المشاركة اليوم فيما اعتبرها البعض أول مليونية تفشل فى تحقيق الحشد الشعبى .. وقد أعلن المتظاهرون رفضهم القاطع لما أشيع عن العفو عن الرئيس السابق حسنى مبارك وطالبوا بتوقيع أقصى عقوبة عليه هو وجميع رموز الفساد وذلك من أجل القصاص ومن أجل ألا تضيع حقوق الشهداء هدرا .. وعلى المنصة الرئيسية بالميدان اليوم هدد المتظاهرون بالعودة للمربع رقم (1) من جديد وكأن الثورة لم تقم عن طريق إغلاق واحتلال ميدان التحرير والاعتصام فيه مرة أخرى وذلك بدءا من الجمعة القادمة لحين إصدار الحكم على مبارك وباقى رموز الفساد وأعلنوا استنكارهم للبطء فى إجراءات المحاكمة، ومن ناحية أخرى طالب المتظاهرون فى هتافاتهم بإقالة النائب العام والتراجع عن العفو عن سوزان ثابت والتحقيق معها فيما نسب إليها والإسراع فى محاولات استعادة الأموال المنهوبة والأفراج عن شباب الثورة المعتقلين وإقامة مجلس رئاسى انتقالى .. وشددت خطبة الجمعة فى ساحة الميدان والتى أقامها العشرات فقط من المصلين على ضرورة التماس العدل وعدم التهاون أو المصالحة مهما كان الثمن. أما خطبة الجمعة بمسجد عمر مكرم والتى ألقاها الشيخ مظهر شاهين فقد جاء فيها ما يلى : كيف لنا أن نتصالح مع من خانوا الأمانة وأضروا بمصلحة البلاد وسرقوا أموالنا ونهبو خيراتنا إننا نستطيع أن نتصالح مع الشرطة مثلا وأن يتصالح الشعب مع نفسه ولكن لايمكن أن يكون هناك حتى ولو مفاوضة مع هؤلاء الفاسدين والأمر متروك لكم فى الحكم وهنا لايمكن أن نخلط الأوراق فهناك وسائل إعلام تروج لما يسمى بالفعو عند المقدرة وأن الشعب المصرى طيب طوال عمره أصيل فهذه مؤامرة فى حد ذاتها وهناك أيضا من يقرن العفو عن مبارك بما فعله النبى صلى الله عليه وسلم مع أهل مكة حينما قال لهم اذهبوا فأنتم الطلقاء وهم بذلك قد أساءوا الفهم فهذا فى حد ذاته تلبيس وتزييف وقلب للحقائق لأن النبى أصلا أخذ حق أصحابه من المؤمنين فى إحدى القوافل وفى غزوة بدر لذلك عفى عن أهل مكة بعد أن نال حقه إذن العفو كلمة جميلة لكن هنا تستخدم فى غير موضعها حيث أنها تستخدم فى المسائل الشخصية أو الخاصة بمعنى أن أى إنسان مثلاً يستطيع أن يعفو عمن ظلمه هو شخصيا لكنه ليس من حقه أن يعفو عمن ظلم شعبا بأكمله وكيف يعفو ويتصالح فى حق دماء الشهداء وهل يصح أن أقول أننى متنازل عن حق الشهداء نحن لا نملك ذلك ولا الحكومة تملك لأن الدم لا يملكه إلا ولى الدم، أيضا سرقة الأموال لا تقل جرما عن قتل الشهداء لأن نتيجة هذه السرقة أننا أصبحنا بلا مستشفيات وناس ماتت من الجوع وناس ماتت من السرطان ومن الكبد الوبائى إذن كل من مات نتيجة سرقة الأموال يقع دمه فى رقبة من؟ إننا لا نملك حق التنازل فهذا يعد خيانة كبرى وجريمة ولهذا فإن العفو هنا فى غير محله لأنها ليست مسألة شخصية ولا يملك أحدا أن يتنازل فى حق غيره كما أن الله سبحانه وتعالى لا يقبل توبة أحد إلا بعد أن يعطى الحقوق لأصحابها وأن يرد المظالم لأهلها. واستنكرت خطبة الجمعة ما تقوم به بعض القنوات الفضائية من الترويج لفكرة العفو ومن العمل لصالح من هم خلف الأسوار الآن حيث قال الشيخ مظهر شاهين: المؤامرة لا تزال مستمرة وبالتالى سنكون أمام خيارين فإما أن نقبل بالأمر الواقع وهذا معناه الانتحار وإما أن نقف جميعا ضد هؤلاء حتى نقضى على الفساد كاملا لأن المسألة الأخطر فعلا هى أن المصالحة تفتح باب الفساد على مصراعيه أمام الأجيال القادمة ومن هنا يجب أن يحاسب جميع الفاسدين حتى يكونوا عبرة للجميع لأننا هنا لسنا بصدد خناقة فى مباراة كرة قدم وإنما نحن بصدد مستقبل ومصير أمة من أجل أن يأتينا حاكم محترم يخشى الله فينا .